من وريقاتي العتيقة
أول سفير للكويت في العراق خلال الفترة من عام 1964 حتى عام 1970 م
تراثنا – كتب د. محمد بن إبراهيم الشيباني * :
عرفته في شبابي طيباً كريماً مضيافاً يحب الكويتيين وذلك في ثاني لقاء بيننا في عام 1965م ، عندما زرت بغداد مع أربعة أخوة (الصورة )، كنا ننوي الرحلة حول العالم ، وهو ما دأبنا عليه في كل عام منذ عام 1964 ، حيث سبق لثلاثة منا زيارتها ذلك العام .
• فتح السفير حمد الحمد أبواب سفارة الكويت في العراق لاستضافتنا ونحن فتية رحالة .
• ذلل الحمد الصعاب وخصص لنا سيارة تطوف بنا لاستخراج تأشيرات الزيارة لبلدان عربية وأجنبيه .
• تمتع رحمة الله عليه بدماثة نادرة في الأخلاق والطيبة وحبه لبلده وابناءها .
عندما وصلنا إلى بغداد قادمين من الكويت فالبصرة ليلاً لم نكن نعرف أحداً غير سفارتنا في بغداد ، فقام الحارس آنذاك بالأتصال بالفقيد “رحمة الله عليه ” في بيته قائلاً إن مجموعة من الشباب الكويتيين الرحالة في السفارة ، فقال له : ضيفهم وأفتح لهم غرفة الضيافة ، فليبيتوا ليلتهم حتى ألتقي بهم صباح الغد .
لم نعرفه من قبل ولاسيما أننا شباب ، أعمارنا تتراوح بين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة ، و في الستينيات بداية نهضة الكويت ، حيث الأعلام ليس كما هو اليوم ، و اللقاءات كذلك بالمسؤولين والشخصيات الكبيرة ليست كما هي اليوم .
عندما التقينا به في اليوم التالي وجدناه حريصاً علينا مهتماً كثيراً بمساعدتنا وتذليل الصعاب لنا ، حيث خصص سيارة السفارة أياماً ثلاثة للطواف بنا على سفارات البلدان العربية و الأجنبية التي سنزورها في رحلتنا لاستخراج التأشيرات مع توصية منه بنا .
هذه الشخصية نادرة في دماثة خلقها وطيبها وحبها لبلدها وأبنائه ، رأينا ذلك فيه على الحقيقة .. وهذا التعامل الذي قابلنا به ليس معنا فقط بل مع كل من التقوا به وتعاملوا معه من الكويتيين وغيرهم ، أو من العاملين معه في السفارة الكويتية في بغداد كأول سفير للكويت في العراق .
لقد التقطنا معه صورة في مكتبه ،ثم رأى أن نصور معه في حوش السفارة ،خشية إلا تظهر الصورة واضحة في الداخل ، وكان كما قال ، فلم تظهر الصورة التي أخذت في المكتب إنما ظهرت الأخرى ،ومازالت عندي وقد وضعتها في كتابي ” كيفان أيام الاحتلال ” نهاية الجزء الثاني .
شغل العم حمد أحمد الحمد منصب أول سفير للكويت في العراق خلال الفترة من عام 1964 حتى عام 1970 م ، نسأل الله له ولأمواتنا وأموات المسلمين رحمة واسعة من لدنه ويسكنهم فسيح جناته.
والله المستعان
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا