التسليم بما حدث هو الخطوة الأولى في التغلب على المصائب
-
المكسور لا يعود إلى طبيعته الأولى ولو رُمم أو عُدل بالعقاقير ولكن بالنسيان وأخذ العبر لقادم الأيام .
-
كارنيجي : ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لك ؟ ثم هيئ نفسك لقبول الأسوأ، واشرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
الشجاعة وضوائق الحياة من هو ذاك الشجاع الذي يتحمل المصيبة النازلة، الضائقة، حين تصب ريحها عليه فيتصبر،.
فالمصيبة عند الصدمة الأولى وما بعدها أهون، وهذا من الكلم النبوي، ومعلومٌ مصير ذاك الذي يسترجع مصيبته أو مصائبه حتى لو مرت عليها أزمان، فكلما تذكرها زاد همه وغمه وقعد عن العمل ومقابلة الناس.
فالمصائب التي لا يُصبر عليها حبسٌ لأصحابها عن السعي في الرزق والسير في الحياة إلى المستقبل المشرق وتحقيق الآمال المرجوة.
المكسور لا يعود إلى طبيعته الأولى ولو رمم أو عدل من خلال المصنوعات الحديثة والعقاقير الطبية ولكن علاجه بالنسيان وأخذ العبرة في ما يمكن فعله في قادمات الأيام وتخطي الصعوبات بالثقة، وألا يدع الروع ينهب فؤاده ويرمي به في مكان سحيق.
يقول ديل كارنيجي في كتابه «دع القلق وابدأ الحياة»، سل نفسك: ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟ ثم هيئ نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات، ثم اشرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
نعم هذه هي الخطة التي ينبغي أن تكون وهي ما يوحي بها العقل والدين وهو ما قاله علماء الإسلام في بحوثهم ودراساتهم القديمة والحديثة.
فالرجل من يستقبل المحن بشجاعة، ليس فقط للنجاة منها، مما قد يصيبه بعدها وإنما خشيته على شرفه ومروءته اللذين لا يقبلان ذلك، فالشجعان لا تسقطهم المصائب أو وسوسة الشياطين وإن يحضروا، وقد ود إبليس أن يبدد القدرة على التركيز الذهبي، فيقعد الشجعان قبل غيرهم والأمة بشجعانها ورجالها والأمة تبدأ بمجتمعها الصغير وهو الأسرة والكبير وهو الذي تمارس نشاطها وحياتها فيه.
كل مصاب بعده هين، فليستعد أحدنا لتقبل الحقيقة فإن التسليم بما حدث هو الخطوة الأولى في التغلب على المصائب، وهذا جزء من كلام كارنيجي الطبيب الذي كان يعالج الناس قلقهم.
وما أجمل ما قاله الشيخ محمد الغزالي “يرحمه الله “في معالجته حالات القلق عند الناس: ومنطق الإيمان يوجب نسيان هذه المصائب جملة، واستئناف حياة أدنى إلى الرجاء وأحفل بالعمل والإقدام.
والله المستعان ..
• قطري بن فجاءة :
أقول لها وقد طارت شعاعاً
من الأبـطال ويحـــك لن تراعــــى
فإنك لو طلبت بقاء يوم
على الأجل الذي لك لن تطاعى
تواصل مع تراثنا