• Post published:14/12/2019

الحلقة الثانية 

أحمد عبدالله المبارك المطوع

 

الأحساء قديما
الأحساء قديما حيث كان موطن آل المبارك من تميم 

 

تراثنا – التحرير :

 

د. راشد الفرحان
د. راشد الفرحان

يطل د . راشد عبدالله الفرحان “وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق ” على متابعينا عبر زاوية “ تراثيات د .الفرحان ” الزاخرة بالمعلومات القيمة ، نستلها من كتبه وبحوثه ، ومما خصنا به من قديمه المتجدد  ،لأثراء نهم أصحاب البحوث المهتمة بالشأن التاريخي والتراثي.

 

وفي هذا السياق ، تستعرض تراثنا على موقعها الإلكتروني الحلقة ( الثانية ) من سلسلة حلقات كتابه النادر ( الشيخ أحمد المبارك المطوع ) الذي طُبع في نيودلهي ( الهند ) .

 

 

الشيخ أحمد عبدالله المبارك
الشيخ أحمد عبدالله المبارك

 

د .الفرحان :

  • تصاهر آل المبارك والدواسر في الأحساء فاختلطت انسابهم وتداخلوا مع بعضهم بعضاً .

  • انتقلت أسرة أحمد المبارك إلى الهفوف وانشأوا مدارس علمية وأقاموا حلقات دراسية في بعض بيوتهم .

  • وجدت عند زيارتي للأحساء اجتماع الأسرة باقياً في مجالسهم وعلمُ مسلك الأولين مؤثراً فيهم .

  • قدم أحمد المبارك إلى الكويت واستقر به الحال في الفحيحيل حيث أصر أهلها على بقائه أماما ومدرساً .

آل المبارك في الأحساء

 

آل المبارك في الأحساء هم الأسرة المعروفة بآل الشيخ ، نسبة إلى الشيخ مبارك بن علي بن حمد بن سلطان ” يرحمه الله ” ، من بني تميم ، الذي وُلد بالمبرز في الأحساء سنة 1150 هجرية الموافق 1737 م .

 

سوق في الأحساء القديمة
سوق في الأحساء القديمة

وكانوا يُعرفون في السابق بأسرة النجدي ، التي ينتهي نسبها إلى محمد بن سعود الملقب ب (هميلان ) من بني جندب بن العنبر ، من بني عمرو بن تميم ” يرحمه الله ” ، أحد البطون الأربعة لتميم .

 

اختلاط انساب التميم والدواسر

 

وكان مبارك في صغره يدعي (بريكان ) ، تزوج في الأحساء من دوسرية ، كما تزوج والده من قبل دوسريه من بيت الزيد ، الذي تزوج منهم الشيخ أحمد المبارك ( المطوع ) ، وهذا شاهد على ما ذكرناه من اختلاط الأنساب ، وتقارب المصاهرة بين بني تميم والدواسر ، وشاهد آخر على وجود بيت الزيد في الأحساء الذين تزوج منهم الشيخ أحمد في اثناء دراسته بالأحساء .

 

انتقلت الأسرة من المبرز في الأحساء إلى مدينة الهفوف ، التي أصبحت اليوم عبارة عن مدينة واحدة كبيرة ، وكانت في الماضي مدينتين منفصلتين بينهما مسافة .

 

 

أنشأت الأسرة المدارس العلمية في العديد من المناطق إلى جانب المدارس التي يتولاها علماء وأساتذة آخرون يدرسون على مذاهب أخرى .

 

ومن مدارسهم ، في الرفعة ، والنعائل ، مدرسة السوق ، ومدرسة الشُريف ومدرسة الصالحية ، ومدرسة بن كلبان ،وتُعرف بمدرسة الحبشة .

 

حلقات الدراسة في البيوت 

 

وكانت هناك حلقات دراسية في بعض البيوت مثل بيوت المبارك والملا ، والعمير والعبدالقادر ، والمساجد تدرس فيها العلوم الإسلامية ، وكان يؤم الأحساء العديد من أبناء الخليج ، لتلقي الدراسة في بيوت علمائها ، حيث كانت الأحساء محطة للعلوم والمعرفة ، وممن درس في المدارس من الكويتيين ، الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والشيخ عبدالعزيز حماده وغيرهما .

 

قرية الفحيحيل القديمة
قرية الفحيحيل القديمة

 

 

مشايخ أل مبارك في الكويت 

 

ومن آل الشيخ مبارك الذين زاروا الكويت ، الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عبداللطيف الشيخ مبارك ” يرحمه الله “، الذي كان مدرساً في المدرسة المباركية في القرن التاسع عشر، والشيخ عبدالرحمن بن علي ” يرحمه الله ” الذي تعين أماماً وخطيباً في مساجد الكويت ، وقد عرفته واستمعت لحديثه في صغري ، وكان صديقاً لجدي سعد صالح الفرحان “رحمهما الله ” وطالما دعاه جدي للغداء وكنت أحضر واسمع له يتحدث وينشد الشعر في ديوانه و دواوين أخرى .

