الحلقة (1)

 العصامية رافقت سيرة حياته في مراحلها المختلفة

 

 

تراثنا – التحرير :

 

استحق الشيخ أحمد بزيع الياسين ( 1928- 2011م ) لقب شيخ المصرفيين الإسلاميين *عن جدارة ، فهو من الرواد الأوائل الذين تم – بفضل الله – على يدهم نقل حلم يراود الشريحة الأوسع من المسلمين بقيام مصرف يراعي الشريعة الإسلامية إلى واقع حي مشاهد ، يحتذى بتجربته في اصقاع العالم .

 

الشيخ الياسين في سطور :

• وضع البزيع اللبنة الأولى لمصرف جعل العالم يتحدث لأول مرة عن المرابحة والصكوك والإجارة وغيرها من المعاملات الشرعية .

• وُلد في حي القناعات في وسط مدينة الكويت يوم موقعة معركة الرقعي الشهيرة ونشأ في أسرة محافظة متدينة .

• تتلمذ على يد الملا بلال والشيخ عبدالله النوري وتعلم في الكتَّاب اللغة العربية والدين والحساب ، كما اهتم بالقراءات الدينية .

• اكتسب البزيع الجلد والخبرة من والده كثير السفر والترحال بين الكويت والشام والسعودية بحكم كونه رباناً لسفينة وصاحب حملة حج على الإبل.

• عمل مع  الوجيه عبدالعزيز العلي المطوع وتدرج في الوظيفة حتى صار مديراً لأعماله التجارية في الكويت والسعودية والشام .

 

 

وقد تمكن بجهود مخلصة ، بفلة من الأولين المخلصين والمجتهدين ، من تحويل بيت التمويل الكويتي من مصرف بفرع واحد تأسس في رمضان 1398 هجري الموافق 31/8/1978م إلى بنك عالمي بأكثر من 250 فرع ( عند كتابة المقال عام 2012 ) في عدد من دول العالم .

 

وأصبح للاقتصاد الإسلامي لغة ومفاهيم عالمية معروفة ومتداولة في أسواق المال المختلفة .. فأصبح العالم يتحدث الآن عن المرابحة والصكوك والإجارة والمشاركة وغيرها من المعاملات المالية الشرعية .

 

ونتوقف عند تلك الشخصية العصامية التي قادت هذه التجربة من أرض الكويت ، فنتناول سطور من حياتها ودورها البارز في وضع اللبنات الأولى في تأسيس الصيرفة الإسلامية .

مولده

ولد الشيخ أحمد البزيع في السادس من شهر شوال من عام 1346 هجرية ( مارس 1928 م ) في حي القناعات ، وهي حي يقع وسط مدينة الكويت يوم موقعة الرقعي الشهيرة،، ونشأ في أسرة محافظة متدينة .

 

وكان جده ياسين محمد القناعي مالكاً ورباناً لسفينة شراعية تنقل الحجاج على الإبل من ميناء جدة إلى مكة المكرمة .

 

العلم والتعلم

أحب العلم منذ نعومة أظفاره ، درس في الكتاتيب ، وهي دور التعليم التي كانت متوافرة في تلك الأيام ، قبل أن يدخل المدرسة ، وتتلمذ على يد عدد من العلماء ، من بينهم الملا بلال ، استاذه الأول في الكتَّاب ، ثم العالم الجليل الشيخ عبدالله النوري ” يرحمهما الله “، وتعلم في الكتَّاب اللغة العربية والدين والحساب ، كما اهتم بالقراءات الدينية .

 

كماتلقى  جانب من علومه الفقهية على كثير من مشايخ العصر وأئمة العلم، لكن أهم ما يميزه هو ما تلقاه من فقه المعاملات على الشيخ العلامة الدكتور بدر المتولي عبد الباسط، حيث جالسه وأخذ عنه على مدى 18 عاماً، ما أكسبه علماً وافراً في هذا الباب، وجمع بين الخبرة الاقتصادية والمعلومة الشرعية.

 

المدرسة المباركية

التحق أحمد بزيع الياسين بالمدرسة المباركية عام 1937 ، وكان عمره تسع سنوات ،وكان يملك حصيلة جيدة من التعليم الابتدائي ، استقاها من الكتًّاب ، حتي أنه حين دخل المدرسة الابتدائية واختبره ناظر المدرسة ، نقله مباشرة إلى الصف الرابع .

 

وبقى الياسين في المدرسة يتدرج من عام إلى عام ، حيث حصل على شهادة الصف الثاني الثانوي عام 1942 ، وهو آخر صف كان في المدرسة آنذاك .

 

 

الحياة العملية

 

بدأ الشيخ حياته العملية في سن مبكرة جدا مع والده رحمهما الله ، وكان عمل والده في التجارة وإدارة حملة الحج على ظهور الإبل التي كان صاحبها .

 

واستمرت الحملة حتى عام 1945 م ، وبحكم هاتين المهنتين كان الأب ، ومن ثم الأبن ، كثيري الأسفار بين الكويت والشام والسعودية ، وقد اكتسب الأبن من وراء ذلك خبرة وجلداً ومهارة كبيرة في مراحل حياته التالية .

 

حين بلغ الثامنة عشر من عمره كان سفره الأول إلى الحج ، وكانت رحلته على الإبل ، واستغرقت الرحلة شهراً ونصف الشهر ذهاباً ومثل ذلك في الإياب ، اتجه إلى مكة المكرمة أولا ، ثم إلى المدينة المنورة ، واكسبته رحلته الأولى إلى الحج متعة كبيرة ، وخبرة واسعة في الصبر وتحمل المشقة ، وتعلم الكثير من الرفقة الماجدة .

 

العمل في التجارة

بعد عودته من الحج ، عمل الشيخ أحمد بريع الياسين في التجارة لحسابه الخاص ، فأخذ بالتنقل بين الكويت والهند لمدة سنتين ، وفي عام 1942 م ، التحق بالعمل في البنك البريطاني بالكويت ، وكان في منتصف العشرينيات من

عمره ، ثم عمل بين عامي 1948 و1972 م مع عبدالعزيز العلي المطوع رحمه الله .

 

وخلال تلك الفترة تدرج في الوظيفة حتى صار مديراً لأعمال المطوع التجارية في الكويت والمملكة العربية السعودية، فأقام في الخبر وجدة ، وامتد عمله إلى لبنان أيضا .

 

إلى لبنان

حيث ذهب إلى لبنان بطلب من عبدالعزيز المطوع نفسه ، وقضى هناك سنتين مختص بالأقمشة والصيرفة ، وعمل في تلك الفترة موظفاً ، وكانت له علاقات مع القطاعين التجاري والصيرفي ، وكانت طبيعة عمله أمينا للصندوق وكاتباً.

 

*تقرير نشرته تراثنا في عددها 45 في يناير/ فبراير2012 عن تقرير مجلة Business News العربية ( بتصرف ) .

 

يتبع لاحقا

-الانتقال إلى المملكة العربية السعودية

 

طالع : أحمد بزيع الياسين شيخ المصرفيين الإسلاميين (الجزء الثاني) والأخير .