• Post published:24/08/2024

 

الحلقة الثالثة

علامة الجزيرة حمد الجاسر في سطور 

 

أحد ميادين قرية الرياض قديما
أحد ميادين قرية الرياض قديما

 

تراثنا – التحرير :

 

يُعد علامة الجزيرة الأديب السعودي الشيخ حمد الجاسر(1910- 2000م) من كبار الأدباء في المنطقة ، وله مساهمات كبيرة في إحياء تراث الجزيرة العربية وله معجم عن جغرافية السعودية ومؤلفات عدة في التاريخ  والسير والمخطوطات وكتب في النسابة ومشاركات في مؤتمرات محلية وخارجية وغيرها..

 

 

العلامة الباحث حمد الجاسر
العلامة الباحث حمد الجاسر

يعد أن تناول الجاسر في سابق الحلقات نشأته في قرية يزاول أغلب أهلها مهنة الفلاحة ، وعيشته في كنف والدين فلاحين يعانون شظف الحياة ،فاعتراه المرض والضعف في صغره، وانفصال والدته عن والده وزواجه من أخرى.

 

يستعرض في هذه الحلقة مغادرته القرية والذهاب إلى الرياض ، فيقول :

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت

                           ويبتلى الله بعض القوم بالنعم

 

القلاع والبيوت في قرية الرياض قديما
القلاع والبيوت في قرية الرياض قديما

ويقول : ما كنت ذا اختيار في مغادرة القرية ، وما كنت بحالة من حضور الذهن ، وعمق الإدراك لأتصور حالتي ، أو أدرك ما يحيط بي ، فالناس هم الناس في القرية والمدينة .

 

وإن أدركت فرقاً في الحياة هنا ، إلا أنني لم أجد ما يعوضني بما أجده في القرية من ذكريات الصبا ، والاختلاط من الشباب الذين ألفتهم ،ومضت شطر شبابي بينهم .

 

ويمضي قائلاً : وصلت إلى الرياض عام 1922م ، ولعل ما أصابني من مرض في صغري ، كان ذا أثر في ضعف تمييزي بين الأشياء ، أو هكذا أتصور .

 

 

عرضة الخيل بالسعودية
عرضة الخيل بالسعودية

 

وما كانت مدينة الرياض حين شاهدتها للمرة الأولى في نظري سوى قرية كبيرة ، تمتاز بكثرة النخيل المحيط بها ، وببعض مظاهر الحياة التي شاهدتها فيها ، كعرضة الخيل ، احتفاء بعودة الأمير فيصل بن عبدالعزيز من بلاد عسير خارج سور البلدة في ما يبنه وبين وادي البطحاء المعروف ، وكسماع صفارة يجرها حصانان تسمى “القاري” معدة لركوب الإمام عبدالرحمن .

 

مدينة البطحاء في الرياض منذ 50 عاما تقريبا
مدينة البطحاء في الرياض منذ 50 عاما تقريبا

واستطرد الجاسر  : لم تكن المدينة إذ ذاك كبيرة ، فكان أغلب البيوت لا مراحيض فيها ، فيذهب أهلها خارج السور لقضاء حوائجهم ، يضاف إلى هذا ، أنني وصبي يماثلني في العمر نعيش في كنف رجل كفيف البصر ، تربطنا به صلة القرابة ، لا يسمح لنا بالخروج من البيت إلا للصلاة في مسجد مجاور .

 

وكنا نمضي الوقت في دراسة ما وُجهنا لدراسته من ثلاثة الأصول ، وما يتعلق بالصلاة وأركان وواجبات وغيرها من مبادئ الأمور الدينية ، مع حفظ القرآن الكريم .

 

وكنت وزميلي نجد شيئاً من الضيق الذي ألفناه اضطراراً لا اختياراً ،ولعل ذلك كان خيراً لنا ، ومكثنا على تلك الحال ، وقد مرض الرجل الذي نعيش في كنفه ، ويدعى عبدالعزيز الفايز حتى فارق الحي – يرحمه الله – فأتى إلينا أبو زميلي وحملنا من الرياض إلى بلدة الفرعة ، حيث كان أبي مريضاً عند ابنته التي كانت في عصمة أحد أهل تلك البلدة ، ويدعى محمد بن إبراهيم بن فايز ، ولكنني اضطررت للذهاب إلى بلدة البرود ، وكان جدي لأمي إمامها ، فعشت في كنفه فترة من الزمن .

 

 

يتبع لاحقا ..

 

طالع الحلقة الثانية

 

المؤرخ حمد الجاسر رغم ضعفه ومرضه تفوق على أخوته الأصحاء 

 

 

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 19

أنقر للتفاصيل 

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 19- الصادر في سبتمبر/أكتوبر 2000 م

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

اترك تعليقاً