جولة بين مقتنيات مركز المخطوطات والتراث (5)
بدأت بجمع كتالوجات وانتهت باقتناء أكثر من 250 نموذجاً لسيارة كلاسيكية
تراثنا – التحرير :
كان فريج (شاوي أظبية) ببيوته العتيقة المتلاصقة وأزقته الضيقة ، على موعد مع معاول الهدم والإزالة عام 1958م. جاء في أطار توجه طموح يقتضي تفريغ مدينة الكويت القديمة من سكانها، ونقلهم إلى الحداثة والتطور خارج السور في ضواحيها الرحبة ومناطقها الحديثة التخطيط .
د .الشيباني :
-
هواية جمع كتالوجات السيارات بدأت عندي في فريج “شاوي أظبية” وكان مصدرها متجر علي الكليب أول وكيل لسيارات جنرال موتورز في العشرينيات .
-
شغفت لفترة بحب الترحال بين البلاد ونمت لدي هواية علوم التراث والتاريخ وفنونه وجمع الوثائق وتراجع اهتمامي بجمع الكتالوجات .
-
بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي عدت مجدداً إلى هواية جمع كتالوجات السيارات والنماذج الكلاسيكية وبلغ عدد ما جمعته نحو 250 سيارة .
-
أوصي ابنائي والأخوة المحبين أن تقتصر هداياهم لي على كتب التاريخ والتراث أونماذج السيارات الكلاسيكية .. أما خلاف ذلك فلا !
في ركن صغير، محاط بعشرات النماذج من السيارات الكلاسيكية المرتبة على الأرفف بعناية، كان د . محمد بن إبراهيم الشيباني الذي(رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق) ، يروي بداية تولعه بهواية جمع السيارات التي أخذت حيزاً من بين اهتماماته التراثية المتعددة.
الهواية لم تأت من فرغ ، بل سبقها إرهاصات من بيئة اجتماعية ، كانت مدخلاً للحديث عن نشأته في حقبة الأربعينيات والخمسينات من القرن العشرين ،حيث نتعرف في لمحة سريعة عمن جاورهم في فريج (شاوي أظبية).
جيران زمان
فيقول،جاورنا العديد من الأسر الطيبة ،منهم أسرة المشاري والزمامي والفاضل والمقهوي والزاحم ، وملا محمود بياع الجراقي (الألعاب النارية) ،والعجيل (أم يوسف العجيل) وغيرهم ،واستمرت تلك الجيرة الطيبة ،حتى نزحت أسرتنا عام 1958 م إلى ضاحية كيفان.
كتالوجات السيارات
ويستطرد د .الشيباني متحدثاً عن تلك الحقبة الحافلة بالذكريات: كنت أهوي جمع كتالوجات السيارات الكلاسيكية التي أحصل عليها بالشراء من وكالات السيارات حينذاك،مثل وكالات فورد وشيفر وغيرها .
ويمضى إلى القول : في ذلك الوقت كنت أحصل عليها من متجر حفيز (متجر) تاجر القومسيون علي الكليب أول وكيل لسيارات جنرال موتورز في العشرينيات بالكويت،حيث يقع متجره عند أول مدخل الشارع الجديد ،ويتردد عليه الأهالي لشراء السيارات وعلى غيره أيضاً .
الترحال والسياحة
غير أنه أوضح بأن تلك الكتالوجات التي جمعها تعرضت للضياع أثناء فترة الأنتقال من المدينة إلى ضاحية كيفان ، حيث ضعف مع مرور الوقت الاهتمام بها ،وطفت على سطح ميوله هواية الترحال والسياحة بين البلاد .
عن تلك الفترة يفيد : كنت أجوب البلاد مع رفقة من الأصدقاء خلال فترة العطلة المدرسية الصيفية، كما برز لدي خلال الثمانينبات هاجس آخر ، وهو الاهتمام بكتب التراث وبحوث التاريخ وفنونه وعلوم المخطوطات والوثائق وكل ما يتعلق بها .
عودة لهواية الماضي
غير أن الحنين لهوايات الماضي لم تتلاشى تماماً من الوجدان رغم أنها خفت، بل أستعادت هواية جمع الكتالوجات القديمة موقعها من النفس مجدداً ،بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، وأستأنفها د. الشيباني حيث عمل على تجميع نماذج السيارات وصورها كلما أتيحت له الفرصة ، لتنضم إلى بقية الهوايات األأخرى ومنها رياضة ركوب الخيل !
وفي إشارة منه إلى الركن المخصص لها في مركز المخطوطات والتراث والوثائق الذي يترأسه ، يقول : تتوفر لدي نحو 250 نموذجاً لسيارة كلاسيكية قديمة ، بعضها مصنوع يدوياً ،وهو الأغلى ، والآخر آلي الصنع وهوالأقل سعراً.
أغتيال الرئيس كينيدي
ويأخذ الحديث منحى آخرعن قيمة السيارة الواحدة فى مجموعته فيقول : تترواح قيمة السيارة بين 10 دنانير إلى 70 دينار كويتياً (الدينار يعادل نحو 13 دولار أمريكي)حيث تحمل كل سيارة بطاقة تتضمن بيانات عنها، ومن بينها نموذج سيارة لينكولن للرئيس الأمريكي جون كينيدي الذي مات إغتيالاً عام 1963، مع بطاقة تشرح ملابسات اغتياله وظروفها .
مصادر عربية وغربية
وعن كيفية حصوله على النماذج أكد د .الشيباني أنه أقتنى بعضها عن طريق الأهداءات بين هواة جمع السيارات الكلاسيكية، فيما بعضها لآخر بواسطة الشراء ، وتعود مصادرها إلى بلدان عدة ، منها الكويت والإمارات والعراق والأردن وباكستان ودول أوربية مثل بلجيكة وإيطالية وبريطانية وغيرها .
هواة جمع الكلاسيك
وأفاد بأن ثمة هواة مهتمين في الكويت بجمع السيارات الكلاسيكية ونماذجها كذلك ، ومنهم الطريجي ، والباحث هاني العسعوسي وغيرهم ،ويتواصل الهواة فيما بينهم، ويتبادلون الإهداءات والمعلومات، كما توجد محلات تزاول بيعها، وتتواصل مع مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
إهداءات لمركز المخطوطات والتراث والوثائق
الهدية المفضلة
وفي سؤال ختامي عن نوعية الاهداءات المفضلة لديه، أكد د .الشيباني أنه حرص على إبلاغ الأصدقاء ومحبيه على أن تقتصر هداياهم له على كتب التاريخية أو التراث أو سيارات كلاسيكية ..ولا شيء آخر !
يتبع لاحقا ..