• Post published:06/06/2024

 

الحلقة (31)

 

الوشاية والسعي بالنميمة بين الحكام والشعوب
الوشاية والسعي بالنميمة بين الحكام والشعوب

 

تراثنا – التحرير :

 

في الحلقة (31)، تواصل تراثنا نشر متفرقات منتقاة من كتاب (الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية) لمؤلفه : محمد بن علي ابن طباطبا (1260 – 1309 هجرية).

 

يستكمل ابن طباطبا تقديم إرشاداته ومشورته لمن وُكل إليهم أمر سياسة العباد، ويحكي بعض الحكم والأمثلة من الاقوال والروايات التاريخية التي تعضد كلامه، ويحذر في هذه الحلقة الملوك والأمراء من الاستماع إلى من يسعون اليهم بالنميمة في الناس دون التثبت والتأكد من صحة مزاعمهم ، ص ( 63 – 64)، إذ يقول : 

 

السعايات والنمائم 

 

ومن الأمور التي يجب تدقيق الفكر فيها ، والتثبت التام والتأني في تأملها ، حديث السعايات والنمائم ، فكم من نمّام او ساع قد شفى غيظه بإيقاع مسكين بين يدي ملك قاهر في تهمة هو برئ منها ، ثم اشتبه على الحاكم ، فاهلك الرجل البريء بغير ذنب ، ثم لما علم بصورة الحال ندم حين لا ينفع الندم ، فعم بذلك الضرر بذلك الثلاثة: الساعي والمسعي إليه لأنهما أهلكا دينهما بما فعلاه ، والمسعي به لتعجله العقوبة ،

 

فعم الضرر الثلاثة ، ومما جاء في ذلك في التنزيل :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) ، ومما جاء في الحدث : : من كان يومن بالله واليوم الأخر فلا يرفعن إلينا عورة أخيه المسلم ” .

 

لعن الله الساعي 

 

التاريخ و المعارك

 

رفع إنسان إلى يحيى بن خالد بن برمك قصة يقول فيها : إنه قد مات رجل تاجر غريب ، وقد خلَف جارية حسناء وولداً رضيعاً ومالاً كثيراً ، والوزير أحق بهذا !

 

 

فكتب يحيى بن خالد على رأس القصة ، : أما الرجل فرحمه الله ، وأما الجارية فصانها الله ، وأما الطفل فرعاه الله ، وأما المال فثمره الله ، وأما الساعي إلينا بذلك فلعنه الله .

 

هو شر رجل 

قيل ، لما تولى عبدالعزيز بن مروان دمشق ، ولم يكن في بني أمية ألب منه ، وكان حديث السن ، طمع فيه أهل دمشق ، وقالوا : صبي لا علم له بالأمور وسيسمع كل ما نقول له ، فقام إليه رجل ، وقال : أصلح الله الأمير نصيحة ، فقال : ليت شعري ما هذه النصيحة التي قد أبتدأتني بها من غير يد سبقت مني إليك ؟ هات نصيحتك ، قال : لي جار وهو عاص خالع للطاعة ، وذكر له عيوباً ، فقال له عبدالعزيز : إنك إيها الرجل ما اتقيت الله تعالى ولا أكرمت أميرك و لا حفظت جوارك ، إن شئت نظرنا فيما تقول ، فإن كنت صادقاً لم ينفعك ذلك عندنا ، وأن كنت كاذباً عاقبناك ،وإن استقلتنا أقلناك ، فقال : بل أقلني إيها الأمير ، قال : اذهب حيث شئت لا صحبك الله ، إني أراك شر رجل .

 

 

طالع الحلقة  30

صيانة البلاد بحفظ وصيانة الأسرار 

 

 

 

كاتب وكتاب

 

 

 

 

* كتاب (الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية)، للمؤلف محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية) ، يقع في 360 صفحة ،  نشر  دار صادر – بيروت ،مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق .

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

, , , , , , , 

اترك تعليقاً