(الحلقة الرابعة )
منتقي من (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق)
تراثنا – التحرير :
تواصل تراثنا نشر حلقات ومقتطفات من دراسة (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق) أهدته الباحثة الاستاذة السعودية سلوي صقر حسين المحمد (*) لمركز المخطوطات والتراث والوثائق بغرض تعميم الفائدة للباحثين والمهتمين .
وعن اقوال العلماء في روايات النبي عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بالطب بينت الباحثة المحمد اختلاف العلماء في كون الطب النبوي من قبيل الوحي ، أم من قبيل رأي النبي عليه الصلاة والسلام فقط ، وليس تشريعاً .
ونوهت إلى انقسام أقوال العلماء في هذه المسألة على النحو الآتي :
الراي الأول : يرى أصحاب هذا الرأي – ومنهم ابن خلدون- أن آراء النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الأمور الطبية كانت من قبيل من المشورة ، وقد أخذ بقوله عدد من العلماء ، ودليلهم في هذا قول النبي محمد عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف : ( أنتم أعلم بأمر دنياكم ) “1” .
واعتبروا الطب بهذا علماً تجريبياً ، وقال عدد منهم أن السنة قسمين : قسم فيه التشريع ويجب الاقتداء به ، وقسم فيه اختيار ولا يجب الاقتداء به ، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ” ( إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به ، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي ، فإنما أنا بشر ) “2” .
وقالوا يندرج تحت هذا القسم الطب ، فلا يجب الالتزام بتلك الوصايا ، وإنما يكون اتباعها اختيارياً.
أما الراي الثاني : قال الكثير من العلماء إن كل ما ورد في السنة الشريفة والقرآن الكريم فهو تشريع بلا شك في ذلك .وهذا قول أغلب العلماء ، فقد أكدوا على أن كل ما ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في كل جوانب الحياة هو تشريع من دون ادنى شك ، واستدلوا على ذلك من قوله – تعالى : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )[النجم: 3، 4] .
وفي اللغة : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ) تشكل كل كلمة خرجت عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، بالإضافة إلى قوله – تعالى – ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) الحشر – 7 ، ففيها أمر واضح من الله – تعالى – بالإلتزام بأوامر الرسول محمد عليه الصلاة والسلام .
طالع الحلقة الثالثة :
جهود علماء المسلمين المتقدمين في التصنيف بالطب النبوي
مواضيع وأقسام الطب النبوي المتعلقة بحفظ الصحة والعنابة بها
وأوضحت الباحثة المحمد أهتمام الإسلام بسلامة وصحة جسد الأنسان وبيئته ،فقالت : أولى الإسلام اهتماماً خاصاً بالصحة بكل جوانبها ، فأعطى النظافة أولوية ، وحث عليها ، واعتبرها بوابة لحفظ الإنسان ووقايته ، ومن الأمثلة على ذلك : الوضوء ، الذي يحافظ عليه كل مسلم ، ويلتزم به في كل يوم خمس مرات ،وكذلك الغُسل الواجب في مواطن معينة ، كالحيض والنفاس والجنابة ، وهو مستحب في أوقات أخرى كالأعياد .
وفيما يتعلق بالنظافة الشخصية قالت : أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتقليم الأظافر ، كما قال أيضا : ” إذا استيقط أحدكم من نومه ، فليغسل يده قبل أن يُدخلها الإناء ، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يدُه ” وقد حث على تغطية الإناء وتغطية الطعام .
وعن الوسط الاجتماعي والبيئة أفادت : اهتم الإسلام بنظافة البيئة والمكان ، وجعل إزالة القاذورات عن الطريق صدقة ، وجعلها من صلب الإيمان ، ومن الوصاية الجميلة التي تحفظ الأبدان قول الله – تعالى – ( وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا ) الأعراف -33.
واختتمت موضحة : فحاجة الجسم للطعام والشراب لحفظ حرارة الأبدان ، ولكن ماذا يحدث لو زادت هذه الأطعمة والأشربة ؟ ستتكدس بالجسم وتضره ، فتصيبه بالعلل والامراض .
غلاف الدراسة
(*) : الباحثة السعودية الأستاذة .سلوى صقر حسين المحمد ،باحثة في الطب النبوي ، عضو كرسي الشيخ يوسف عبداللطيف جميل – جامعة عبد العزيز ، عضو منظمة الطب الأصيل العالمية ،عضو في الجامعة الطبية الإلكترونية، ومرشحة لجائزة الشيخ زايد في دورتها الثالثة .
هامش :
1- صحيح مسلم .
2- صحيح مسلم .
يتبع لاحقا ..