قصور الضيافة في الكويت – الحلقة 2

قراءة من من كتاب 

 

 

تراثنا – التحرير :

 

حرص د . محمد بن إبراهيم الشيباني على تسليط الضوء في كتابه (قصور الضيافة الرسمية والخاصة وأسماؤها ودورها في تاريخ الكويت ) على التعريف بأصحاب تلك القصور من الأمراء والشيوخ والوجهاء ومن سكنها خلال الفترة من (1896-1964م) .

 

 

في السطور التالية ، يسلط المؤلف الضوء على قصور الضيافة الخاصة بأمير الكويت الأسبق الشيخ جابر المبارك الصباح – يرحمه الله –  تقتبس تراثنا جانباً مما جاء فيها :

 

قصر رأس عجوزة 

 

رأس عجوزة : رأس داخل البحر ، وعنده ينتهي جون الكويت ، ومحله الآن تقوم عليه الأبراج الثلاثة ، وأول من بني قصراً في منطقة رأس عجوزة هو الشيخ جابر المبارك الصباح .

 

 

بني القصر في زمن والده سنة (1322 هجرية – 1904 م) ، وقصره هذا هو أساس قصر دسمان ،وكان يسمي قصر جابر ، وفي القرب من رأس عجوزة ينتهى سور مدينة الكويت القديم ، الذي بناه الكويتيون سنة (1339 هجرية – 1930م ) .

 

قصر دسمان 

 

 

في الطرف الشرقي في كويت الماضي ، بناه الشيخ جابر المبارك عام (1335 هجرية – 1916م) ،وأكمله نجله وجعله مقره الرسمي الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت (21 -1950م ) .

 

ثم تبعه في السكنى أبه الشيخ جابر الأحمد الصباح حاكم الكويت (1928 – 2006م) ، ويتألف من أربعة طوابق، ويشبه كثيراً الفلل في مصر ، والقصر مازال موجوداً ، فيه بعض القطع الأثرية التاريخية القديمة من هدايا ملوك وشيوخ وأمراء وأعيان ، وكان فيه جزء لضيافة الزائرين بطبقاتهم كافة .

 

 

ماذا قال زوار قصر دسمان ؟

 

استضاف قصر دسمان شخصيات عدة ، وهذه بعض النقولات عن بعض زواره نقتطف منها الاتي  :

 

المؤرخ والكاتب أمين الريحاني :

 

 دخلت القصر في الكويت وكأني بدوي لم ير في حياته قصراً جميلاً تزينه الأعمدة والقناطر ،ولم يجلس مرة في قاعة مفروشة بالفاخر من الرياش ،وعندما جاء الخدم الواحد بعد الأخر يحملون الأطباق ،فوضعوها على السجاد ،وجلست أنا ورفيقي إليها ، فُتنت بما أحاط صحفة الأرز من الألوان المطبوخة وبالبقولات ..

 

بعد أن ودعني في تلك الليلة خرجت من الإيوان ذي العمد ، المشرف على الخليج ، بمشهد البحر والسفن المسربلة بضوء القمر وظللت حتى منتصف الليل جالساً في كرسي هندي وأنا في ثوب النوم ..

 

عبدالرزاق الحسني ، يوم الخميس 30 آب 1962:

 

 في رسالة له موجهة إلى حسين خلف.. قال : ومازالت أتذكر أنني زرت الكويت في أول مرة مطلع عام (1344 هجري – 1925م) ،ونزلت في قصر (السيف) ، ضيفاً كريماً على المغفور له (بإذن الله) الشيخ أحمد الجابر الصباح ، وتعرفت على نخبة ممتازة من علمائها وأدباءها الافاضل وفضلائها ..

 

ثم زرتها للمرة الثانية في خريف عام (1358 هجري – 1939م) ،و نزلت في قصر دسمان ضيفاً عزيزاً على المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح نفسه .

 

وكانت زيارتي في المرة الثالثة في اخر سنة 1955م ، حيث أُنزلت في قصر الضيافة (قصر دسمان) على حساب دائرة المعارف ،وكان الفرق كبيراً بين زيارة وأخرى ، فقد تهدم السور الضخم الذي كان يحميها من عادية الأعداء إلا باباً منه ، وتحولت مراسي السفن الشراعية في القرية إلى مرفأ عصري عظيم ، وساحة الصفاة إلى عمارات شامخة ، والسوق المظلمة إلى جادات واسعة ، والقفار إلى مدارس ومساجد ومنتديات ، أما مشروع تحويل ماء البحر المالح (الكوندنسور) إلى مشروع ماء عذب زلال ، فمن أدهش المشروعات التي رأيتها في الشرق الأوسط ..

 

وآخرون

 

كما تطرق المؤلف إلى زوار آخرون سجلوا إفادتهم عن زيارتهم لقصر دسمان في مكاتبات أو رسائل او مذكراتهم، مثل الجندي البريطاني فوجن ، والصحافي العراقي إسكندر معروف ،و البريطانية فيوليت (أم سعود) وغيرهم ، مما تم بسط الحديث عنهم بتوسع في صفحات الكتاب التي تعد  مادتها مرجعية موثقة وهامة للباحثين .

يتبع لاحقا ..

 

طالع الحلقة الأولى :

 

قصر بهبهاني معلم عمراني مميز ولافت في تاريخ الكويت

 

 

كاتب وكتاب 

 

 

 كتاب (قصور الضيافة الرسمية والخاصة وأسماؤها ودورها في تاريخ الكويت) للفترة من (1896 – 1964م) ،جمعها وعني بها د . محمد بن إبراهيم الشيباني رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا ، يقع الكتاب في 182 صفحة (وسط) ، الطبعة الأولى :(1445 – 2024م) ، منشورات قسم وثائق الخليج والجزيرة العربية بالمركز .

 

 

 

 

 

تواصل مع تراثنا