مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا
تراثنا * : (يأتي يومٌ لا يدري القاتل في ما قَتَل، والمقتول في ما قُتل). من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم ، (رواه مسلم في صحيحه)..هذا والله ما هو جارٍ اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، أناس يمشون في الشارع أو جلوس في قهوة أو مطعم أو أي مكان كان، وهم في أمان الله، لا شأن لهم في السياسة أو العداوة مع أحد، أو جاؤوا من بلدهم للسياحة أو العلاج والاستجمام.
-
القتل غدراً قد يأتي على يد مجنون أو أجير لأناس تمشي في الشوارع أو جلوس أو سياح لا شأن لهم بالسياسة !
-
قُتل الدعاة الأفاضل د .وليد العلي وفهد الحسيني وعبدالرحمن السنافي غدراً تفجيراً تارة وطعناً تارة أخرى ” رحمهم الله “.
فيأتيهم قدرهم على يد معتوه أو مجنون أو خائب الرجاء أو أجير أو.. أو..، فيقتلهم! أليس ذلك من باب «لا يدري المقتول في ما قُتل»؟!
نعم، والله، هو ذاك كما حدث مع إخوان لنا منذ سنوات مضت ولا يزال، بل هم أولادنا ، درسناهم وهم صغار، أمثال د. وليد العلي، والشيخ فهد الحسيني.. ” يرحمهم الله ” د.وليد العلي عمل مع الشباب الذين كانوا يعملون تحت إشرافنا تطوعاً في مقبرة الرقة أيام الاحتلال العراقي، وكان عمره سبعة عشر عاماً، وقد سجلت اسمه ضمن فريق المقبرة الذين كنا نمولهم بالمال والمواد الغذائية، فرحمة الله على من مات منهم ومن بقي، من الرجال والنساء، حيث لا ننسى دور أخواتنا المتطوعات هناك، وقد ذكرت ذلك في كتابي «كيفان أيام الاحتلال كفاح منطقة».
وها هو الشيخ عبدالرحمن السنافي، المدرس والإمام والخطيب في وزارة الأوقاف، يلحقهم بعد طعنة غادرة في قلبه، بعد انتهائه من صلاة الفجر بالمسلمين، في مسجده بمنطقة سلوى، وكان في أمان الله ورحمته لايعلم من يتربّص له ، وهذا الشيخ لا نزكّيه على الله، فهو من نوادر المشايخ في علمه وتعليمه ولغته العربية الجميلة وشعره وأدبه.
هكذا يخطف سطح الأرض الأبرار، وبسرعة لا تعطي أحبابهم الفرصة الطويلة ليتمتعوا بعلمهم وحلمهم وأخلاقهم. حزن أحبابه عليه، كما حزن أحباب د.وليد العلي، والشيخ فهد الحسيني ” يرحمهما الله “، عندما خطفتهما يد آثمة من أن يكملا مهمتهما التي أتيا من أجلها، وهي نفع الخلق هناك بالمال والقول الطيب، وإنقاذهم من الوثنيات القديمة والحديثة التي حرفت الناس عن دين الله الكبير الواسع الرحيم.
أيد آثمة ظالمة لا ترجو رحمة الله ولا موعوده بالراحمين ولا مرهوبه بالظالمين المعتدين «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا » سورة المائدة ( 32 ). ستظل هذه النفوس الظالمة تغدر وتؤذي الآمنين وتحرم البشرية من خيرهم وعطائهم وعدلهم..
والله المستعان.
* الحاسد:
(الحاسد غضبان على من لا ذنب له).
*د . محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس مجلة تراثنا ومركز المخطوطات والتراث والوثائق
- نٌشرت المقالة في الزميلة القبس في 29 من أغسطس 1917م
مسك الختام
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتُوهُ ، فَإِنْ لَمْ يَحْمَدْ اللَّهَ فَلَا تُشَمِّتُوه) .
رواه مسلم
الأذكار – د . الشيباني
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) . حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +