كيفان وأيام الصمود (2)
من أهم مفرزات الغزو الغاشم الالتفاف واللحمة بين المواطنين
تراثنا – التحرير :
نقلت تراثنا الألكترونية لمتابعيها في مقال نُشر بعنوان ( كيفان أيام الصمود ) تقريراً توثيقياً ( يوتيوب ) يبرز المقاومة الشعبية في منطقة كيفان بالتصدي للأحتلال العراقي الغاشم للكويت في الثاني من أغسطس 1990م ..ولكن للصورة جانب آخر كذلك من صور التضحية والمقاومة في المنطقة .
يدلي اللواء الركن المتقاعد يوسف عبدالعزيز الماجد آمر لواء الهندسة والتخلص من المفرقات ( من أهالي كيفان ) بدلوه لتكتمل ابعاد الصورة ، ولكن من جانبها العسكري .
يروى اللواء الركن المتقاعد الماجد الحدث برؤيته العسكرية” بتصرف” ، كما جاء في تقرير مرفق “صوتي مرئي” بثه تلفزيون الكويت ، أنه شكل مع الضباط في صبيحة يوم الغزو الغاشم في الثاني من أغسطس بمقر عمله في معسكر المباركية ( الجيوان ) مجاميع للتصدي للغزو .
اللواء الركن المتقاعد الماجد :
-
شكلنا مجموعات للتصدى للغازي العراقي في كيفان وتعاملنا مع قصفهم الشديد بالرد فجاءت الأوامر بالتوقف خوفاً على السكان .
-
بعد التحرير كان شغلنا الشاغل عودة الأمان للمناطق السكنية ومقار القيادة السياسية وتأمين الجمعيات ومحطات الوقود .
-
قُسمت مناطق الكويت إلى سبع قطاعات انيطت قوات التحالف بمهام تطهيرها من الألغام واطفاء حرائق النفط .
-
زرع الغزاة العراقيين سواحل الكويت وساحاتها بالألغام وحظيت جزيرة فيلكا وحدها بسبع حقول ألغام !
إلى منطقة كيفان
ونوه بأن المجاميع تصدت للغزاة حتى مساء ذات اليوم ، حيث تلقوا أوامر بعدم الرد أو التعامل مع القصف الشديد الذي تعرضوا له بالأسلحة الثقيلة .
وقال: أن مجاميع الضباط انسحبوا من معسكر المباركية ، عبر المرور بمنطقة الشويخ الصناعية إلى منطقة ( كيفان ) الآهلة بالسكان ، حيث تم تكوين مجاميع أكثر تنظيماً ، للتصدى للغزاة ،مشيرا إلى أن الجيش الغازي استخدم في الرد عليهم الدبابات والأجهزة الثقيلة والمدفعية في قصف المنازل ، مما أصاب أهلها والنساء والأطفال بالهلع .
وأشار إلى تلقيه أوامر بعدم مواصلة القتال ، والتوقف عن الرد على قصف الغزاة، خشية إلحاق الأذى بالمدنيين ..فتم عندئذ وقف الرد .
تأمين الأسرة
وفي مرحلة أخرى ، يقول العقيد الركن المتقاعد الماجد ، ان شغله الدؤوب بعد تلك المرحلة كان توفير الأمن لأسرته ، حيث كان دائم التنقل من مسكن لأخر ، خشية التعرض للاعتقال ، مشيرا إلى أن عمليات الأسر والاعتقال كانت تتم تبعا للهوية في تشديد كبير التنقل بين المناطق لقمع المقاومة.
كيفان مقر القيادة
وقال : انه بفضل الله ، في يوم التحرير من الأحتلال في 26 من فبراير 1991 م ، تم الإلتحاق بمخفر (كيفان )، حيث كان هو المقر الرئيسي للعمليات .
وألمح إلى أنه كُلف وزملائه الضباط في هذه المرحلة بمهام تمحورت حول شقين ، تأمين المناطق السكنية، بنشر نقاط التفتيش الأمنية ، والسيطرة على محطات الوقود ( البنزين ) والجمعيات الاستهلاكية التعاونية وغيرها ، بالإضافة إلى تطهير المناطق السكنية من الألغام والمتفجرات والأسلحة ، مؤكداً بإن العمل كان شاقاً جداً ، خاصة في ظروف انعدام الإنارة وغياب الكهرباء ، واشتعال الحرائق في مختلف أرجاء الكويت ، وتلبد السماء بدخان حرائق أبار النفط التي اشعلها المحتل قبيل انسحابه .
الكويت سبع قطاعات
واستأنف قائلا : بفضل من الله تمكنا من تطهير المناطق السكنية ، ومقار القيادة السياسية ، على صعيد آخر ، كشف عن تعاقد الحكومة الكويتية الشرعية ووزارة الدفاع مع قوات التحالف لتطهير الكويت ، حيث قسمت إلى سبع قطاعات .
ومضى قائلا : استلم تطهير المناطق الشمالية الاتحاد السوفييتي والقوات التركية والباكستانية والبنغلادشية ، وفي الغرب كانت القوات المصرية ، وفي جنوب شرق كانت القوات الإنجليزية ، حيث كُلفت بتطهير الجزر الكويتية الست ، منوهاً إلى قيام المحتل العراقي بزرع جزيرة فيلكا وحدها بسبع حقول ألغام قبيل انسحابه !
وأضاف : كما انيط بالقوات الإنجليزية تطهير الساحل الكويتي ، الذي شكل الخطورة الأشد ، نظراً لامتداد حقول مزارع الألغام من رأس الأرض إلى حدود المملكة العربية السعودية ! بالإضافة إلى انتشارها في مزارع الوفرة ، والمناطق المفتوحة ابتداء من قصر بيان حتى المناطق الجنوبية.
وعن دور الجيش الكويتي ، فقد اكد بأنه اسند إليه مهام تطهير العاصمة مدينة الكويت، وكان العمل دؤوباً متواصلاً ليلا نهاراً .
اصابات المدنيين
ولقت إلى تعرض الكثير من المدنيين للإصابات تنوعت بين الطفيفة والعالية لعدم ادراكهم بمواقع الألغام ،وقال : كان همنا ألا تكون هناك إصابات بين المدنيين ، ونشرنا ووزعنا مطبوعات وبوسترات تضمنت إرشادات تحذر من أماكن تواجد الألغام على الساحل وغيره ، وكان لدينا حماس جدي لتطهير الكويت.
لحمة المواطنين
وفي ختام حديثه ، أشاد اللواء المتقاعد الركن بوسف عبدالعزيز الماجد بالروح المعنوية التي التف فيها الشعب الكويتي حول قيادته الشرعية ، وتفانيه وتآلفه في تلك المحنة ، منوها انه إن كانت هناك ميزة للغزو ،فهى اللحمة الوطنية لأفراد الشعب ، التي تجلت في التعاون بينه فئاته، وازالت الفوارق ،وخير مثال له (بيت القرين ) الشاهد على تلك اللحمة .
شاهد (تسجيل صوتي ومرئي ) اللواء ركن متقاعد يوسف الماجد .
طالع تقرير : ( كيفان وإيام الصمود ) .