الحلقة الرابعة
علامة الجزيرة حمد الجاسر في سطور
تراثنا – التحرير :
يُعد علامة الجزيرة الأديب السعودي الشيخ حمد الجاسر(1910- 2000م) من كبار الأدباء في المنطقة ، وله مساهمات كبيرة في إحياء تراث الجزيرة العربية وله معجم عن جغرافية السعودية ومؤلفات عدة في التاريخ والسير والمخطوطات وكتب في النسابة ومشاركات في مؤتمرات محلية وخارجية وغيرها..
ترافق تراثنا العلامة الجاسر في رحلته ، منذ نشأته في قرية بسيطة تهتم بالفلاحة ، ونتوقف معه في السطور التالية مع ما دونه بنفسه عن رحلته في طلب العلم .
الرحلة لطلب العلم
وعن المشوار الدراسي في الرياض ثم مكة والمشاهدة الأولى للمسجد الحرام والكعبة المشرفة ، يقول : في الرحلة الثانية عام 1927م ، مع أخي ، وكان قد عرف أثناء أقامته في الجندية بمكة المكرمة ، أحد طلبة العلم المنتسبين إلى اليمن ، الذين يقيمون في الرياض لطلب العلم ممن هيأت لهم الحكومة ما يحتاجون إليه من سكن ونفقة .
فطلب منه المساعدة بإلحاقي بطلبة العلم الذين يدرسون على الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف – يرحمه الله – فكان أن سكنت مع أولئك في بيت مخصص لهم يدعى “بيت الاخوان” ، وقرُر لي كما قُرر لأمثالي من التمر والأرز شهرياً ، وهي ما يكفي نفقة.
اساتذته ومشايخه
واظبت على الدراسة على الشيخ محمد ،والشيخ صالح بن عبدالعزيز، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق ، والشيخ محمد بن عياف – يرحمهم الله – في الكتب المقررة للطلاب نحو عامين ، وكانت الدراسة في مكة إذاك قد اجتذبت عدداً ممن كان يتلقى العلم على المشايخ .
فكان أن حججت عام 1929م على الراحلة ، برفقة خمسة من أهل قريتي ، وبعد أداء الحج بقيت في مكة ، والتحقت بالمعهد العلمي السعودي ، متخصصاً في القضاء الشرعي ، وكان من بين أساتذة المعهد أستاذ جليل هو الشيخ محمد بن عبدالرزاق حمزة ، ممن درس في دار الدعوة والإرشاد التي أنشأها الشيخ محمد رشيد في مصر ، وكان تخصصه في علم الحديث متنوع الثقافة ، رحب الفكر ، واسع الاطلاع ، فكان يحث الطلاب على التزود من مختلف العلوم وعدم الاقتصار على كتب مخصصة .
تواضع وانفتاح
وكان –الشيخ محمد حمزة – يرحمه الله -على درجة عظيمة من التواضع ، ويقوم بتدريس التفسير والحديث، ويحث الطلاب على مطالعة كل ما يقع تحت أيديهم من صحف وكتب وغيرها ، فأصبح محبباً إلى الطلاب ، وكان ذا أثر قوي في اتجاه كثير منهم لدراسة بعض العلوم العصرية التي كان يُنظر إليها من بعض العلماء نظرة ارتياب ، مثل الجغرافية والفلك وغيرهما .
وكان ممن قويت صلتي به فلا اكتفي بالتقائي به اثناء الدراسة ، بل احضر دروسه واجتمع به بعد العصر في حجرة ملحقة بالحرم ، وقد استعير منه بعض الكتب أو الصحف ، وقد استشيره في بعض شؤوني الخاصة .
يتبع لاحقا ..
طالع الحلقة الثالثة :
المؤرخ حمد الجاسر في رعاية كفيف منعه من الخروج إلا للصلاة
نقلا عن تراثنا – العدد 19
تواصل مع تراثنا