ثناء وتقريضات لأكثر من 40 شخصيةبارزة
تراثنا – التحرير :
يشكَّل كتاب ( محب الدين الخطيب بأقلام معاصريه ) للباحث في التاريخ خالد سالم السداني اضافة علمية قيمة للمكتبة العربية والإسلامية ، لما لهذه الشخصية من دور نضالي بارز في الجهاد في وجهه الاستعمار بالسلاح والقلم والكلمة في حقبة هامة في التاريخ ، حُبلى بالأحداث العظام في المنطقة .
ويمثل الكتاب المهداة نسخه إلى رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق د . محمد بن إبراهيم الشيباني اثراء جديد لمكتبة المركز ، العامرة بالوثائق وامهات الكتب في مختلف فنون التاريخ والتراث .
محب الدين الخطيب
-
أسس جمعية النهضة أثناء دراسته في تركيا لدعم القضايا الإسلامية ، وترأس تحرير مجلة القبلة والزهراء والفتح والأزهر .
-
انضم إلى قوى النضال للتصدي للاستعمار الفرنسي في الشام ولجأ إلى مصر وشارك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين وأسس المطبعة السلفية.
-
حكمت عليه الدولة العثمانية بالإعدام لولائه لثورة الشريف حسين ، ثم تبرأ منه عندما اتضح خيانته وانضمامه للإنجليز .
-
المؤرخ الرشيد :من سره أن يرى صواعق نازلة على رؤوس أهل الضلال فليقرأ ( الفتح ) لمحب الدين الخطيب .
-
د . الغنيم : عندما ازور مكتبته فأنني احظى بالاستماع إلى حديثه الممتع ، الذي لا يخلو من فوائد في الحديث والتفسير واللغة.
-
العلامة الجاسر : عرفت الفقيد من مجلة (الفتح ) وأنا طالب ، فكنت أحرص على ألا تفوتني قراءة عدد منها واراسلها فتنشر “خربشتي “!
-
الشيخ الطنطاوي : كنت اسمع في الصغر أن لي في مصر خالاً – الخطيب – فأرسلت له خطابا وتلقيت ردا فيه روح جديدة لم أفهمها.
تعريف الخطيب
في نبذة تعريفية عن الكاتب العلامة محب الدين الخطيب ” يرحمه الله ” يذكر الباحث التاريخي والمُعد خالد سالم السداني نسبه المفضي إلى الحسن بن علي “رضي الله عنه ” وهو محب الدين بن أبي الفتح محمد بن عبدالقادر الخطيب الحسني الدمشقي .
وُلد في دمشق عام (1886 م) وكان والده الشيخ أبو الفتح عالماً دينياً تولى التدريس والوعظ في الجامع الأموي ، وأميناً للمكتبة الظاهرية في دمشق ، فنشأ – كما يشير المعد – في بيئة محافظة .
الخطيب والشيخ الجزائري
ونوه إلى أنه بعد وفاته ، مد الشيخ طاهر الجزائري” يرحمه الله ” يد العون له في تحصيله العلمي ، وكانت له حلقة بدار الكتب بدمشق يؤمها الشيوخ والشباب ، ومنهم محب الدين الذي كان حريصاً على قراءة الصحف والمجلات الصادرة بمصر وتركية حينها .
رحلات الدراسة والعمل
وينتقل العلامة محب الدين الخطيب بعد إتمام دراسته الثانوية لدراسة الحقوق في استانبول ، حيث أسس مع الطلبة ( جمعية النهضة العربية ) ، وسافر إلى اليمن للعمل كمترجم في القنصلية التركية ، ولقي مضايقات من نشاطاته من الأجهزة التي تراقبه ، وعاد إلى دمشق ثم إلى مصر للعمل في جريدة المؤيد ، ثم الأهرام ، ثم إلى الحجاز للعمل رئيساً لتحرير جريدة ( القبلة ) أبان اعلان انشقاق الحسين بن علي ملك الحجاز عن تركية ، وقد حُكم على محب الدين بالإعدام من قبل الأتراك لولائه للحسين .
الجهاد ضد الأستعمار الفرنسي
ويتضح لاحقا للخطيب حقيقة ثورة الخائن الشريف حسين الذي تعاون مع الانجليز ضد العثمانيين لمصالحه الخاصة ، فانضم الى المجاهدين لمواجهة شراسة المستعمر الفرنسي في دمشق ، ثم غادر إلى القاهرة متخفياً بعد معركة غير متكافئة.
تأسيس المطبعة السلفية
ويشير المعد السداني إلى دور الخطيب في تأسيس (_ جمعية الشبان المسلمين ) للدفاع عن الإسلام ، وتأسيسه المطبعة السلفية ومكتبتها ، وكذلك صحيفة ( الفتح ) ومجلة (الزهراء ) ، كما تولى رئاسة تحرير مجلة ( الأزهر ).
أقلام معاصري محب الدين الخطيب
. تحت عنوان الباب أعلاه ، أورد الباحث السداني ما يقرب من نحو 40 تقريضاً لكتَّاب وعلماء ومشايخ ودعاة من مختلف المحافل العلمية والمشارب،تثني على العلامة محب الدين الخطيب ، وتشيد بدوره البارز في الدعوة للإسلام ، وجهاده بالسلاح القلم ووسائل النشر حينها ، لما فيه من نصر للأمة على اعداءها ، واعزاز راية الجهاد والإسلام في وجه قوى الاستعمار والبغي .
الكويت
ثناء مؤرخ الكويت عبدالعزيز الرشيد
من الكويت ، يدلو المؤرخ والشيخ عبدالعزيز الرشيد بدلوه في الثناء على الشيخ محب الدين الخطيب في مجلته ( الكويت ) مادحاً مجلة ( الفتح ) وصاحبها ، ونقتطف منها قوله : ” هل تود أن ترى دفاعاً متيناً عن الدين وحملة صادقاً على الزنادقة والملحدين ، وتود أن تشاهد صواعق نازلة على رؤوس أهل الضلال ، وسيوفاً مصلتة على أعتاق بغاة الفساد ..إن كان يسرك هذا فعليك بصحيفة ( الفتح ) الغراء التي تصدر بمصر ويقوم بإدارتها الأستاذ المفضال محب الدين الخطيب ، ويرأس تحريرها الأستاذ الفاضل الشيخ عبدالباقي سرور نعيم ، أحد علماء الأزهر الفضلاء، ففيها كل ما تريد من دفاع مجيد عن الحق وأخذ بناصر الفضيلة والأخلاق ..” .
وثناء د. يعقوب الغنيم
ومن تلك الأسماء الاعلام بالكويت الأديب والمؤرخ الدكتور يعقوب يوسف الغنيم (1) حيث يقول عن زيارته للخطيب عام 1938 م :” عندما ازور هذه المكتبة فأنني احظى بأمرين مهمين ، أولهما الاستماع إلى حديث الشيخ الخطيب الممتع ، الذي لا يخلو من فوائد في الحديث والتفسير واللغة، وكذلك في التاريخ ، ولا سيما حين يتحدث – يرحمه الله – عن تجاربه الشخصية ، وأعمالها التي أدت به إلى النزوح من الشام إلى الإقامة في مصر ..”.
السعودية
ومن السعودية ، يرثي علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر ( مؤرخ وعالم في الأنساب وفاة ” أبا قصي ” الخطيب ، فيقول بعد أن يثني على من هيأهم الله من أبناء الأمة ليكونوا درعا لاقطارها من سوء عذاب الاستعمار ، ويقول : من هؤلاء الافذاذ الكاتب الكبير والعالم الجليل الأستاذ محب الدين الخطيب .. عن ثمانين عاماً حافلة بالجهاد والسعي المتواصل في خدمة العرب.
