الحلقة 11
احذر خطورة مقولة : “ما ترك الأول للأخر” !
تراثنا – التحرير :
يمثل كتاب ” حلية طالب العلم ” للشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد ”رحمة الله عليه” ركيزة هامة لطالب العلم ، بما تضمنته من إرشادات وسمات قيمة ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم الشرعي لتكون “حلية ” له ولعلمه .
عَدّْد المؤلف ” رحمة الله عليه ” نحو 66 ناقضاً من نواقض طلب العلم ، نواصل نشرها تباعا لما فيها من فائدة جليلة ( الحلقات كاملة ) .
د . أبو زيد
-
كبر الهمة تجلب لصاحبها خيراَ غير مجذوذ ليرتقي درجات الكمال والشهامة والعلم والعمل .
-
لا يراك الناس إلا واقفاً على أبواب الفضائل فيُجتث منك الذل والهون والتملق والمداهنة .
-
كبير الهمة ثابت الجأش لا ترهبه المواقف وفاقدها جبان رعديد .
آداب الطالب في حياته العملية
24 – كبر الهمة في العلم :
في هذا البند يقول د أبوبكر ” يرحمه الله : ” من سجايا الإسلام التحلي بكبر الهمة ، مركز السالب والموجب في شخصك ، الرقيب على جوارحك ، كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيراً غير مجذوذ ، لترقى إلى درجات الكمال ، فيجري في عروقك دم الشهامة ، والركض في ميدان العلم والعمل .
فلا يراك الناس واقفاً إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطاً يديك إلا لمهمات الأمور ، والتحلي بها يسلب منك سفاسف الآمال والاعمال ، ويجتث منك شجرة الذل والهوان ، والتملق ، والمداهنة “.
يسنطرد قائلا : ” فكبير الهمة ثابت الجأش ، لا ترهبه المواقف ، وفاقدها جبان رعديد، تغلق فمه الفهاهة ، ولا تغلط فتخلط بين كبير الهمة والكِبر ، فإن بينهما من الفرق كما بين السماء ذات الرجع ،والأرض ذات الصدع ..كبر الهمة حلية ورثة الأنبياء ، والكِبر داء المرضى بعلة الجبابرة البؤساء ”
.
ويناشد د. أبو زيد طلبة العلم : ” فيا طالب العلم ارسم لنفسك كبر الهمة ، ولا تنفلت منها وقد أومأ الشرع إليها في فقيهات تلامس حياتك ، لتكون دائما على يقظة من اغتنامها ، ومنها : إباحة التيمم للمكلف عند فقد الماء ، وعدم إلزامه بقبول هبة ثمن الماء للوضوء ، لما في ذلك من المنة التي تنال من الهمة منالاً ، وعلى هذا فقس والله أعلم” .
– 25 النهمة في الطلب :
اما في هذا البند فيوضح الدكتور قائلا :” إذا علمت الكلمة المنسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : قيمة كل أمريء ما يحسنه – وقد قيل :
ليس كلمة أحض على طلب العلم منها ، فاحذر غلط القائل ما ترك الأول للآخر ، وصوابه : كم ترك الأول للآخر ، فعليك بالاستكثار من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم ، وابذل الوسع في الطلب ،والتحصيل والتدقيق ، ومهما بلغت في العلم فتذكر كم ترك الأول للآخر .
وفي ترجمة احمد بن عبدالجليل من ” تاريخ بغداد ” للخطيب ، ذكر من قصيدة له :
لا يكون السري مثل الدني
لا ولا ذو الذكاء مثل الغبي
قيمة المرء كلما أحسن المرء
قضاء من الأمام علي “
طالع : الحلقة (العاشرة) :
تواصل مع تراثنا