أوراق كويتية قديمة
كانوا هواة .. فأصبحوا فنانيين تشكيليين
تراثنا- التحرير :
من يتاح له قراءة هذه السطور ، ويستعيد أيامها بكثير من الوله والحنين ، فلا بد والحال هذه أن يكون قارب منتصف الخمسينيات أو تجاوزها نحو الستين ربيعاً..أو ربما أكثر .
كان حلول العطلة المدرسية الصيفية في بداية الستينيات ، يشكل هاجسا كبيراً لدى الاباء ، وشغلاً شاغلاً ، في كيفية شغل أوقات أبنائهم من الانفلات بلا ضابط لهم، خاصة في وقت ندرت فيه وسائل التسلية ،وقلت فيه الأمكانيات المتاحة لممارسة الهوايات المختلفة إلا في حدودها الدنيا.
فأقدمت إدارة النشاط المدرسي التابعة لوزارة التربية والتعليم (حينذاك) على سد هذا الفراغ ، وعمدت إلى تحويل مدارس في مختلف المحافظات إلى إندية صيفية ، خلال فترة الأجازة المدرسية ، يتاح فيها للطلبة الانضمام – مجاناً – إلى الأنشطة المتاحة ، تحت إشراف أيدي مؤهلة من الأساتذة ، مثل مزاولة نشاط الرياضية ، والاطلاع والقراءة في المكتبة ، و مزوالة الرسم والفنون التشكيلة ، ونشاط التدير المنزلي، والتمثيل المسرحي وغيرها..
مستمرة ولكن
واستمرت هذه التجربة الناجحة إلى يومنا ، وإن لم تُعد تحظى بنفس الزخم السابق، خاصة مع زيادة القدرات المادية لدى المواطنين ، وتوسعت الأنشطة وتنوعت الهوايات والاهتمامات ، التي بات يمكن توفيرها لدى قطاعات عامة أو خاصة – بمقابل مادي – أو بدونه ، مما صرف الاهتمام لدى قطاع واسع من الأبناء عن الأندية الصيفية المحدودة الأنشطة إلى غيرها .
رصد تاريخي
ويُلاحظ أن التعبير بالرسم بما يعكس رتم الحياة لدى المجتمعات عبر الأزمنة ، تُعد للباحث المهتم بشؤون التراث والتاريخ مرجعية توثيقية هامة لرصد المتغيرات والتحولات التي تطرأ على المجتمعات وتطورها على مختلف الأصعدة .
فعاليات المعرض الثاني
نعود بالقاريء إلى حقبة الستينيات ، وبالتحديد في 20 من أغسطس 1964م ، للمشاركة في فعاليات حفل ( المعرض الثاني للفنون التشكيلية للاندية الصيفية – 1964) أفتتحه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح – يرحمه الله – بصفته وزيراً للخارجية آنذاك .
تجدر الاشارة أن فعاليات المعرض أقيمت بقاعة مدرسة المباركية، وضمت حوالي 250 لوحة فنية زيتية وغيرها ، و300 قطعة فنية من أشغال النحاس ، وانشطة التفصيل والتدبير المنزلي ، وغير ذلك من الفنون التي كانت بذرة طيبة للجيل الناشيء .
الجدير بالذكر أن تقرير تراثنا أعتمد في مادته التوثيقية العلمية والمصورة على انتقاءات من مطبوع صدر عن مراقبة النشاط المدرسي بوزارة التربية والتعليم سنة 1964م، وهو من مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
انتقاءات من فعاليات المعرض
لوحة الزيارة
لوحة عند ساحل فيلكا
لوحة عند الغروب
لوحة طبيعة صامتة
لوحة جزيرة فيلكا عند الليل
لوحة القلعة
كانوا هواة
من بين اسماء الطلاب الذين جاء ذكرهم مرافقا للوحات التشكيلية بصفة مشاركين في معرض الأندية الصيفية ، الفنان التشكيلي يوسف محمد القطامي– يرحمه الله – الذي وافته المنية عن 72 عام في يناير 2022 .
ومن ابناء الاندية الصيفية الذين أصبح لهم بصمة في هذا الفن ، الفنان التشكيلي المعروف عبد الرسول السلمان ، رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ العام 2004. ورئيـس اتحاد جمعيات الفنون التشكيلية الخليجية، ونائـب رئـيس الرابطة الدولية للفنون ، وغيرهم ممن لم يتسنى المجال نشر ابداعاتهم بالصغر في هذه العجالة ..