مجلة تجيب على تساؤل مواطن مصري عام 1914 م
طريقك من بورسعيد إلى الكويت قبل 100 عام !
تراثنا – كتب محمد الجبلاوي:
“إذا أردت السفر من بورسعيد إلى الكويت .. ففي بواخر أي شركة أسافر ؟ وما هي المدن والبلدان التي أمر عليها في سفري”؟
والجواب : يمكن السفر ببواخر مختلفة أفضلها بواخر شركة «همبرج أميركان» وهي تمر على عدن ممباي فكوراشي فالمحمرة فالبحرين فالكويت فالبصرة.. !!
-
الطريق من بورسعيد إلى الكويت بحراً في حقبة مبارك الصباح يمر عبر موانيء كراتشي ،ثم المحمرة ، فموانيء البحرين ،ثم البصرة ،ومنها إلى الكويت .
-
تغزّل الشعراء في جمال وطبيعة البصرة وأهلها وعلمائها ودور العلم والأدب ..لقد سكتت مدن الجمال وأيام السحر وخيال التاريخ .
مشقة الطريق للكويت
ورد هذا السؤال من مواطن مصري إلى إحدى المجلات آنذاك ، أراد السفر إلى الكويت والله أعلم ما هي الأغراض آنذاك أي عام 1914م/1331هـ التي جعلت من هذا العربي يريد السفر إلى تلك البلدة النائية التي لا عمل فيها إلا الشاق وهو السفر إلى موانئ الهند وأفريقية والموانئ الأخرى مثل عدن وبوشهر والبحرين وعمان وغيرها.
وعمل أهل الكويت وحرفتهم بعد السفر الطويل بالسفن الكبيرة الغوص على اللؤلؤ مدة أشهر من موسمه أو العمل في البناء والزراعة أو جلب المواد الأخرى من الصحراء كالألبان بمشتقاتها والماشية بأنواعها .
طالع : الرحلة إلى البصرة والكويت في الثلاثينيات من القرن العشرين .
موانيء في الطريق للكويت
ولنتأمل كيف يتم الوصول إلى الكويت والدول التي يمر بها المسافر العابر عليها مثل ميناء عدن وهو من الموانئ المشهورة آنذاك ، كان البحارة الكويتيون يتوجهون منه إلى الموانئ الأفريقية ، مثل مقديشو وكيسميايو ولامو وممباسا ونهرالروفيجي وغيرها ،ثم السفر منه إلى الهند، فدول أخرى مثل كوراش (كراتشكي) ، ثم النزول إلى ميناء المحمرة المشهور، وموانئ البحرين ، وهو ميناء مشهور آنذاك، بل البحرين عموما ، وكانت مشهورة بكل شيء ، العلم والثقافة والمدارس العربية والأجنبية الكثيرة والتجارة، ثم البصرة المدينة ، التي كان يتغزل بها الشعراء والأدباء من جمالها وجمال طبيعتها ، وأهلها وعلمائها والمدارس التي كانت فيها ،ودور العلم والأدب ، بل الجامعات العلمية ، التي يتوافد إليها الطلاب من كل حدب وصوب ، أين أنت أيتها البصرة الجريحة اليوم ، من تلك المزايا والمناقب الحلوة ؟ أيام السحر والخيال والشوق والهيام والمحبين !
لقد سكتت كما سكتت مدن مثلك جميلة وذات سحر وخيال وتاريخ .. هكذا بربي المدن والبشر لا يبقى شيءٌ على حاله !
عموما سأل ذلك السائل سؤاله في عام 1914 م ، أي قبل وفاة الشيخ مبارك الصباح بسنة واحدة ، و تسلم بعده ابنه جابر ثم سالم .
السموحة من القارئ انجراري في مقالتي في وصف المدن والأشخاص والحرف والأعمال لمجرد سؤال وقعت عليه أثناء بحثي .