الحلقة السادسة
وثائق منتقاة من الصحف العربية والعالمية القديمة
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
تناولت مجلة (المنار) المصرية ، التي يرأسها العلامة محمد رشيد رضا – يرحمه الله – (1282-1354هـ / 1865-1935م) وغيرها ، جوانب مهمة فيما يتعلق بمجريات الأحداث فيما يتعلق بالكويت ومنطقة الخليج في تقاسم المصالح بين بريطانية ودولة الخلافة العثمانية في مطلع القرن العشرين .
في الحلقة السادسة ، تستكمل تراثنا ما نقلته صحيفة المنار عما نشرته “الاهرام” المصرية موضحة حجم المكاسب الكبيرة التي حققتها ألمانية بشأن حصتها في سكة حديد بغداد ، من “الاتفاق الإنكليزي التركي على الخليج العربي وشط العرب” في مطلع القرن العشرين ، وجاء فيه :
فمساحة سكة بغداد الألمانية تقارب ثلاثة آلاف كيلاً (كم)، تبدأ من حيدر باشا على البوسفور وتنتهي عند البصرة على شط العرب ،ومن مراجعة عقد الامتياز الذي نالته الشركة الألمانية والاتفاقين عقد أحدهما سنة 1908م ، والثاني سنة 1911م ،يتبين أن الشركة حصلت على الحق في مد الفروع الكثيرة أو الخطوط المتفرعة من تلك السكة .
ومن ذلك فرع بين حلب وأورفة ،وفرع بين بغداد وخانكين الواقعة على حدود إيران ، وفرغ يمتد إلى مرعش ،وفرع إلى عينتاب ،وفرع إلى ماردين ، وفرع إلى أربيل ،وفروع أخرى تتكون منها الصلة بين السكة الأصلية والبحر المتوسط ، وتنتهي عند نقطة واقعة بين مرسين وطرابلس الشام .
وتلك الفروع هي التي تزيد مساحة السكة الأصلية إلى ثلاثة آلاف كيلاًً ، وتلك السكة وفروعها تخلل آسية الصغرى وأعالي سورية وما بين النهرين والعراق العربي ، وتجتاز من البلاد العثمانية الجهات والاقاليم التي فيها مصادر الحياة والثروة والخير .
وليس في ذلك ما نالته شركة سكة حديد بغداد الألمانية ، فإنها فوق ذلك حصلت على حق إنشاء بعض الموانئ والمرافئ والأرصفة اللازمة لرسو السفن والمخازن اللازمة لتخزين البضائع على تلك الأرصفة وفي بنود الاتفاق بينها وبين الباب العالي ، أن الحكومة العثمانية تأذن لها بتسيير السفن في دجلة بحجة نقل عمالها والقصد الظاهر من ذكر هذه الحجة أن لا تقلق إنكلترة على مصالحها في دجلة والفرات ،ولكن وراء هذه الحجة مقاصد كبيرة تضمرها ألمانية .
وفوق ذلك كله يحق للشركة أن تستخرج المعادن على مدى عشرين كيلاً /عن جانبي السكة ، وهي بذلك تحصل على كنوز لا يمكن تقدير قيمتها ، ثم أنها يحق لها أن تقطع الغابات المجاورة للخط كل ما تحتاج إليه من الأخشاب .
ويحق لها أن تنشئ المخازن والفنادق ومعامل الكهرباء وغيرها على جانبي الخط ،ويحتمل كثير أن تنشي المستعمرات الألمانية في كل جهة طيبة الهواء والماء خصبة الأرض ، من الجهات التي تجتازها تلك الخطوط .
ولقد كان مديرو الشركة كتبوا إلى ناظر النافعة العثمانية كتاباً في سنة 1903م ، وعدوا فيه بأنهم لا يجلبوا النزلاء الأجانب أو لا ينشئوا المستعمرات الألمانية في الجهات المجاورة للسكة .
لكن المارشال فون درغولتز باشا صرح منذ عامين بإن السلطان السابق عبدالحميد كان حتى آخر حكمه يود أن يرى النزلاء الألمان يزدادون ويكثرون في آسية الصغرى ورجال الحكومة العثمانية الأن يقاومون المانية من هذه الوجهة .
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
طالع الحلقة الخامسة :
الدولة العثمانية تتخلى عن الكويت وقطر والبحرين وعُمان لبريطانية
يتبع لاحقا ..
نقلا عن تراثنا – العدد 89
أنقر للتفاصيل
احصل على النص كاملاً
تواصل مع تراثنا