1909 – 1999م
علي الطنطاوي شاهد على عصره ورجاله (الحلقة1)
تراثنا – د . أحمد بكري عصلة * :
لم ينصف الأستاذ الرئيس محمد علي كرد ، أحد مثلما أنصفه على الطنطاوي – يرحمهما الله – ولم يترك عبارة مدح مستحقة إلا قدمها له ، اعترافاً بمكانته وفضله وتعبيراً عن إعجابه بإسلوبه.
-
الطنطاوي: كنت اتخطى عبارة عبدالحميد الكاتب الذي يكتب عنه محمد كرد لأقرأ عبارة كرد علي !!
-
كرد علي لم يكن مؤرخاً باحثاً ، ولم يبلغ الغاية في تمحيص النصوص ، ولكن كان كاتباً أجتماعياً له أسلوبه في الترسل.
-
البارودي أول من أخرج الناس من متاهات الأسلوب اللفظي في الشعر إلى جادة البيان كذلك في الشام كان كرد علي .
حتى بلغ به الحد أن قال في أسلوبه في كتابه المشهور (أمراء البيان) : ” إنني كنت أتخطى عبارة عبدالحميد الكاتب الذي يكتب عنه كرد علي لأقرأ عبارة كرد علي ! ..”(1) ، وذلك لأنه أستاذنا وأستاذ كل من خط في الشام بقلم في مطلع هذا القرن الميلادي (العشرين).. وأول من رسم لهم الطريق ، وأول من عبد لهم الجادة ، وكان مؤرخاً باحثاً ، وإن لم يكن بلغ الغاية في التحقيق وتمحيص النصوص ، وكان كاتباً إجتماعياً له أسلوب في الترسل (2) .
النثر ومحمد كرد
ويقول موضحاً مكانته في النثر العربي الحديث : ” إن كان البارودي في مصر أول من أخرج الناس من متاهات الأسلوب اللفظي في الشعر إلى جادة البيان الأصيل ، فإن الذي فعله في النثر في الشام هو محمد كرد علي ، وكلاهما نال ما نال بالمطالعة في آثار البلغاء ، ما درس البارودي في العروض ، ولا أتقن علوم الآلة ( الصرف والنحو والبلاغة ) وما كان كرد علي متمكناً منها ، ولما درسها في الجامعة ظهر ضعفه فيها .. وكلاهما .. مع ذلك رائداً وكان أستاذاً ، وكان معلم أجيال (3) .
حب صادق
في هذه الشهادة دلالة على حب صادق ونفس طيبة ، وعدالة في الحكم ، فمن يعرف كرد علي يعرف أنه يستحق هذه الشهادة وأكثر ، ويعلم أنه صاحب فضل كبير على العربية في عصرها الحديث ، تمثل في كتبه ، وفي تأسيسه ورئاسته مجمع اللغة العربية في دمشق (1921 ) الذي يعد أول المجامع العربية ، ولو استمر هذا المجمع في عمله كما استمر في عهد هذا الرئيس لكانت العربية في خير ، ولكن تجري الرياح لما لا تشتهي السفن (4) .
هامش :
* الأديب الكاتب والناقد أ . د . أحمد بكري عصلة – يرحمه الله – ولد في حلب في( 1953 – 30 اكتوبر 2021 م) ، له كتابات ومشاركات أدبية ومحاضرات .
1- الذكريات 4/395 ط 5 ، الذكريات 1 /391 ط 5 .
2-الذكريات 1/391 ، ط 5 .
3-الذكريات 1/396 ط 5 .
نُشرت المقالة كاملة في تراثنا
(اضغط الغلاف لتفاصيل العدد)
يتبع لاحقا ..