الوقت كالسكين الحادة تقطعك بسرعة وسهولة
تراثنا – كتب د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
الوقت والغافلون عنه ..الوقت تلك السكين الحادة التي تقطعك بسرعة وسهولة ولا راد لذلك حيث لا تستطيع أن تلئم ما قطع من الوقت بأي وسيلة من الوسائل أو حيلة من الحيل ، وقد قيل :” الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ” .
• أحد الفلاسفة: الأصدقاء لصوص ..ينهبون وقتنا .
• ابن الجوزي كان يستثمر وقته أذا زاره صديق ببري الأقلام .
• شعار أحدي الشركات:” أقفل الباب وحالما تفرغ من الكلام ..اقفك فمك كما فعلت بالباب “.
• لا تتقاعد مالم يكن لديك عمل أو رحلة من بلد لآخر حتي آخر العمر .
• إن لم تُعد نفسك لما بعد التقاعد فاعتبر نفسك من الاموات الاحياء .
كتب أحد الفلاسفة كلمة توزن بماء الذهب حيث لا يعرف قيمتها إلا من عرف للوقت قيمته : ” الأصدقاء لصوص ينهبون وقتنا ” !ويروي عن العلامة عبدالرحمن بن الجوزي أنه إذا زاره أحد وحتى لا يضيع وقته ، فالزائر يتكلم وهو يشتغل ببري الأقلام حتي ينتهي وذلك خشية ان يضيع الوقت بغير طائل ولا فائدة ! ولما تُوفى قسمت الكراريس “مؤلفاته ” التي بخطه على عمره فكان ما خص كل يوم تسعة كراريس .
وقال عنه ابن تيمية : “عددت له أكثر من ألف مصنف ، رأيت بعد ذلك ما لم أره ” ، وما كان لهذه المنصفات أن تُصنف بل وتصلنا ومصنفات غيره من العلماء لولا توفيق الله وبركته أولاً ثم احترامهم للوقت وتقديرهم له .
أغلق قمك
وضعت شركة من الشركات الغربية على أبواب مكتبها إعلاناً كتبت فيه : ” اقفل الباب وحالما تفرغ من الكلام في الأشغال التي جئت لأجلها افعل بفيك ” فمك ” ما فعلت بالباب ” ! والمقصد واضح أي لا تزد من كلام غير ما أتيت من أجله حتى لا تضيع وقت غيرك .
لا تتقاعد
قلت في مقالة سابقة تحت عنوان ( لا تتقاعد ..! ) أي إن لم يكن عندك في تقاعدك عمل سواء تجارة ، رحلة من بلد إلى آخر إلى نهاية عمرك ، هواية من الهوايات العلمية أو غيرها ، أو أعمال أخرى متنوعة حتي لا يضيع العمر بلا مغنم ، فإن لم تفعل ذلك فاعدد نفسك من الأموات الأحياء و ستدب إليك الأمراض سريعا وبلا استئذان وتنبيه وأكثرها وأبلغها الكآبة والحالات النفسية وأذية الأقارب والأباعد .
أرثي لأولئك الذي يضيعون الأوقات الطويلة في القيل والقال أو اللعب المتنوع وخلافه طيلة يومهم وليلهم و الأيام تطوي بهم وليس لهم عمل غيره وقد تركوا من خلفهم زوجات و أولاداً و والدين وقرابة بحاجة إلى قربهم منهم ومؤانستهم وسلوتهم فوالله في هؤلاء الأجر الكبير والفائدة المرجوة والغنيمة الرابحة .
العمل من أنفس الأشياء وأعزها عند العقلاء فلا يتشاغل المرء عنه بغير مفيد لنفسه و من حوله ولاسيما إذا قام بفعل الخيرات الكثيرة بأنواعها واحتسابها عند الله الغني الكريم فإنها نعم ما ادخره لنفسه .
والله المستعان ...
هامش :
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا