• Post published:18/01/2020

 الحلقة 11

احذر خطورة مقولة : “ما ترك الأول للأخر” ! 

 

التأدب بآداب طلب العلم منذ الصغر
التأدب بآداب طلب العلم منذ الصغر

 

تراثنا – التحرير :

 

يمثل كتاب ” حلية طالب العلم ” للشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد ”رحمة الله عليه” ركيزة هامة لطالب العلم ، بما تضمنته من إرشادات وسمات قيمة ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم الشرعي لتكون “حلية ” له ولعلمه .

 

د .بكر أبو زيد "رحمة الله عليه"
د .بكر أبو زيد 

 

عَدّْد المؤلف ” رحمة الله عليه ” نحو 66 ناقضاً من نواقض طلب العلم ، نواصل نشرها تباعا لما فيها من فائدة جليلة ( الحلقات كاملة ) .

 

 د . أبو زيد 

  • كبر الهمة تجلب لصاحبها خيراَ غير مجذوذ ليرتقي درجات الكمال والشهامة والعلم والعمل .

  • لا يراك الناس إلا واقفاً على أبواب الفضائل فيُجتث منك الذل والهون والتملق والمداهنة .

  • كبير الهمة ثابت الجأش لا ترهبه المواقف وفاقدها جبان رعديد .

 

آداب الطالب في حياته العملية

 

24 – كبر الهمة في العلم :

 

في هذا البند يقول د أبوبكر ” يرحمه الله  : ” من سجايا الإسلام التحلي بكبر الهمة ، مركز السالب والموجب في شخصك ، الرقيب على جوارحك ، كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيراً غير مجذوذ ، لترقى إلى درجات الكمال ، فيجري في عروقك دم الشهامة ، والركض في ميدان العلم والعمل .

 

فلا يراك الناس واقفاً إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطاً يديك إلا لمهمات الأمور ، والتحلي بها يسلب منك سفاسف الآمال والاعمال ، ويجتث منك شجرة الذل والهوان ، والتملق ، والمداهنة “.

 

مؤلفات العلامة بكر أبوزيد
مؤلفات العلامة د. بكر أبوزيد

يسنطرد قائلا : ” فكبير الهمة ثابت الجأش ، لا ترهبه المواقف ، وفاقدها جبان رعديد، تغلق فمه الفهاهة ، ولا تغلط فتخلط بين كبير الهمة والكِبر ، فإن بينهما من الفرق كما بين السماء ذات الرجع ،والأرض ذات الصدع ..كبر الهمة حلية ورثة الأنبياء ، والكِبر داء المرضى بعلة الجبابرة البؤساء ”

.

ويناشد د. أبو زيد طلبة العلم : ” فيا طالب العلم ارسم لنفسك كبر الهمة ، ولا تنفلت منها وقد أومأ الشرع إليها في فقيهات تلامس حياتك ، لتكون دائما على يقظة من اغتنامها ، ومنها : إباحة التيمم للمكلف عند فقد الماء ، وعدم إلزامه بقبول هبة ثمن الماء للوضوء ، لما في ذلك من المنة التي تنال من الهمة منالاً ، وعلى هذا فقس والله أعلم” .

 

– 25 النهمة في الطلب :

 

اما في هذا البند فيوضح الدكتور قائلا :” إذا علمت الكلمة المنسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : قيمة كل أمريء ما يحسنه – وقد قيل :

 

ليس كلمة أحض على طلب العلم منها ، فاحذر غلط القائل ما ترك الأول للآخر ، وصوابه : كم ترك الأول للآخر ، فعليك بالاستكثار من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم ، وابذل الوسع في الطلب ،والتحصيل والتدقيق ، ومهما بلغت في العلم فتذكر كم ترك الأول للآخر .

 

وفي ترجمة احمد بن عبدالجليل من ” تاريخ بغداد ” للخطيب ، ذكر من قصيدة له :

 

لا يكون السري مثل الدني

              لا ولا ذو الذكاء مثل الغبي

قيمة المرء كلما أحسن المرء

                 قضاء من الأمام علي “

 

 

طالع : الحلقة (العاشرة) :


الصديق الفاضل عملة صعبة .

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

اترك تعليقاً