• Post published:13/11/2024

 

 

الحلقة الثالثة والأخيرة

شخصيات إسلامية 

 

مراكب المسلمين تركب البحر وتخوض حروب الفتوحات
الأساطيل الإسلامية تركب البحر وتخوض حروب الفتوحات

 

تراثنا – د. محمد التونجي :

 

هو العلاء بن عبدالله بن عباد بن أكبر الحضرمي ، واشتهر اسمه في كتب التاريخ بالعلاء الحضرمي ، أصله من حضرموت ، لكن أباه قدم إلى مكة وسكنها ، وحالف حرب أبن امية والد أبي سفيان ، فولد العلاء فيها ونشأ.

 

 

د . محمد التونجي
د . محمد التونجي

 

في الحلقة الثالثة والأخيرة ، تواصل تراثنا نشر فتوحات القائد العلاء الحضرمي بعد أسلم وحسن إسلامه ، حيث جئنا على ذكر فتوحات وحروبه في البر، ونستكملها في هذه الحلقة بحراً : 

 

الحرب بحراً

 

حين استأذن معاوية عمر بن الخطاب في ركوب  البحر ، كتب إليه يمنعه ، وختم قوله : (..وقد علمت ما لقي العلاء مني ، ولم أتقدم إليه في ذلك).

 

جيوش إسلامية
جيوش إسلامية

وهذا دليل على أن العلاء سبق معاوية في ركوب الجهاد ، إلا أن معاوية استجاب لأمر عمر فامتنع ، على حين أن العلاء لم يستجب فركبه ، فكان جزاؤه أن عزله عمر ، إلا أن عمر قدّر في العلاء إخلاصه، وجهاده ، واضطراره لركوب البحر ، فأعاده ثانية إلى إمارة البحرين .

 

فلقد قصد المرتدون إلى دارين فركبوا السفن إليها , فندب العلاء الناس حينئذ إلى “دارين” ، وخطب فيهم : ” إن الله قد جمع لكم أحزاب الشياطين وشرّد الحرب في هذا البحر ، فانهضوا إلى عدوكم ، ثم استعرضوا البحر إليهم ، فإن الله قد جمعهم ” ، فقالوا : نفعل ولا نهاب ، والله بعد الدهناء هؤلاء هولاً ما بقينا .

 

فاقتحم البحر على الخيل والأبل و الحمير ، وفيهم الراجل ، ودعا ودعوا معه ، وكان دعائهم : “يا أرحم الراحمين ، يا كريم ، يا حليم ، يا أحد ، يا صمد ، يا حي ، يا محيي الموتى ، يا حي ، قيوم ، لا إله إلا أنت ربنا ” .

 

واجتازوا مياه الخليج بإذن الله يمشون على مثل رملة ميثاء ، فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل ، وإن ما بين الساحل ودارين يوم ولية لسفن البحر ، فالتقوا واقتتلوا ، فظفر المسلمون وانهزم المشركون ، فلما فرغو رجعوا حتى عبروا ، فبلغ نفل الفارس منهم ستة آلاف ،والراجل ألفين ، وفي ذلك يقوم عفيف بن المنذر :

 

ألم تر أن الله ذلل البحر

 

وأنزل بالكفار إحدى الجلائل ؟

 

دعونا الذي شق البحر فجاءنا

 

بأعجب من فلق البحار الأوائل

 

وحين انتصر سعد بن أبي وقاص في القادسية ، وأزاح الأكاسرة أراد العلاء بعد انتصاره على أهل الردة ، أن يصنع شيئاً في الأعاجم ، كما فعل سعد ، وكان بين القائدين مباراة في الجهاد ، فندب الناس إلى فارس فأجابوه ، وفرّقهم أجناداً ، وحملهم في البحر إلى فارس ، بغير علم عمر ، وخرجوا إلى إصطخر – عاصمة فارس – وبإزائهم أهل فارس ، وعليهم الهربذ .

 

وحالوا بين المسلمين وسفنهم ، فقام خُليد – أحد رؤساء أجناد العلاء – فخطبهم ، ثم قال : .. أما بعد فإن الله إذا قضى أمراً جرت به المقادير ،حتى تصيبه ، وإن هؤلاء القوم لم يزيدوا بما صنعوا على أن دعوكم إلى حربهم ، وإنما جئتم لمحاربتهم ، والسفن ،  والأرض لمن غلب ، فاستعينوا بالصبر والصلاة ، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين “.

 

أساطيل الجيوش الإسلامية تحاصر حصون الأعداء
أساطيل الجيوش الإسلامية تحاصر حصون الأعداء

 

فـأجابوه إلى ذلك ، واقتتلوا بمكان يدعى طاووس ، فقُتل من الأعاجم مقتلة عظيمة ، ثم خرجوا يريدوا البصرة ، ولم يجدوا إلا الرجوع في البحر سبيلاً ـ وأخذت الفرس طرقهم فعسكروا وامتنعوا .

 

ولما بلغ عمر صنيع العلاء ، ارسل عتبة بن غزوان ، وكان في البصرة ، يأمره بإنفاذ جند كثيف إلى المسلمين بفارس قبل أن يهلكوا ، ونفذ عتبة مهمته ، ونجا المسلمون بقيادة العلاء ،وفتح الله عليهم ، فانضموا إلى البصرة ، عندئذ أرسل عمر إلى العلاء بعزله ويتوعده ، وعين قدامة ابن مظعون مكانه .

 

 وأمره بأثقل الأشياء عليه ،وهو تأمير سعد عليه ، وقال له : الحق بسعد ، ثم إن عمر عاد ، فعفا عنه ، وأرجعه إلى البحرين .

 

أنقر للمشاهدة

 

تلفزيون قديم

كان العلاء – يرحمه الله – أول أمير مسلم على البحرين ، وأول قائد ركب البحر في سبيل الله ، وأولا من فتح جزيرة في الإسلام ، وأول من نقل أموال الصدقات إلى المدينة (انتهى ) .

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 5 

أنقر للتفاصيل 

 

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد الخامس (شوال 1417 هجري -1997م) .

 

 

 

احصل على النص كاملاَ

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

اترك تعليقاً