الحلقة السابعة
علامة الجزيرة المؤرخ حمد الجاسر في سطور
تراثنا – التحرير :
يُعد علامة الجزيرة الأديب السعودي الشيخ حمد الجاسر(1910- 2000م) من كبار الأدباء في المنطقة ، وله مساهمات كبيرة في إحياء تراث الجزيرة العربية وله معجم عن جغرافية السعودية ومؤلفات عدة في التاريخ والسير والمخطوطات وكتب في النسابة ومشاركات في مؤتمرات محلية وخارجية وغيرها..
المؤرخ الجاسر
-
كنت متطلعاً إلى البروز ورؤية أسمي على صفحات الجرائد كأصحابي وأحسست بالغيره منهم .
-
نشرت لي الصحف اشعار نظمته وظننته شعراً .. عند العودة إليها الأن يعتريني الخجل منها !
-
كان مشايخنا يوجهوننا إلى قراءة التاريخ من أمهات الكتب ولم يدرسوه مستقلاً عن السيرة النبوي .
ترافق تراثنا العلامة الجاسر في رحلته ، منذ نشأته في قرية بسيطة تهتم بالفلاحة، ونتوقف معه في السطور التالية مع ما دوًَنه بنفسه عن شغفه بالعلم ، منتقاة من أرشيفها الصحفي في مركز المخطوطات والتراث والوثائق وفي السطور التالية يوضح الجاسر كيف دخل إلى عالم الكتابة في الصحف واهتماماته التاريخية والجغرافية والأدبية ، فيقول :
قصتي مع الكتابة
أما كيف بدأ المؤرخ الجاسر قصته مع الكتابة ، فيوضح قائلاً :
كان اساتذتي في المعهد ، وخاصة الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة ، والسيد محمد حسن كتبي – يرحمهما الله – يحثونني على مطالعة الكتب الحديثة والصحف ، ومحاولة الكتابة ، وكان زملائي في المعهد ممن تنشر لهم بعض الجرائد شعراً ومقالات ، ومن طبيعة الشاب مثلي أن يكون متطلعاً إلى البروز ،وحين أرى أسماء زملائي على صفحات الجرائد أحس بغيرة ، بل بغبطة ورغبة شديدة لكي أكون مثلهم .
أخجل من كتاباتي !
فبدأت بنظم كلام ظننته شعراً، فنُشر لي شيء منه مما يعتريني الخجل عند الاطلاع عليه الأن ، وهكذا بقيت الرغبة تقوى في نفسي ، ومحاولاتي للبروز تدفعني إلى أن أقدم للصحف ما كان أولى بأن يوأد ، ومع ذلك كنت ألح على نشره .
ولا أذكر أن أحداً حاول تسديد سيري ، وكبح جماح تلك الرغبة التي تعتري الشباب أمثالي ، وهي بعد في درجة من الضعف .
الجانب التاريخي
واما عن أوائل أبحاثه الجغرافية والتاريخية والأدبية ، فقال : كانت دراستي الأولى للعلوم الشرعية ذات صلة بالتاريخ ، إذ من تلك العلوم معرفة سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وما يتصل بها من تاريخ الإسلام ، وكان مشايخنا في الرياض يعنون بكتب التاريخ ، وإن لم يقوموا بتدريسه كعلم مستقل ، بل كانوا يوجهون بعض كبار طلابهم للقراءة في أمهات كتبه ، ويخصصون لذلك أوقاتاً طويلة .
الجانب الجغرافي
أما الجانب الجغرافي ،فقد أحسست صلته القوية بالعلوم الشرعية وبالتاريخ الإسلامي ، فكان ان اتجهت إليه متأثراً بما كنت أقرأه في المجلات المصرية من كتابات لمشاهير الكتّاب كشيخ العروبة أحمد زكي باشا ، ومحمد مسعود وغيرهما .
ولا أذكر أول الأبحاث التي نشرتها ، غير أنني قرأت في أحد الصحف تعليقاً لعالم فلسطيني عن مجتمع أودية المدينة ، وكنت طالعت ذلك في مجلة أعارنيها الأستاذ عبدالله ابن سليمان المزروع ، الذي كان له فضل كبير علي في اطلاعي على كثير من الصحف والمؤلفات التي قل إن تصل إلي إيدي القراء في مكة .
فأوضحت له أن في مقال التميمي أخطاء مع أنه كان مشهوراً في الأبحاث الجغرافية ، متقدماً على محمد أمين التميمي الذي عرفناه أخيراً ، فما كان من الأستاذ عبدالله – وكثيراً ما يتسرع – إلا أن استملى ملاحظاتي وكتبها ، وبعث بها إلى مجلة ” المقتطف” ولعلي إذ ذاك كنت مديراً لمدرسة “ينبع” فكتب التوقيع بعد اسمي ” قاضي ينبع ” ونُشرت في مجلة ” المقتطف” ..
يتبع لاحقا ..
طالع الحلقة السادسة :
طه حسين يتدخل لإلحاق المؤرخ حمد الجاسر في كلية الآداب
نقلا عن تراثنا – العدد 19
احصل على النص كاملاَ
تواصل مع تراثنا