أين أصحاب المليارات عندنا من تبني مشاريع تسهم في نمو المجتمع وتلبية حاجاته ؟!!
تراثنا *: كالعادة وأنا أبحث في أوراقي القديمة لا بد أن يكون هناك صيد من الصيد، فكان هذا الخبر الذي نشرته «السياسة» عام 2013، تحت عنوان أكبر قائمة تبرعات خيرية تنشرها «فوربس» خلال عام 2012.
لا شك في أن هذه القائمة قد تلتها قوائم بعد ذلك في السنوات التي بعدها وزاد عدد المتبرعين كما زاد عددهم عن السنوات التي قبلها كما ذكر في مقدمة الخبر من 5.1 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار في عام 2012، يا ترى كم هو حجم التبرعات هذا العام (2017) أو (2016) ؟!
لم أبحث عنه في المواقع، لأنه لا يعنيني كثيراً، حيث إن المقصد هو تبرع شركات القطاع الخاص والأسر الغنية هناك في أميركا والغرب، ومسارعتهم في ذلك وبأموال طائلة.
-
أكثر من ثمانية مليارات دولار تبرعات القطاع الخاص في الغرب لمشاريع صحية وثقافية وبيئية وغيرها في عام واحد !
فلنأت على تبرعات أولئك القوم، وإلى أين ذهبت؛ مارك زوكربيرغ تبرع بمبلغ 498 مليون دولار لمؤسسة «جماعة وادي السيليكون للتربية والتعليم والصحة» ، بول ألين تبرع بمبلغ 300 مليون دولار لـ«معهد ألين للعلوم الذهنية»،مورتايمر زوكرمان تبرع بمبلغ 200 مليون دولار لمعهد السلوكيات العقلية والدماغية التابع لجماعة كولومبيا، فريد فيلدذ رئيس شركة كو للصناعات سابقاً تبرع بمبلغ 150 مليون دولار «لمؤسسة جماعة أوريغون للفنون والتربية» ، فيل نايت وزوجته بنيلوبي تبرعا بمبلغ 125 مليون دولار لجامعة أوريغون للصحة والعلوم «معهد القلب والشرايين» ، مايكل موريتز وزوجته هاربيت هيمان تبرعا بمبلغ 116.4 مليون دولار لجامعة أكسفورد ــــ قسم دراسات ما قبل التخرج ، ديفيد جنفين تبرع بمبلغ 100 مليون دولار لجامعة كاليفورنيا ــــ لوس أنجلوس ــــ «كلية الطب». ديفيد كوتش تبرع بمبلغ 60 مليون دولار لمتحف ميتروبوليتان للفنون نيويورك ،كارل إيكان تبرع بمبلغ 150 مليون دولار لكلية طب جبل سيناء «دعماً للأبحاث العلمية والطبية» ،وآخرون وأكتفي بهذا العدد الذي تصل تبرعاته إلى ثمانية مليارات دولار .
-
أقرأ : الفرجان والسكيك والأسواق وأهالي قبلة والوسط وشرق في مدينة الكويت القديمة داخل السور..وغيرها .
وهكذا عزيزي القارئ ، لاحظ التبرعات أين ذهبت وتذهب، إلى العلم، الجامعات والمعاهد الطبية والفنية والصحية، ولم أذكر بعضهم الآخر من الذين ذهبت أموالهم إلى الحدائق المركزية العامة التي تحمي الحيوانات المهددة بالانقراض، وقد ذكرت أن من ضمن التبرعات مقادير ذهبت إلى المتاحف!
السؤال الذي يفرض نفسه ونكرره كثيراً في مقالاتنا : أين أصحاب المليارات عندنا من تبني مثل هذه الأماكن التي تهتم بالفنون والمتاحف والتاريخ والآثار وترعاها بقوة كما يفعل أولئك القوم في ديارهم؟! الملاحظ أنه ليست لدينا بصمات كبرى تذكر في مثل هذه الأعمال، ولا أعني في كلامي من أخفى صدقته في بناء دور عبادة ورعاية صحية وغيرها خارج الكويت، وإنما أردت تبني أعمال شبابنا الكثيرة ومشاريعهم وهواياتهم ما يغنيهم عن غيرهم وعن المجالس الثقافية الحكومية وغيرها، التي لا تسأل عنهم ولا تتحسس أحوالهم، ولا يتنازل أربابها عن عروشهم لهم.
والله المستعان..
للإنصاف وللعدل لا أعني بكلامي أن لا وجود لأهل الجود والكرم والخير في الكويت، وأن لا وجود لمثل تلك المشاريع الأجنبية، إنما عنيت ضخامة المبالغ هناك وكثرة المتبرعين عندهم، وتحديدها للعلم والصحة والمتاحف.
*د. محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس تحرير تراثنا ومركز المخطوطات والتراث والوثائق
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر -حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً..التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +