الحلقة ( 11 )
تراثنا – التحرير :
في الحلقة (11) ، تستأنف تراثنا نشر متفرقات منتفاة من كتاب ( الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ) لمؤلفه : محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية )، مقدماً نصائحه ومشورته لما يُعين الملوك والسلاطين في شأن سياسة الراعي والرعية.
-
استنكر السلطان وقوف رئيس الشافعية وطلابه قياماً لقدومه وتَرْكِهم تدارس القرآن .. فقال: كيف جاز أن تقوموا لي وتتركوا كلام الله ؟
-
من الحقوق الواجبة للرعية على الملك نصحه لقوله عليه الصلاة والسلام عن النصيحة هي : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
من حقوق الملك
وفي السطور التالية يتحدث المؤلف بن طباطبا في شأن حقوق الملك على الرعية (ص 33 – 34) فيقول : ومن الحقوق الواجبة للملك على الرعية التعظيم والتفخيم لشأنه في الباطن والظاهر ، وتعود النفس ذلك ورياضتها به .. ثم يقول : وهنا هنا موضع حكاية ، وهي أن سلطان هذا العصر ، ثبت الله قواعد دولته ، وبسط في الخافقين ظل معدلته ، لما ورد إلى بغداد في سنة ثمان وتسعين وستمائة ، دخل المستنصرية لمشاهدتها والتفرج عليها ، وكانت قبل وروده إليها قد زُينت ، وجلس المدرسون على سثذدهم الفقهاء بين أيديهم أجزاء القرآن وهم يقرأون منها .
مقدمه على الشافعية
فاتفق أن الركاب السلطاني بدأ بالاجتياز على طائفة الشافعية ببغداد ، ومدرسها الشيخ جمال الدين عبدالله بن العاقولي ، وهو رئيس الشافعية ببغداد ، فلما نظروا قاموا قياماً ، فقال للمدرس المذكور : كيف جاز أن تقوموا لي ، وتتركوا كلام الله ؟ فأجاب المدرس بجواب لم يقع بموقع الاستصواب في الحضرة السلطانية ، أعلى الله في الدنيا كلمتها ، وفي الآخرة درجتها .
ثم بعد ذلك قال لي المدرس المذكور صورة السؤال والجواب ، فأما السؤال فهو ما حكيته ، وأما جوابه فلم أضبطه ، وقلت له قد كان يمكن أن يُقال في جواب هذا السؤال : إن تركنا للمصحف إذا كان في أيدينا واشتغلنا بغيره ، لم يحرم علينا في شريعتنا ولا جعُل علينا في ذلك في حرج ، ثم إن هذا المصحف الذي تركناه وقمنا بين يدي السلطان ، قد أمرنا فيه بتعظيم سلاطيننا .
النصيحة للملك
ومن الحقوق الواجبة للملك على رعيته النصيحة ، فمما جاء في الحديث ، صلوات الله وسلامه على من نُسب إليه ، قوله ، صلى الله عليه وسلم : ” الدين النصيحة ، قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال : ” لله ولرسوله ولجماعة المسلمين ” .
ومنها ترك اغتياب الملك في ظهر الغيب ، قال صلى الله عليه وسلم : ” لا تسبوا الولاة فأنهم إن أحسنوا كان الأجر عليكم والشكر ، وإن أساءوا فعليهم الوزر ،وعليكم الصبر ، وإنما هو نقمة ينتقم الله بها من يشاء ، فلا تستقبلوا نقمة الله بالحمية والغضب ، واستقبلوها بالاستكانة والتضرع ” .
مسك الختام
عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من لبس ثوباً فقال : الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غفر له ما تقدم من ذنبه ” .
حسن – رواه ابن السني
الأذكار – د .الشيباني