الحلقة 18
من عجائب وغرائب روايات التاريخ
تراثنا – التحرير :
لا تخلو كتب التاريخ من نوادر وغرائب ، فيها الكثير من العبر ، والاستفادة ، والسمر ، ومن بين دفتي سجلات التاريخ وقع اختيار تراثنا على تلك المقتطفات منتقاة من كتاب ” عجائب من عصور مختلفة ” من مطبوعات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، نسند احداثها لمصادرها لمن اراد الاستزادة والتوثق من صحتها ، ومتابعة رواتها .
-
الأميرة قطر الندي تتجول في أسواق بغداد لتجهيز زفاف عرسها بألف ألف وخمسين ألف دينار!
-
لغز الغامض الملتحي الذي يقتحم بساتين قصر المعتضد بالسلاح ليلاً ويتصدى لخدمه !
-
غلب عليه الهم فركب حماره ، وعلقت قدمه بالركاب ، فمشى به مجرورا في الشوارع .
-
قتلوا المحشش لا دعاءه انكشاف الغيب عنه والتلقي عن الرسول عليه الصلاة والسلام في الاحلام !
جهاز بنت خمارويه
في سنة إحدى وثمانين ومئتين ،وصلت قطر الندى بنت خمارويه سلطان الديار المصرية إلى بغداد ، في تجمل عظيم ، ومعها من الجهاز شيء كثير ، حتي قيل إنه كان في الجهاز مئة هاون من ذهب غير الفضة ، وما يتبع ذلك من القماش وغير ذلك مما لا يحصى .
ثم بعد كل حساب أرسل معها أبوها ألف ألف دينار وخمسين ألف دينار لتشتري بها من العراق ، ما قد تحتاج إليه مما ليس بمصر مثله .
المنتظم 6/26
البداية والنهاية 11 /70،71
ما يفعله الهيام
وفي شعبان ، ظهر شخص إنسان في يده سيف في دار المعتضد بالثريا ، فمضي إليه بعض الخدم لينظر من هو فضربه الشخص بالسيف ضربة قطع به منطقته ، وبلغ السيف إلى بدن الخادم ،وهرب ودخل شخص في زرع البستان ، فتوارى فيه ، فطُلب ، فلم يُوقف له على أثر.
فاستوحش المعتضد من ذلك ، ورجم الناس الظنون ، حتى قالوا انه من الجن ! ثم عاد الشخص للظهور ، وجيء في يوم السبت لسبع خلون من رمضان بالمعزومين بسبب ذلك الشخص ، وجيء معهم بالمجانين !
وكانوا قد قالوا نحن نعزم على بعض المجانين ، فإذا سقط سُأل الجني عن خبر ذلك الشخص ، فصرعت أمرأه بصرفهم .
وذكر يوسف القزويني أنه لم يوقف على حقيقة ذلك إلا في أيام المقتدر ، وأن ذلك اشخص كان خادماً أبيض يميل إلى بعض الجواري اللواتي في دواخل دور الخدم.
وكان قد اتخذ لحى على ألوان مختلفة ، وكان إذا لبس اللحى لا يشك من يراه أنها لحية ، ، فكان يلبس في الوقت الذي يريده لحية منها ، ويظهر في ذلك الموضع ، و في يده سيف أو غيره من السلاح ، فإذا طُلب ( تمت ملاحقته ) دخل بين الشجر ، وفي بعض الممرات العطفات ، ونزع اللحية ،وجعلها في كمه ، وبقى معه السلاح كأنه بعض الخدم الطالبين للشخص ، فلا يرتاب به أحد ، ويسأل : هل رأيتم أحدا ؟
وكان إذا وقع مثل هذا خرج الجواري من تلك الدور ، فيرى هو تلك الجارية ، ويخاطبها بما يريد ، وإنما كان غرضه مخاطبة الجارية ومشاهدتها وكلامه .
ثم خرج من الدار في أيام المقتدر ،ومضى إلى طوس (3) فأقام بها إلى أن مات ، وتحرقت الجارية بعد ذلك بحديثه .
المنتظم 5/171-172
البداية والنهاية ( 11 /77 )
الحوادث تلاحقه
العابس بن محمد بن عبدالله – دبيس – أحد الشهود من الجانب الغربي ، وكان الغم قد غلب على قلبه لحوادث لحقته ، فركب ذات يوم ، فأخذ به الحمار إلى طريق خارج السور ، فسقط فثبتت اليسرى من رجليه في الركاب ، فإلى أن لحق مشى به الحمار مجروراً ، فمات على ذلك ، وحمل إلى منزله فدفن من رجب سنة ثلاث وثمانين ومئتين .
المنتظم 5 / 169
مسند يعقوب بن شيبة
أخبرنا القزاز ، أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال حدثني الأزهري قال : بلغني ان يعقوب كان في منزله أربعون لحافاً ، أعدها لمن كان عنده من الوراقين (1) لتبييض المسند ونقله ، ولزمه على ما خرج من المسند عشرة آلاف دينار ، قال وقيل لي أن نسخة مسند أبي هريرة شوهدت بمصر مئتي جزء .
ومن الاحلام ما قتل
في سنة 715 هجرية ، كما قال صاحب “العبرة ” قُتل أحمد الرويس الأقباعي بدمشق لاستحالته المحارم وتعرضه للنبوة ، وكان له كشف وأخبار عن المغيبات ، فضل به الجهلة ، وكان يقول : أتاني النبي صلى الله عليه وسلم وحدثني ، وكان يأكل الحشيشة ويترك الصلاة وعليه قباء (2) .
الشذرات 6/35
هوامش :
1- الوراقين جمع وراق ،وهم النساخ للكتب ،وكان في العراق والكوفة والبصرة سوق لهم ( شمس العرب تسطع على الغرب ) ليسجريد هونكة (ص 389 -391) .
2 – القباء : ممدود ، من الثياب : الذي يلبس مشتق من ذلك لاجتماع اطرافه ،والجمع أقبية ( لسان العرب 3/ 15 ) .
كاتب وكتاب
انتقاءات مختارة من كتاب (عجائب من عصور مختلفة – الجزء الثاني) ، أنتقاء وتعليق د . محمد بن إبراهيم الشيباني ، عدد الصفحات :78 ، حجم وسط ، طبع عام (1993 م – 1414هجري ) منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت .
مسك الختام
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس فحمد الله ، فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته ، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان ، فليرده ما استطاع ، فإذا قال : هاء ضحك الشيطان منه ” .
رواه البخاري
الأذكار / د .الشيباني