جولة بين مقتنيات مركز المخطوطات والتراث (2)
مقتنيات كهربائية قديمة جمعت من مشارب شتي تحكي كل منها قصته
تراثنا – التحرير :
من يحظي بزيارة مركز المخطوطات والتراث الوثائق ، وتتاح له فرصة التجول في ارجاءه برفقه د . محمد بن إبراهيم الشيباني * ، فلا بد ان يستمتع بحكاية جمعه وتوليفه لمكونات ركن لافت في الدور الأول ، الذي يعطي انطباع غرفة معيشة كويتية قديمة الطراز ، غير انها حوت معروضات معتقة من بلدان عدة .
-
تلفزيون ألماني صُنع في عام 1959م وكاميرات فوتوغرافية وأخرى سينمائية يعود بعضها إلى عام 1962و1966م .
-
أجهزة تصوير تعيد ذكريات الصبا وكشتات الربيع في الجهراء والفنطاس وتستعيد أيام الدراسة والرحلات الطلابية .
يصف د . الشيباني غرفة المعيشة التي تمثل متحفاً لمتقنيات تعود لحقب قديمة ، أنه اهتم بجمع مكوناته قبل الغزو العراقي للكويت ( 1990 ) غير أنه جمع اغلب مقتنياتها بعد تلك الفترة .
ويعتبر أهل الكويت يوم الغزو مرحلة توثيقية ، تؤرخ بها الأحداث ، فلذلك لا تستبعد أن يبادرك أحدهم بالسؤال : هل كان هذا قبل الغزو أم بعده ؟ إذ أصبحت حقبة فاصلة من الزمن لتأريخ الأحداث في الكويت ، يسهل الاستدلال بها على تاريخ الأشياء وحتى الأعمار بصورة تقريبية .
جزء أصيل
وفي هذا الركن الهاديء ، يلفت كثيرا ما يلفت نظر الزائر مقتنياته الكهربائية المعتقة ، التي تنتمي لحقب قديمة ، فهنا تلفاز ، وهناك كاميرات ، بعضها تصوير فوتوغرافي ، وأخرى سينمائي ، مما يثير الاستفهام بشأن اهتمامات المركز الذي يحمل اسمه (مركز المخطوطات والتراث والوثائق ) !
ولكن رئيس المركز يتطلع باهتمام إلى فنون التراث والتاريخ بشتى مشاربها ، ويرى أن المقتنيات الاثرية والانتيكا ، ومنها الكهربائيات بشقيها ( المرئية والصوتية )، جزء أصيل يمثل هوية المركز ، وتتمم اهدافه ورسالته .
متحف الأجهزة االمرئية
يقول د . الشيباني وهو يشير إلى تلفزيون قديم في ركن من أركان غرفة المعيشة الشعبية ، هذا احد مقتنيات المركز ، من ضمن مجموعة ( الأجهزة المرئية ) القديمة ، ويعود تاريخه إلى عام 1959 – 1960 م ، صُنع الماني ، طراز ( Graetz Burggraf F241 ) ويستدرك بالقول : لا شك انه كان يوماً ما يشكل تسلية لأسرة المانية ، تلتف حوله في أحدى ليالي برلين القارصة البرودة .
التلفاز الالماني
و اذا كان الاستغراب يعلو وجه الزائر في كيفية وصول هذا التلفاز من بلاده الصاقعة البرودة إلى الكويت في جزيرة العرب الصحراوية ، فالاجابة الحاضرة ، ان جانب منها اهداءات من الباحثين في نفس الاختصاص ، كما يتم شراء بعضها من اصحابها ، ولا يخفي أن معروضات ( سوق الجمعة الشعبي ) قد تحوي تحفا قيمة ، قام الباعة في السوق بعرض ممتلكات تعود لأرباب بيوت ، تخلصوا منها لقاء اسعار زهيدة، في اطار تجديد الاثاث أو الانتقال من مسكن لآخر .
* طالع : متحف الأجهزة الكهربائية المرئية في مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
*طالع الحلقة ( الأولى ) : متحف أدوات الكتابة والمحابر الأثرية في مركز المخطوطات .
كاميرات تصوير
وفي حديثه عن المقتنيات المرئية في القسم الشعبي ، يقول د . الشيباني : على سيبل ، من المقتنيات القديمة ، كاميرا يعود تاريخ صنعها إلى عام 1966 م ، وهي كاميرا سينمائية إلمانية ، ماركة أجفا Agfa ، ولا نعرف مقتنيها الأصلي ، فقد يكون هاوياً للتصوير ، أو صحفياً ، أو سائحاً ، أو أسرة .. لا شك انها طافت باحداث كثيرة وثقتها في يوماً ما .
وفي جانب آخر ، هناك كاميرا أقدم من سابقتها ، طراز أجفا Agfa Rollei Magic II ، المانية أيضا ، صُنعت عام 1962 م ،ويستمر الطواف بين اجزاء الركن الشيق في محتوياته ومقتنياته ، التي من شأن من عايش حقبتها واستعملها – اطال عمرهم – لهم ذكريات معها ، خاصة في رحلاتهم ومناسباتهم السعيدة ، و الإعياد والمناسبات المدرسية والرحلات الطلابية ، وطلعات البر في أيام (كشتات ) الربيع في ربوع الجهراء او الفنطاس وغيرها .
ولنا عودة مع اقسام أخرى في المركز ، والمزيد من نماذج المقتنيات والتحف في مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
من متحف المتقنيات الكهربائية
يتبع لاحقا ..