الحلقة الثانية
أحمد عبدالله المبارك المطوع
تراثنا – التحرير :
يطل د . راشد عبدالله الفرحان “وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق ” على متابعينا عبر زاوية “ تراثيات د .الفرحان ” الزاخرة بالمعلومات القيمة ، نستلها من كتبه وبحوثه ، ومما خصنا به من قديمه المتجدد ،لأثراء نهم أصحاب البحوث المهتمة بالشأن التاريخي والتراثي.
وفي هذا السياق ، تستعرض تراثنا على موقعها الإلكتروني الحلقة ( الثانية ) من سلسلة حلقات كتابه النادر ( الشيخ أحمد المبارك المطوع ) الذي طُبع في نيودلهي ( الهند ) .
د .الفرحان :
-
تصاهر آل المبارك والدواسر في الأحساء فاختلطت انسابهم وتداخلوا مع بعضهم بعضاً .
-
انتقلت أسرة أحمد المبارك إلى الهفوف وانشأوا مدارس علمية وأقاموا حلقات دراسية في بعض بيوتهم .
-
وجدت عند زيارتي للأحساء اجتماع الأسرة باقياً في مجالسهم وعلمُ مسلك الأولين مؤثراً فيهم .
-
قدم أحمد المبارك إلى الكويت واستقر به الحال في الفحيحيل حيث أصر أهلها على بقائه أماما ومدرساً .
آل المبارك في الأحساء
آل المبارك في الأحساء هم الأسرة المعروفة بآل الشيخ ، نسبة إلى الشيخ مبارك بن علي بن حمد بن سلطان ” يرحمه الله ” ، من بني تميم ، الذي وُلد بالمبرز في الأحساء سنة 1150 هجرية الموافق 1737 م .
وكانوا يُعرفون في السابق بأسرة النجدي ، التي ينتهي نسبها إلى محمد بن سعود الملقب ب (هميلان ) من بني جندب بن العنبر ، من بني عمرو بن تميم ” يرحمه الله ” ، أحد البطون الأربعة لتميم .
اختلاط انساب التميم والدواسر
وكان مبارك في صغره يدعي (بريكان ) ، تزوج في الأحساء من دوسرية ، كما تزوج والده من قبل دوسريه من بيت الزيد ، الذي تزوج منهم الشيخ أحمد المبارك ( المطوع ) ، وهذا شاهد على ما ذكرناه من اختلاط الأنساب ، وتقارب المصاهرة بين بني تميم والدواسر ، وشاهد آخر على وجود بيت الزيد في الأحساء الذين تزوج منهم الشيخ أحمد في اثناء دراسته بالأحساء .
انتقلت الأسرة من المبرز في الأحساء إلى مدينة الهفوف ، التي أصبحت اليوم عبارة عن مدينة واحدة كبيرة ، وكانت في الماضي مدينتين منفصلتين بينهما مسافة .
أنشأت الأسرة المدارس العلمية في العديد من المناطق إلى جانب المدارس التي يتولاها علماء وأساتذة آخرون يدرسون على مذاهب أخرى .
ومن مدارسهم ، في الرفعة ، والنعائل ، مدرسة السوق ، ومدرسة الشُريف ومدرسة الصالحية ، ومدرسة بن كلبان ،وتُعرف بمدرسة الحبشة .
حلقات الدراسة في البيوت
وكانت هناك حلقات دراسية في بعض البيوت مثل بيوت المبارك والملا ، والعمير والعبدالقادر ، والمساجد تدرس فيها العلوم الإسلامية ، وكان يؤم الأحساء العديد من أبناء الخليج ، لتلقي الدراسة في بيوت علمائها ، حيث كانت الأحساء محطة للعلوم والمعرفة ، وممن درس في المدارس من الكويتيين ، الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والشيخ عبدالعزيز حماده وغيرهما .
مشايخ أل مبارك في الكويت
ومن آل الشيخ مبارك الذين زاروا الكويت ، الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عبداللطيف الشيخ مبارك ” يرحمه الله “، الذي كان مدرساً في المدرسة المباركية في القرن التاسع عشر، والشيخ عبدالرحمن بن علي ” يرحمه الله ” الذي تعين أماماً وخطيباً في مساجد الكويت ، وقد عرفته واستمعت لحديثه في صغري ، وكان صديقاً لجدي سعد صالح الفرحان “رحمهما الله ” وطالما دعاه جدي للغداء وكنت أحضر واسمع له يتحدث وينشد الشعر في ديوانه و دواوين أخرى .