 

الشيخ جافظ وهبة
الشيخ حافظ وهبة

زيارتي للإحساء 

 

ويوم دعاني الأخ الفاضل الأديب محمد بن عبداللطيف آل الشيخ مبارك ” يرحمه الله “لزيارة الأحساء ، والتقيت مع لفيف من الأسرة الكريمة في 30 /4/1426 هجرية الموافق 7 /6 / 2005 م ، وصليت في المسجد الذي أنشأه الشيخ عبدالرحمن ” يرحمه الله” في وسط حي آل المبارك ، حيث اجتمعت مع العلماء والأساتذة ، ووجدت منهم الكرم والحفاوة العربية الأصيلة .

 

ولا زال أثر العلم ودراسة المذهب المالكي ، وحلقات الدارسين ، واجتماع الأسرة باقياً في مجالسهم ، وعلمُ مسلك الأولين مؤثراً فيهم ، رغم دخول شبابهم معترك الجامعات الحديثة والدراسة فيها .

 

سعدت بمجالسة العلماء منهم ، كما علمت أن هناك حلقات علم صيفية تُقام للراغبين في دراسة المذهب المالكي ، برعاية الدكتور عبدالحميد الذي حقق كتاب (التسهيل ) في فقه الأمام مالك ، الذي ألفه كبير الأسرة الشيخ مبارك ، والجزء الرابع منه رغم ما في الكتاب من فقه وعلم ، يعطيك الجزء فكرة وتاريخ هذه الأسرة الكريمة التي خدمت العلم يوم أن كان العلم يُقصد على ظهور الجمال .

 

الشيخ عبدالله النوري
الشيخ عبدالله النوري

وهذه نبذة ولمحة قصيرة عن هذه الأسرة التي أشاعت النور والعلم ، أردنا أن نلقي الضوء عليها ، ولم يكن الشيخ أحمد المبارك الذي نتحدث عنه ينتمي إليها ، إلا بالمشاركة في الزواج من بيت الزيد ، فهو دوسري ، وهم من بني تميم ، وهو شافعي وهم موالك .

 

الشيخ أحمد بالكويت

 

ولما بلغ السنة الثامنة عشر من عمره ، قدم إلى الكويت عام 1916 م ، حيث كانت الكويت في أوائل القرن التاسع عشر ، تعج بنشاط الحركة العلمية والأدبية ، وكان يومها على قدر ضعف الحالة الاقتصادية ، عدد من العلماء من مصر والعراق والشام ، وفارس والأحساء وغيرها ، أمثال الشيخ العلامة رشيد رضا ، والشيخ حافظ وهبة ، والشيخ سيد عمر الأزميري ، والشيخ نجم الدين الهندي ، والشيخ محمد نوري والد الشيخ عبدالله النوري ، والشيخ محمد أمين الشنقيطي من العراق ، والشيخ أحمد الفارسي والشيخ عبدالعزيز الثعالبي من تونس ، والشيخ عبدالعزيز العلجي الإحسائي ، والشيخ عبدالعزيز بن حمد المبارك من الأحساء ، وغيرهم مما لا مجال للتوسع بذكرهم ، رحمهم الله جميعا .

 

الشيخ عبدالعزيز الثعالبي
الشيخ عبدالعزيز الثعالبي

المبارك في الفحيحيل

 

قدم الشيخ أحمد إلى الكويت واستقر به الحال ، بعد التقائه بالعلماء ، وبيوتات العلم والفضل الذين تعرف عليهم ، واستقر به الحال في منطقة الفحيحيل .

 

كانت في ذلك الوقت قرية كبيرة مساحتها ، شامخة بأهلها ، معتزة بتراثها وتقاليدها ، أعجبته وأعجب به أهلها ، فأصروا على بقائه عندهم ، مدرساً ومعلماً وإماماً ، استأجر في البداية بيت متواضع يليق به ، ثم اشترى بيتاً لسكناه .

 

يتبع لاحقاً   – حلقات سابقة 

تواصل مع تراثنا 

 

المقالة تحتوي على 2 تعليق

  1. بو محمد

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    (الشيخ جافظ وهبة) هناك خطئ في اسم حافظ تحت الصورة
    و الصحيح حافظ و ليس جافظ
    و الشكر موصول لكم.

    1. محرر تراثنا

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      تم التصحيح ..جزاك الله خيرا .

اترك تعليقاً