استقر في قصر الشيخ مبارك ووصف غرفه وموكبه
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * – رحالة كثيرون زاروا الكويت في الماضي ووصفوها وشيوخها ووجهاءها وأهلها وبيوتها ومعايش الناس آنذاك ، فمن هؤلاء من نشرت كتبه ومنهم مازالت حبيسة الخزائن العالمية ولم تنشر.
باركلي رونكياير الدانماركي أحد أولئك الذين مروا بالكويت ووصف كل شيء فيها خلال جلوسه في قصر الشيخ مبارك وفي ضيافته حتي إنه وصف غرفته في القصر ووصف موكب الشيخ حين ذهابه صباحاً إلى واحدة من البنايتين ، وهما في الواقع ما يسمى بكشكي مبارك الشمالي والغربي ، وما بقي منهما اليوم هو الكشك الشمالي الذي رمم حديثاً في وسط سوق المباركية التراثي .
-
” مركز المخطوطات والتراث “يوثق رحلة باركلي وما عاناه خطوة بخطوة حتي وصوله إلى الكويت .
-
الرحالة باركلي يكتب تقاريره عن ضيافة الشيخ مبارك له واصفاً موكبه الى كشكي مبارك الشمالي والغربي .
-
أجاد باركلي الدانماركي الانكليزية والالمانية وقام بالمهمة الملقاة على عاتقه بكتابة تقاريراستخباراتية عن الكويت.
وصل باركلي الكويت في آخر يناير 1912 م ، وكان أيام المعتمد البريطاني في الكويت شكسبير ، وباركلي هذا كان يجيد اللغتين الإنكليزية والألمانية والمهمة الملقاة على عاتقه كما هي الحال بالنسبة إلى غيره من الرحالة الجواسيس أن يكتشف الجزيرة بما فيها الكويت ويكتب تقريره عنها .
لقد نشرت في عام 2004 م بحثاَ عن رحلة باركلي هذه أسميته (الكويت كما رآها السياسي الدانماركي باركلي رونكياير عام 1912 م – من إصدار مركز المخطوطات والتراث والوثائق ) وهو جمع لما كتب حوله وأبرزت فيه بعضاً من المشاهدات التي رواها خطوة خطوة سهلت فيه على القاريء بأن عنونت للبحث بعناوين تشده إلى ما تحتها ، وأضفت إلى الكتاب الصورالقديمة التي صورها الكابتن شكسبير من عام 1900 م إلى عام 1912 م وما صوره القبطان آلن فليرز عام 1938 م.
أردت من مقالتي هذه بعد التقديم أن أعرض للقارئ وثيقة نادرة تنشر لأول مرة عن كيفية سفر باركلي إلى الرياض ومعاناته في ذلك ، وعن وسائل السفر القاسية آنذاك ، ومن دون أن أحذف من أسلوبها أو رسم حروفها وأبقيتها على ما هي عليه، وهذا نصها : ” هو أنه أنا موسيو باكليه رون كير قد تعهدة والتزمت لعبدالعزيز بن عثمان من أهل الزلفي يشيلني أنا ورجالي وجميع أموالي من الكويت إلى العقير من طريق بريده وعنزه والرياض والأحساء باجار عدد مايه ليره عثمانية وايضا عشرين ليره عثمانية انعام على عبدالعزيز المذكور البعارين وجميع ما يلزم من اشده وخروج وقرب وخيمه وارفاق الا الزهاب علي انا يا موسيه وقد سلمت بيد عبدالعزيز المؤمى اليه من الاجره في الكويت خمسه واربعين ليره الباقي خمسه وسبعين ليره اسلمها له انشاء الله تعالى في البحرين وان احتجت انا يا موسيو في الطريق لخمس ليره سلفه يسلمها لي وانا اسلمها له في البحرين مع باقي الاجره ومن بعد تسلومي له باقي الاجره المذكوره أخذ منه الورقه ممهوره لاجل البيان تحريره هذه الورقه نسختين كل منا بيده ورقه كيلا يخفي – حرر /23 صفر عام 1330 مطابق 13 فبروري عام 1912 ) .
و الله المستعان …
تبيان :
عبدالعزيز بن عثمان : صاحب قافلة تسير من الكويت إلى الرياض وغيرها والعكس، تخرج في الشهر مرة واحدة.
ليرة عثمانية : كانت العملة المستخدمة في سائر المنطقة الليرة العثمانية.
البعارين: الجمال.
مسيو باكليه رون كير: هو الرحالة الدنماركي.
خروج: حقيبة الصوف التي توضع على جانبي البعير ويوضع فيها الزاد.
وقرب :هي قربة (جربة) الماء.
ممهورة : مختومة.
والزهاب : طعام السفر.
*رئيس تحرير تراثنا ومركز المخطوطات والتراث والوثائق
*تابعنا هنا * اعداد مجلة تراثنا هنا * اصدارات مركز “المخطوطات هنا * جولة بين فهارس مكتبات المركز هنا * مقتنيات تحف معرض مركز المخطوطات هنا .