زيارتي للإحساء
ويوم دعاني الأخ الفاضل الأديب محمد بن عبداللطيف آل الشيخ مبارك ” يرحمه الله “لزيارة الأحساء ، والتقيت مع لفيف من الأسرة الكريمة في 30 /4/1426 هجرية الموافق 7 /6 / 2005 م ، وصليت في المسجد الذي أنشأه الشيخ عبدالرحمن ” يرحمه الله” في وسط حي آل المبارك ، حيث اجتمعت مع العلماء والأساتذة ، ووجدت منهم الكرم والحفاوة العربية الأصيلة .
ولا زال أثر العلم ودراسة المذهب المالكي ، وحلقات الدارسين ، واجتماع الأسرة باقياً في مجالسهم ، وعلمُ مسلك الأولين مؤثراً فيهم ، رغم دخول شبابهم معترك الجامعات الحديثة والدراسة فيها .
سعدت بمجالسة العلماء منهم ، كما علمت أن هناك حلقات علم صيفية تُقام للراغبين في دراسة المذهب المالكي ، برعاية الدكتور عبدالحميد الذي حقق كتاب (التسهيل ) في فقه الأمام مالك ، الذي ألفه كبير الأسرة الشيخ مبارك ، والجزء الرابع منه رغم ما في الكتاب من فقه وعلم ، يعطيك الجزء فكرة وتاريخ هذه الأسرة الكريمة التي خدمت العلم يوم أن كان العلم يُقصد على ظهور الجمال .
وهذه نبذة ولمحة قصيرة عن هذه الأسرة التي أشاعت النور والعلم ، أردنا أن نلقي الضوء عليها ، ولم يكن الشيخ أحمد المبارك الذي نتحدث عنه ينتمي إليها ، إلا بالمشاركة في الزواج من بيت الزيد ، فهو دوسري ، وهم من بني تميم ، وهو شافعي وهم موالك .
الشيخ أحمد بالكويت
ولما بلغ السنة الثامنة عشر من عمره ، قدم إلى الكويت عام 1916 م ، حيث كانت الكويت في أوائل القرن التاسع عشر ، تعج بنشاط الحركة العلمية والأدبية ، وكان يومها على قدر ضعف الحالة الاقتصادية ، عدد من العلماء من مصر والعراق والشام ، وفارس والأحساء وغيرها ، أمثال الشيخ العلامة رشيد رضا ، والشيخ حافظ وهبة ، والشيخ سيد عمر الأزميري ، والشيخ نجم الدين الهندي ، والشيخ محمد نوري والد الشيخ عبدالله النوري ، والشيخ محمد أمين الشنقيطي من العراق ، والشيخ أحمد الفارسي والشيخ عبدالعزيز الثعالبي من تونس ، والشيخ عبدالعزيز العلجي الإحسائي ، والشيخ عبدالعزيز بن حمد المبارك من الأحساء ، وغيرهم مما لا مجال للتوسع بذكرهم ، رحمهم الله جميعا .
المبارك في الفحيحيل
قدم الشيخ أحمد إلى الكويت واستقر به الحال ، بعد التقائه بالعلماء ، وبيوتات العلم والفضل الذين تعرف عليهم ، واستقر به الحال في منطقة الفحيحيل .
كانت في ذلك الوقت قرية كبيرة مساحتها ، شامخة بأهلها ، معتزة بتراثها وتقاليدها ، أعجبته وأعجب به أهلها ، فأصروا على بقائه عندهم ، مدرساً ومعلماً وإماماً ، استأجر في البداية بيت متواضع يليق به ، ثم اشترى بيتاً لسكناه .
يتبع لاحقاً – حلقات سابقة
تواصل مع تراثنا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(الشيخ جافظ وهبة) هناك خطئ في اسم حافظ تحت الصورة
و الصحيح حافظ و ليس جافظ
و الشكر موصول لكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تم التصحيح ..جزاك الله خيرا .