قصة اشتهرت في سوق الكويت وتداولتها الدواوين والتجار
• حادثة تشهد بأمانة تجار الكويت في الماضي وصدقهم وعفافهم عن المال الحرام وحفاظهم على سمعتهم في السوق .
تراثنا – التحرير :
في الحلقة الخامسة والأخيرة ، تختتم تراثنا جولتها مع ذكريات الكاتب والباحث في التراث الكويتي منصور الهاجري ،حيث أطل على قرائنا ضيفاً على مدى خمسة حلقات ، يحدث خلالها عن فريد ما لقاه وسمعه.
يروي الكاتب الهاجري حكاية ( النيرات الذهب) التي كان لها شأن في حدث دار في سوق الكويت في حقبة قديمة، تمثل شهادة لتجار الكويت بالأمانة والصدق ، ولها شواهد رددها الكثيرون الذين يعلمون من هم أصحاب العلاقة عن قرب .
يقول الهاجري كان لأحدهم دكان ” بقالة ” في أحد أسواق مدينة الكويت ، تقوم بعرض وبيع بضائع متنوعة .
ويستطرد : أراد هذا الرجل السفر إلى أهله في بلاده ، وكان قد تجمع لديه 12 نيرة ذهبية من تجارته ، فأراد أن يتركها أمانة عند أحد تجار السوق يحفظها له إلى حين عودته .
وبالفعل كان له ما أراد ووضع المال في صرة وأودعها عند أحد التجار ، وغاب نحو ثلاثة شهور، استقر خلالها في مدينة الرياض .
نفي التاجر
وعندما انقضت فترة سفره، عاد إلى الكويت و ذهب مباشرة إلى السوق ، بحثا عن التاجر الذي أحتفظ بماله عنده أمانة ، فوجد تاجراً في متجره ، فذكره ب “صرة ” المال التي أودعها عنده.
ويشير الهاجري إلى أن التاجر نفى علمه بأي أمانة اودعها عنده ، ولكن بقي الرجل يذكره ويصر عليه ويعيد الحادثة ويكررها عليه ، لعله نسى ..
استعادة الصرة
عندها – يقول الهاجري – قام التاجر من مكانه ، أمام إصرار صاحب الصرة ، مؤكدا أن المال ليس متواجدا في المتجر حالياً ، ولكنه سيحضره من البيت ، وطلب منه الانتظار ريثما يعود.
ومضى التاجر إلى أحد محلات سوق الذهب ، واشترى منه 12 نيرة ذهبية ، وضعها في صرة ، وعاد بها إلى متجره ، حيث ينتظره صاحبها ، واعطاه المبلغ .
المفاجأة
ويسترسل الهاجرى : وشاءت مقادير الله أن تقع عينا صاحب الصرة أثناء عودته في طريقه إلى دكانه على وجه تاجر مألوف لديه ، فإذا بذاكرته تستعيد ما نسيه ، أنه الرجل الذي كان قد ترك لديه صرة نيرات الذهب قبل سفره ، وحينها تذكر كذلك أن الصرة في لونها وقماشها ليست نفس صرته !
فعاد مجدداً إلى السوق باغياً محل التاجر الذي أعطاه صرة المال ، وهو يضرب أخماس بأسداس ، وقد اعتراه الخجل والحرج بسبب أصراره والحاحه على هذا التاجر ، بأنه اودع المال عنده ..بالخطأ والنسيان .
موقف ومصداقية
وعندما واجه التاجر ، أقر له بخطئه وخجله وحزنه على ما بدر منه ، غير أنه تساءل عن السبب الذي حمل التاجر على مجاراته له ، ومنحه المال رغم أنه ليس المعني بالأمر !
وهنا يتوقف الهاجري هنيهة ليضع رد التاجر بين قوسين تحتها عشرات الخطوط موضحاً ان التاجر لما وجد الرجل مصراً وبإلحاح شديد ، رغم تيقنه من عدم صحة ادعاءه ، أراد ان يحافظ على سمعته في السوق ، التي هي رأس ماله في تعاملاته ، وأن لا يُوصم بالحرمنة وسلب الحقوق ظلماً وعدواناً ، فلذلك ضحى بمبلغ 12 نيرة ذهبية ، وهو زهيد في نظره مقابل الحفاظ على ما هو أهم منه ، وهو سمعته وأمانته…
فكان درساً يحتذى لأمانة الأثنين ،وعودتهما للحق بما يرضى الله ” يرحمهما الله ” ومن فعل فعلهما بإذنه تعالى .
( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) النساء (58 ) .
إقرأ الحلقة السابقة ( الرابعة ) : الجندي البريطاني الذي أصبح كويتياً بالتأسيس
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +
الأمانة من أخلاق المسلم وأكثر الناس في ذلك الوقت كانوا ذا أمانة وخلق وطيبة نفس الا من رحم الله
محرر تراثنا : نشكر تواصلك وتفاعلك الأيجابي اخ سعود البلوشي مع المقالة المنشورة .. ننتظر منكم مزيد من التفاعل .