ثم يتحدث عن تجربته معه فيقول: ” عرفت الفقيد أول ما عرفته من مجلة (الفتح ) ، وأنا طالب إذ ذاك في المعهد السعوي بمكة سنة 1349 هجرية ، فكنت أرى في تلك المجلة الصحيفة الوحيدة التي أحرص على ألا تفوتني قراءة عدد منها ، وكنت استعيرها من المعهد ، وكان من أثر شغفي بها ، أنني إذ ذاك “خربشت ” على الورق كتابة ، ظننتها شعراً ، وبعثت بها إليها ، فلم أفاجأ إلا بالمجلة تصل إلي وفيها كل ما (خربشته ) ومطلعه :
أحبك يا فتح المحب ديانة لأنك للدين الحنيف الصرح
وبعد أن ذكرت الصحيفة بما قدرت عليه من ثناء ، ختمت ذلك العبث من الكلام قائلا :
فإن جاء لي الحظ التعيس ببغيتي والا كره سأنقع بالنشح (1)
ثناء المستشار عبدالله العقيل
ومن السعودية ، يثنى المستشار والخبير السعودي في الحركات الإسلامية المعاصر عبدالله العقيل على العلامة محب الدين الخطيب بالقول : ” عرفت الكاتب الإسلامي الكبير محب الدين الخطيب من خلال اطلاعي على مجلة ( الفتح ) التي كان يصدرها بمصر..وأتابع مواقفه في دعم المجاهدين العرب والمسلمين ، وتصديه للاستعمار وعملائه.. واهابته بالأمة الإسلامية بأن تتمسك بمنهج السلف الصالح من أئمة القرالقرون الأولى ، وبخاصة الجيل القرآني الفريد ، جيل الصحابة رضوان الله عليهم ، ثم التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..” .
الشام
ثناء الشيخ علي الطنطاوي
ومن الشام ، يأتي تقريض الشيخ الأديب على الطنطاوي ” يرحمه الله ” فيقول : ” كنت اسمع – منذ بلغت السن التي يميز فيها الطفل ويفهم الكلام – أن لي في مصر خالاً، هو شقيق والدتي رحمها الله .. ولما تعلمت الكتابة كتبت إليه أول رسالة ، نسختها من كتاب ( الإنشاء العصري ) ولم أزد عليها شيئاً إلا الاسم ، فقد كان موضعه خالياً ، فوضعت فيه أسم خالي ، فتلقيت منه جواباً بخط لا أجد أحداً يكتب مثله ، خط مفرد ، فيه روح جديدة ، وفيه معنى كريم ، شعرت به وإن لم أفهمه، وقد كان لهذه الرسالة (التي مر عليها الآن أربعون سنة ) أكبر الأثر عندي ..”.
طالع :تركية تحكم بإعدام محب الدين الخطيب .
وتعددت التقريضات التي تناول كل منهم جانب هام في الثناء، لم يتطرق إليه سواه ، وكان التقدير والاجلال للشيخ العامل المشترك بينهم ، ومن هؤلاء الشخصيات التي أوردها المعد في كتابه القيم :
- الشيخ يوسف القرضاوي
- فضيلة الشيخ أبو الوفاء المراغي
- الخطيب الشيخ محمد منير الدمشقي
- الناشر والشيخ زهير الشاويش
- العلامة أبي الحسن الندوي
- الشيخ الداعية حسن البنا
- الأستاذ محمود محمد الطناجي
- الكاتبة وداد السكاكيني
- الدكتور محمد رجب البيومي
- الدكتور مصطفى السباعي
- الدكتور مصطفى الفقي
- الأستاذ خير الدين الزركلي
- الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني
وغيرهم – يرحمهم الله – من الشخصيات الأعلام البارزة على المستوى العربي والإسلامي في مختلف مجالات الفنون الدعوية والصحفية والعلمية .
هذا الكتاب
( محب الدين الخطيب بأقلام معاصريه ) لمعده خالد سالم السداني ، يقع في 179 صفحة من الحجم الوسط ، وصدرت طبعته الأولى في عام 2020 م ، عن مركز طروس للنشر والتوزيع ، ويتضمن العديد من الصور والأخبار الوثائقية ، ويتوفر نسخ منه لدى مركز المخطوطات والتراث والوثائق للاخوة المهتمين والمختصين .
هامش :
1- رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية
2- النشح :الشرب بغير ارتواء