مقتطفات من سيرة داعية (الحلقة 2 )
شهادات تُروى لتبقى موثقة في سجلات التاريخ
تراثنا – التحرير : لا نسعى في هذه السطور لنكأ جراح الماضي ،- باحداثه الحزينة ، ولكن النكبات تكشف عن معادن إصيلة، وابتلاءات تصقل النفوس ، فتعلو رتب البعض عند ربهم ، بينما يُكشف عن زيف دعاوي آخرين ، ومن هذه الشخصيات ، أخونا الداعية الشهيد – باذن الله – خليفة محمود الجاسم – يرحمه الله .
* محمود خليفة الجاسم – يرحمه الله
عادل الدمخي في شهادة للتاريخ
-
حث محمود الجاسم الشباب على الصبر والثبات حتي يأتي الله بنصره ، فشكل لجاناً من شباب السالمية لتنظيم عمل المنطقة .
-
واصل في خطبه ودروسه في الجوامع حث الناس على طلب الشهادة واصدر منشور ” صوت الحق ” يكتبه ويصوره ويوزعه على البيوت .
-
كان كثير من الشباب الفلسطيني الذي نشأ وتربى على يده يستشيره فيما يجب عمله للتصدى للغزو وتنظيم عمل المنطقة .
-
ابلغه أحد الشباب برؤية منامية رآه فيها مقتولاً مفصول الرأس فضحك واستبشر خيرا ، ثم رأى نفسه مع الحور العين بالجنة .
في مواجهة المحتل
وتحت العنوان الآنف ، في كتابه ( كيفان أيام الاحتلال .. كفاح منطقة ) يستطرد دكتور محمد بن إبراهيم الشيباني نقل شهادة عادل الدمخي عن تصدي الجاسم للاحتلال الغاشم ، فيقول الدمخي : وما أن قام المحتل
البغيض لدولة الكويت حتى هب محمود – يرحمه الله – بكل ما أوتى من طاقة وقوة ووسع للتصدي له ، وحث الشباب على الصبر والثبات ،حتي يأتي الله بنصره ، فشكل شباب السالمية لجاناً متخصصة لتنظيم عمل المنطقة , وأوكلت المسؤولية الإعلامية للأخ محمود الذي كان يعمل عمل الجميع في تلك اللجنة .
منشور صوت الحق
فكان يقوم بخطبة الجمعة في المسجد ، وبعض الدورس ، ويحث الناس على الجهاد وحب الشهادة ، وكان يطوف على الجمعية التعاونية ومناطق العمل ، ويشجع الشباب ويحثهم ويقبل رأس من يعمل منهم ، ويشارك معهم في الخدمات العامة ، وكان يطبع مجلة سماها ” صوت الحق ” فيكتبها بيده ،ثم يصورها ويوزعها على البيوت بسرية تامة ، ويطالبهم بحرقها بعد قراءتها ، وفيها آيات وأحاديث في فضل الجهاد ، وأخبار ملتقطة من الإذاعات ،وأخبار لتحبيط الجنود العراقيين ، وردهم عن عدوانهم لآنها كانت تصلهم .
يطوف بالدواوين
وكان يطوف كل ليلة على مجالس أهل السالمية ودواوينها ، وهي عشرة مجالس رئيسة ، ويحث الناس ، ويذكرهم بأسلوبه الجميل المقبول ، ويقصي وقته حتى الواحدة بعد منتصف الليل ، ثم يرجع إلى بيته في منطقة القرين ، الذي يبعد عن منطقة السالمية حوالي ربع الساعة بالسيارة .
الشباب الفلسطيني ودوره
وبسبب دوره المتميز هذا ، لم يخرج من منطقة السالمية إلى خارج الكويت ، إلا القليل ، خوفاً من العدوان العراقي وبطشه ،وكان كثير من الشباب الفلسطيني الذي أنشأهم محمود على يده يستشيره فيما يجب عليه عمله للتصدي للغزو ، وتنظيم عمل المنطقة .
طلب الشهادة
ويضيف الأخ عادل بقوله : أحب محمود الشهادة في سبيل الله ، وكان يطلبها دوماً ، وكان يقول للشباب :دعونا نأخذ الرشاشات ، ونتصدي للعدوان ، حتى نستشهد في سبيل الله ، لكنهم كانوا يحثونه على الصبر وعدم الاستعجال .
طالع الحلقة السابقة ( الأولى ) : محمود خليفة الجاسم سيرة دعوته وجهاده (1)
رؤيا الاستشهاد
وفي يوم من الأيام – ولايزال الكلام للدمخي – رأى أحد الشبان رؤيا بأن محمود مقتول، ومقطوع الرأس ، ولكنه مع هذا كان يضحك ، فلما قص على محمود الرؤيا استبشر بها كثيراً وسر ، وفي ليلة رأي هو رؤيا بأنه مع الحور العين في الجنة ، وكان من طبيعته أن يخبر الجميع بما يراه ويشعر به ، وقد كان البعض يسخر منه ، ويقول له هذه رؤيا شيطانية ، فيقول : أنا اعلم بما هو من الشيطان ، وما هو من عندالله تعالى .
تحذير عراقي
وفي ليلة اعتقاله ، أخبرني بأنه قد كتب وصيته بديونه ، وبالكتب المستحقة للأخرين وبأولاده ، وكانت خطبته الأخيرة في المسجد من أسباب النصر من عند الله تعالى ، والتي استدل فيها بجميع الآيات الخاصة بالنصر من خلال حفظه لكتاب الله تعالى ، وقد وصلت هذه الخطبة إلى وزراة الأوقاف التي كان العراقيون يديرونها ، وبعثوا بتحذيرهم إلى محمود عن تلك الخطبة .
يتبع لاحقا ..
الحلقة القادمة : ليلة اعتقال محمود خليفة الجاسم واستشهاده
الصور : ( كتاب كيفان وأيام الاحتلال ) ، ( مدونة أسامة راشد ) ، ( أرشيف تراثنا ، الانترنت )