الحلقة الرابعة
شهادات الحاتم من كتابه (من هنا بدأت الكويت)
تراثنا – التحرير :
من بين سطور ( من هنا بدأت الكويت ) للمؤرخ الكويتي عبدالله الحاتم ، انتقى د . محمد بن إبراهيم الشيباني * دعابات وشهادات تاريخية ضمنها في كتابه ( شهادات عبدالله الحاتم.. بين الدعابة والتاريخ) تنشرها تراثنا الإلكترونية في سلسلة حلقات ( الحلقات كاملة ) .
المؤرخ عبدالله الحاتم
-
احرقت سيجارة محمد البغدادي افلام أول جهاز سينما دخل الكويت وُضع في قصر دسمان هدية للشيخ أحمد الجابر .
-
فزع الناس من دوي أول سيارة دخلت للكويت للشيخ مبارك الصباح واعتبروها أعجوبة العجائب.
-
خلت الكويت من المطاعم حتي الثلث الأول من القرن الماض إلا حوانيت قذره مليئة بالحشرات ذات الأرجل والخراطيم !
-
أول مطعم دخل الكويت كان لرجل هندي راعى اسباب الراحة والنظافة فكاد له منافسوه واتهموه بتقديم لحوم القطط !
أول سينما
تحت العنوان السابق ، يذكر المؤرخ عبدالله الحاتم : ” أن أول سينما دخلت الكويت كانت في سنة 1355 هجرية ( 1936 م ) وأحضرها السيد عزت جعفر للشيخ أحمد الجابر ” يرحمهما الله ” ، ووضعت في قصر دسمان .
وكان السيد محمد السيد عمر هو الذي يديرها ، ثم عُين لها محمد البغدادي ، وبينما كان محمد البغدادي هذا منهمكاً في تصليح بعض الأفلام وترقيمها، إذ سقطت من يده السيجارة فالتهبت الأفلام واحترقت ” .
أول سيارة
ويقول الحاتم هنا : ” بدأت الكويت عهدها بالسيارات عام 1331 هجرية ( 1912 م ) ، بسيارة واحدة من نوع ( مناورا ) التي أهداها الشيخ قاسم محمد آل إبراهيم إلى الشيخ مبارك الصباح .
وكانت يوم أن درجت على أرض الكويت أعجوبة العجائب لدى الأهالي ، وصاروا يفزعون منها إذا لاحت لهم قادمة ، او إذا سمعوا دويها مقبلة ” .
أول مطعم ( يذبح القطط )
وتحت هذا العنوان يقول المؤرخ الحاتم : ” كانت الكويت حتى الثلث الأول من ( القرن الفائت ) خلواً من المطاعم إلا من بعض الحوانيت الصغيرة الوسخة المنتنة المليئة بالحشرات ، كالصراصير والفئران والذباب ، وبعض الحشرات ذات الأرجل والخراطيم المتعددة ، التي لا نجد لها مثيلاً إلا في هذه الحوانيت !! إنها ليست مطاعم بقدر ما هي خلايا لتربية ونمو الحشرات والجراثيم ” .
ويستطرد :” ولم يفكر واحد من أصحاب هذه الحوانيت في يوم من الأيام أن يحدث تغييراً في مطعمه ولو بسيطاً ” .
ويوضح بالقول: ” في أوائل عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح ، أصيبت هذه الحوانيت بضربة قوية ، عندما أم الكويت رجل هندي يقال له عبدالمطلب عبد المناف ، وافتتح مطعماً بالقرب من سوق الخبازين القديم ، راعى فيه كل أسباب الراحة والنظافة ” .
وعن جهوزيته يقول : ” هذا بالإضافة إلى استعداده لتقديم صنوف عديدة من الأطعمة لزبائنه عند الطلب ، واستمر هذا الشخص يؤدي عمله إلى حوالي عام 1351 هجرية ( 1940 م ) حينما أغلقت الحكومة مطعمه وأمرته بمغادرة البلاد ، على أثر إشاعة كاذبة ملفقة تلفيقاً ظاهراً وهي أنه ( عُثر في إحدى زوايا المطعم على آثار تدل على أنه يتعمد ذبح القطط وتقديم لحومها للزبائن ) ! ” .
*أقرأ : مدينة الكويت القديمة ( حي الوسط ، قبلة ، شرق ) سكانها وأسواقها وبراحاتها ..وغيرها .
*أقرأ : شخصيات كويتية وخليجية كان لها تأثير في أحداث المنطقة في أوائل القرن الماضي ( اعلام الزركلي ) .
ويستأنف بالقول : ” وقد استدعى التحقيق معه الوقوف على مدى صحة هذه الإشاعة ، فظهر أنها مجرد إشاعة كاذبة ، لفقها وروجها زملاء له في المهنة ليهرب الزبائن من مطعمه ، وما كانت الحكومة لتغلق مطعمه وتطرده لولا أنه فاه بكلمات عدتها الحكومة تحدياً لها ” .
ويقول الحاتم : ” ونحن إذا بحثنا جوانب هذه الإشاعة وجدناها لا تتفق وواقع صاحب هذا المطعم ..
أولا : أن اللحوم في ذلك الوقت لم تكن من الغلاء أو أنها معدومة بحيث يضطر إلى ذبح القطط وتقديم لحومها إلى الزبائن .
ثانيا : أن مجرد اصطياد القطط يثير لأول مرة شبهات الناس وتساؤلهم خصوصاً من يمتلك مطعماً كبيراً كهذا .
ثالثا : المعروف لدى غالبية أهل الكويت أن صاحب هذا المطعم من أشد الناس تعصباً للدين الحنيف وتمسكاً بأهدابه ، وأن الصدقات التي يبذلها للمحتاجين سراً وعلانية عند خروجه من الجوامع وفي الطرقات لتدعو إلى تكذيب مثل هذه الشائعة ” .
رابعا : أن القطط ليس لها من اللحوم ما يغري على ذبحها وللمجازفة بسمعة مطعم كبير له سمعته وله عملاؤه الكثيرون ” .
يتبع لاحقاً..
أقرأ الحلقة السابقة (3) :
مسك الختام
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن مكاتباً جاءه فقال : أني عجزت عن كتابتي فأعني ، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لو كان عليك مثل جبل ثبير ديناً أداه عنك ؟ قال : ” اللهم أكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك “. الترمذي
الأذكار – د .الشيباني