للمؤرخ أحمد البشر (الحلقة 3)
من سيطرة الخوالد إلى إمارة الصباح
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :
الفت الملابسات والأحدات في المنطقة ، اقليمياً ودولياً ، ظلالها على بداية نشأة الكويت ، والتهيئة لقيامها ، وفي السطور التالية ، نستكمل في حلقات ، ما دونه المؤرخ الكويتي أحمد البشر الرومي ، عن تاريخ الكويت ، موضحاً تلك الملابسات والظروف.
البشر :
-
استولى حسين باشا على القطيف ونصب نفسه والياً عليها وحرض براك بن غرير زعيم بني خالد على احتلال الأحساء .
-
احتل بنو خالد الأحساء وطردوا الأتراك وقتلوا رئيس آل شبيب وبدلا من الخضوع لحسين باشا احتلوا القطيف ذاتها !
يستأنف المؤرخ البشر ” يرحمه الله ” حديثه عن الأحوال التي كانت تدور في المنطقة المحيطة بالكويت ،فيتناول ما دار في البصرة – جارة الكويت – في عهد علي باشا ’، الذي خلف والده العربي المتوفي في( 1621 هجرية – 1024 م ) واقره الأتراك على ولايته ، فيقول : ” وامتدت أطماع حسين باشا إلى الخليج ، فارسل قوة استولي بها على القطيف (1) ونصب نفسه والياً ، وحرص بني خالد وزعيمهم يومئذ ( براك بن غرير ) على احتلال الأحساء ، التي كانت بيد الأتراك يومذاك ، فطردوا الأتراك منها واحتلوها “.
احتلال الأحساء
ويمضي البشر قائلا : ” وبدلاً من أن يخضع ( براك ) لحسين باشا ، احتفظ بالأحساء لنفسه ، وأصبح أميراً عليها ،وذلك في عام 1080 هجرية / 1669 م ، حين فتك ( براك بين غرير ) بالحامية التركية في الأحساء ،وقتل كذلك ( راشد بن مغامس ) رئيس ( آل شبيب ) فانضمت الأحساء تحت إمرتهم ، وليس هناك من ينازعهم عليها “.
احتلال القطيف
ثم يواصل البشر السرد قائلا : ” ولتوطيد أقدامهم في الأحساء ، رأوا أن بقاء القطيف خارجة عن حكمهم أمر لا يدعو إلى الاستقرار ، فجهزوا جموعاً هاجموا بها القطيف ، فاحتلوها وذلك في عام 1083 هجرية / 1672 م ، وفي ذلك قال بعض أدباء القطيف مؤرخاً احتلال ( آل حميد وهم آل عريعر ) للقطيف :
رأيت البدو ( آل حميد ) لما
تولوا احدثوا في ( الخط ) (2) ظلماً
أتى تاريخهم لما تولوا
كفانا الله شرهمو (طغى الما)ء
وإقرا أيضا :
الحلقة الثانية : عندما باع العثمانيون البصرة بأربعين ألف قرش
الأحساء ميناء هام
ويضيف البشر :” باحتلال ( آل عريعر ) للقطيف ، أمنوا ناحية البحر ، التي تتمَوَن منها الأحساء بعض حاجياتها ، كما أن الدخل الذي يدره هذا الميناء ليس بالشيء القليل ، ذلك لأنها كانت مركزاً مهماً للغواصين ، وتجار اللؤلؤ ، علاوة على ما تنتجه من تمور ” .
مصادر البحث
مجلة الرائد 1/25 عام 52 -1953م ، إصدار مصور عنها مركز البحوث والدراسات الكويتية ، ومرجع آخر ، مقالات عن الكويت ، أحمد البشر ص 13 ن 1386 هجرية/1966 م ، مكتبة الأمل – الكويت .
يتبع لاحقا
(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا
هامش :
1- تاريخ العراق منذ أربعة قرون .
2- كانت ( القطيف ) ، تدعى قديما (الخط ) والرماح الخطية نسبة إلى ( الخط ) أي الفطيف .