ادعاءات بضياع جواهر التاج العراقي وآلاف الدنانير ووثائق المخابرات (2/1)
تراثنا – د .محمد بن إبراهيم الشيباني : لما أحس الأمير الوصي عبدالإله أن نهايته قربت ، بل اوشكت أيام العائلة المالكة في العراق على نهايتها ، قرر تهريب كل ما خف وزنه وغلا ثمنه إلى الكويت !
بعدما سقطت حكومة الوصي الأمير عبدالله في المملكة العراقية ، وجاءت حكومة رشيد عالي الكيلاني ، حكومة الدفاع المدني في 5 من نيسان ( مايو ) 1941 م ، تسلم الكيلاني زمام الأمور .وفي المساء عرف الجميع أن الوصي وحاشيته وصلوا إلى البصرة ونزلوا في فندق شط العرب ،حيث أذيع مساءاً يان رئيس أركان الجيش الذي أعده المحاميان محمد صديق وشنشل محمد يونس السبعاوي ، أُعلن فيه استقالة الهاشمي وهروب الوصي ، وإعلان حكومة الدفاع .
في هذه الحلقة نستعرض جوانب مما دار ، ونكشف الستار عن بعض الجوانب الإستخباراتية التي يقوم بها المعتمدية البريطانية في الكويت وشركة نفط الكويت وذلك على مدار حلقتين ( الحلقة الثانية ) .
-
هربت الأسرة المالكة المجوهرات والوثائق ليلاً وسُلمت إلى القوة الجوية البريطانية لإرسالها إلى الكويت .
-
مزاعم بسقوط الطائرة وغرق الآمر الجوي (سليد ) والملاح وفقدان المجوهرات والنفائس الملكية في البحر !
-
فشل محاولات القوات البريطانية في العثور على المجوهرات .. وعادوا خالي الوفاض !
-
الحقيقة غائبة..وفيوليت ديكسون زوجة المعتمد البريطاني في الكويت تشكك في رواية اختفاء الذهب .
كانت هتافات الجماهير المؤيدة لحكومة الكيلاني والداعية إلى سقوط الانكليز تصم آذان الأمير الوصي عبدالإله في قصره .. فأيقن من في القصر جميعاً بقرب النهاية .
فكرت الأسرة المالكة بضرورة تهريب ما غلا وخف وزنه إلى خارج العراق ، وهكذا جمعت الملكة كل ما تملكه العائلة من مجوهرات ووثائق اعدتها لأرسالها إلى الكويت .
ويروي المعتمد البريطاني ( التاسع ) ديكوري ذلك فيقول : ” لقد سُلمت المجوهرات والأوسمة من بينها الوسام الهاشمي ذو السلسلة الذهبية ، ووسام فيكتوريا ومسدس مصفح بالفضة إهداه هتلر إلى الملك غازي ، ووثائق أخرى سُلمت كل هذه الأشياء إلى القوة الجوية البريطانية لإرسالها إلى الكويت ، حيث ذهب الوصي إلى القوة البريطانية في زي ضابط بريطاني .
غير أن الطائرة التي نقلت هذه المجوهرات والوثائق وتولى قيادتها ضابط الاستخبارات البريطاني الأول آمر الجناح الجوي ( جب سليد ) ،مالبثت أن سقطت في مياه الخليج العربي ، ذلك أن الملاح فقد الاتجاه الصحيح وأخفق في العثور على أرض يهبط عليها ، سواء في الشعيبة أو الكويت قبل أن ينفد الوقود لديه !!
وزيادة في الاحتياط ، جرت هذه السفرة ليلاً حيث تم إقلاع الطائرة من معسكر الحبانية في الوقت الذي كانت فيه نيران القناصين العراقيين تمطر المطار .
سبح الملاح مع الآمر (جوب سليد ) لمدة طويلة في مياه الخليج العربي ، لكنه بعد دقائق معدودة ، لا بد أن يعترف بعجزه ويستسلم لليأس ، ولو أنه سباح ماهر ومتدرب ، في ذلك الحين مر زورق ينقل الماء قادماً من البصرة إلى مكان الحادث ، فالتقط الملاح .
لقد بُذلت جهود كبيرة للعثور على الطائرة وحمولتها ، لكنها باءت بالفشل ، وهكذا ضاعت تلك المجوهرات والوثائق العراقية البريطانية ،ومن ملف كبير على شكل عملة ورقية من دائرة الاستخبارات البريطانية في العراق تحت مياه البحر ، عند ساحل جزيرة بوبيان .
بعد أيام قليلة أتت القوات الملكية البريطانية بغواصين مجهزين بزورق كبير ومؤن تكفي مدة ثلاثة أيام حيث استمرت المحاولات دون جدوى ، وعاد الجمع خالي الوفاض “.
من ذلك التاريخ (1941 م) والغموض يكتنف الحادثة بضباطها ومجوهرات الأسرة المالكة ، الذي لا يُدري أين اختفت ، فمن المحال ان تسقط الطائرة بمن فيها ،وهي طائرة كبيرة وتحمل أشياء كثيرة ولم يستدل على أثر منها ؟!
فرواية ديكوري عن مغامرة آمر الجناح الجوي ( جوب سليد ) ومجوهرات الأسرة المالكة هي رواية غريبة ، لعلها جزء من المسرحية الكبيرة التي قامت بها بريطانية آنذاك ، بإخراجها على المسرح العربي ،و لعل المجوهرات أخذت طريقها لجيوب الطيار والملاح .
أما الرواية الأخرى للحادثة ، فترويها فيوليت ديكسون ، زوجة الكولونيل هارولد ديكسون المعتمد السياسي البريطاني في الكويت( 1929 -1936 م) نأتي في الحلقة القادمة .
يتبع لاحقاً
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق
• تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +