أعلام من الكويت
تراثنا – التحرير :
اشتهر الشيخ عبدالله السالم الصباح ، يرحمه الله (1895 – 1965م) ، بلقب أبو الدستور وواضع أسس ودعائم الديمقراطية البرلمانية وباني النهضة الحديثة في الكويت .
وغطت تلك الصفة التي أصبحت علما عليه عند ذكره ، على الوجه الأخر له ، وهي الشخصية الأدبية المثقفة ، المحبة لمجالس العلم والأدب والتاريخ ومعرفته بالأنساب وغيره .
للتوسع في هذا الجانب ، سلطت مجلة تراثنا في عددها التسعين * على هذا الوجه المجهول أو المنسي ، حيث نوه رئيس التحرير د . محمد بن إبراهيم الشيباني في انتقاءه لما ورد في مجلة (الكويت) للعلامة عبدالعزيز الرشيد (ت 1357 هجري – 1938م) ،قائلا : هذه المجلة كنز من كنور العلم والمعرفة والادب والتاريخ ، لا يمل الباحث من البحث فيها وإيجاد مطلوبه، من ضمن موضوعاتها ذكر الشيخ عبدالله السالم الصباح حاكم الكويت الحادي عشر وذكر علمه وفصاحته واهتمامه بالعربية والشعر والأدب ومطالعاته السياسية وبحثه عن المعوزين والبؤساء وكرمه الحاتمي لهم .. وغير ذلك من السيرة الطيبة والصيت الجميل ،وقد أسميت الموضوع : (الأمير الأديب عبدالله السالم رحمه الله) ،والله المستعان .
الشاب المهذب والعلم المفرد
وتحت العنوان السابق ، ينقل قول العلامة الرشيد في ثناءه على الشيخ عبدالله السالم ، ومنها قوله : ..ذلك الشاب المهذب والعلم المفرد الذي جمع من غرر الصفحات ما رفعه في أعين أهل الفضل ممن أتيح له محادثته ومجالسته ،تواضع في عزة وأمانة في صدق وحلم في موضعه واستعداد فطري يغبطه عليه كل حر غيور .
مشارك في العلوم والآداب
وعن مجالسته للآخرين يقول : يشاك العالم في علمه والأديب في أدبه والتاجر في تجارته والسياسي في سياسته ،وقد يفيد كلا بما كان يجهله في فنه ، حسن المحادثة لطيف المفاكهة ، إذا قال فعل وإذا واعد انجز ،وإذا اعطى لم يمن ، معتدل في آرائه ، ناضج في أفكاره ، يرضي جلساءه في اختلافهم بإقباله ، فيحادثهم باسم الثغر ، ضاحك السن طلق المحيا .
إدارة الحركة العلمية والأدبية
وفي هذا السياق يقول الرشيد عنه : ويعد سموه من أكبر العاملين في إدارة الحركة العلمية والأدبية في الكويت بما كان يسديه إليها من أنواع التشجيعات .
النحوي المطالع للكتب ونبوغه
قرا على الأستاذ الجليل الفاضي الشيخ يوسف بن عيسى القناعي ، فنال منه نصيباً وافراً وشغف بمطالعة الكتب فديمها وحديثها على اختلافها ، فاستخرج منها الدرر الوضاءة التي تزيد العظيم أبهة والجميل حسنا ، وتغني العاطل عن الحلي والحلل ، وله تحقيقات في كثير من المسائل العلمية والتاريخية تدع العاقل يقف معجبا بعبقريته ، وله من سرعة خاطرة ما يحل به الأحاجي والألغاز ، ولا يمل جليسه حديثه الذي كان يمزجه من آن لأخر بنكته الطريفة ونوادره البديعة ، يمثل بفطنته الوقادة ذلك الذكاء العربي الخاص .
والمزيد
ويتوسع المقال ليتناول مزايا أخرى تمتع بها الشيخ الراحل عبدالله السالم الصباح – يرحمه الله – مثل الكرم الحاتمي وثناء الشيخ صقر بن سالم عليه بأبياته الشعرية ، ومواساته أقرباءه له ومواساته لهم ، وثناء الأديب الشاعر عبدالله بن الإبراهيم آل نصف عليه بأبيات شعرية ، وهو مما يمكن للقارئ والباحث الاطلاع عليه بالتفصيل في العدد المنوه عنه .
نقلا عن تراثنا – العدد 90
تواصل مع تراثنا