• Post published:25/01/2025

 

الحلقة الأولى

شخصيات من تاريخ الكويت

الأمير مشعل الأحمد الصباح ومحمد الدغيشم والأمير الراحل نواف الأحمد يرحمه الله
الأمير مشعل الأحمد الصباح ودغيشم محمد الدغيشم والأمير الراحل نواف الأحمد يرحمه الله

 

تراثنا – التحرير :

 

على بُعد نحو 6 كيلومترات من مدينة الكويت العاصمة ، كنا على موعد مع حوار توثيقي حول التاريخ في ديوان ” الدغيشم ” الواقع في بلوك 3 (قطعة) بضاحية عبدالله السالم ، من الجهة القريبة من المدخل إلى منطقة الفيحاء .

 

عبدالعزيز دغيشم الدغيشم
عبدالعزيز دغيشم الدغيشم

عبدالعزيز الدغيشم

  •  الظروف المعيشية الصعبة في الجزيرة العربية دفعت أسرة الدغيشم للنزوح من بقعاء بالسعودية إلى مناطق عدة منها الكويت .

  • محمد الدغيشم من أوائل من درس في مدرسة المباركية عام 1905 واستقرت الأسرة في المرقاب بمدينة الكويت القديمة .

  • كان لجدي محمد الدغيشم مصحف يتناوب على تلاوة اجزائه رواد الديوان في المرقاب ويختمونه عدة ختمات في كل رمضان .

كان في استقبال تراثنا رجل الآعمال عبدالعزيز دغيشم محمد الدغيشم ، الذي يعد الإبن الثاني بعد شقيقه الأكبر خالد الدغيشم المتصدر الحالي لديوان “الدغيشم ” بعد وفاة الوالد الوجيه دغيشم محمد الدغيشم صاحب الديوان السابق – يرحمه الله .

 

 الضيافة والصور

 

دلة قهوة عربية والتمر

 

جلسنا سوياً ،حول طاولة مستديرة عليها صينية ،يتوسطها ابريق الشاي ودلة القهوة والفناجين، فيما تناثرت على الطاولة ألبومات صور ، بعضها قديم تكاد شخصياتها لا تتضح ، فيما أخرى حديثة واضحة المعالم ، وأخرى ملونة أكثر حداثة وزمناً من سابقتها .

 

ابتدأ حوار الذكريات مع ضيفنا حول منبع أسرة الدغيشم التاريخي ، ونزوحها إلى الكويت، واثناء حديثه بدت تعابير التأثر على ملامح ضيفنا، كلما تحدث عن والده أو جده ، او أخرج صورة تجمعهم في مناسبة ما ، يرحمهما الله .

النزوح من بقعاء للكويت

 

السفر على ظهور الجمال قديما

 

يستعدل مضيفنا عبدالعزيز دغيشم محمد الدغيشم في جلسته ، ليبدأ حديثه بالقول : يعود أصل عائلة الدغيشم السعد الدغيشم المتواجدة في الكويت إلى منطقة بقعاء في حائل بالمملكة العربية السعودية ، ولظروف المعيشة الصعبة آنذاك في الجزيرة العربية عامة ، نزحت أسرة الدغيشم كما نزح غيرها الى مناطق عدة متفرقة، واتجهت اسرتنا ، وتفرعت إلى مناطق عدة مثل قضيباء وخضيراء وبريدة بالسعودية ، ومنهم من نزح إلى الغاط ،وهم من الدغيرات من فخذ عبدة من شمر .

العمل بالتجارة والبحر

 

منزل أسرة الدغيشم في المرقاب بمدينة الكويت القديمة
منزل أسرة الدغيشم في المرقاب بمدينة الكويت القديمة

 

ويستطرد الدغيشم مستحضرا ذكرياته : لمعلومات قراء تراثنا الأفاضل ، ولد جد والدي، دغيشم سعد الدغيشم في المملكة العربية السعودية في عام 1875م تقريباً – يرحمه الله – وعمل منذ الصغر في أنشطو تجارة مختلفة مع أسرة الخالد ، وأصبح نوخذه في أحد سفنهم التي كانت تستخدم في الغوص .

الدغيشم والمدرسة المباركية

 

طلاب من مدرسة المباركية في الكويت القديمة
طلاب من مدرسة المباركية في الكويت القديمة

 

الذرية في الكويت

يمضي موضحاً : وتزوج من عائلة الحميّد ،من أهل المدينة آنذاك ، وأنجب كل من محمد ، ومناحي ،وعبدالعزيز ،وسليمان المزيني من الأم ، وقد وُلد محمد في عام 1899م تقريباً ، وكان من أوائل من درس في المدرسة المباركية في عام 1905م ، وكان عمره آنذاك 6 سنوات ، و ذُكر اسمه في لوحة معروضة في متحف الكويت العلمي القديم في مدينة الكويت ، تضمنت أسماء الطلبة في ذلك الحين .

 

محمد دغيشم سعد الدغيشم - يرحمه الله
الجد محمد دغيشم سعد الدغيشم – يرحمه الله

 

“الفريج” والجيران

وأما عن الفريج “الحي” الذي سكنوه وجيرانهم في مدينة الكويت القديمة آنذاك ، فيقول :ثم أنتقل محمد وأخويه ، بعد وفاة والده دغيشم ، إلى منطقة المرقاب ، وكان من جيرانهم ، كل من : أسرة عبداللطيف الجسار ، وأسرة المرزوق ، واسرة الغنيمان ، واسرة الشويش ، وأسرة الحميدي ، و أسرة الشريعان ،وأسرة الرجعان ، وأسرة المويزري ، وأسرة الشميمري ، وأسرة الحوطي ، وأسرة المغيصيب ، وأسرة القعود ، وغيرهم من العائلات الكريمة التي استقرت في المرقاب” يرحمهم الله” .

وباء الجدري

 

الشيخ عبدالله السالم يحضر احد مناسبات الارسالية الأمريكية في الكويت
الشيخ عبدالله السالم يحضر احد مناسبات الارسالية الأمريكية في الكويت عام 1954م

 

ولم تكن أسرة الدغيشم بعيدة عما حل بأهل الكويت من كوارث الأوبئة والأمراض في تاريخهم ،ويؤكد عبدالعزيز الدغيشم بأن جدهم محمد الدغيشم سعد الدغيشم ووالده عاصرا تلك الفترة التي انتشر فيها وباء الجدري في الكويت ومنطقة الخليج العربي صيف عام م في 1932.

وقال: في تلك الفترة أُزهقت أرواح كثيرة ، قيل ان أعدادهم  جاوزت 73 الف نسمة ، أغلبهم من الأطفال وكبار السن والمرضى ، منوهاً إلى انتشار الوباء وامتداده إلى أهل بادية  الكويت كذلك ،واصفاً تلك السنة بأنها سنة عصيبة على البلاد والمنطقة عامة ،لا سيما في ظل عدم توفر الوعي والرعاية الصحية الطبية آنذاك ، فاضطرت الحكومة الكويتية إلى جلب الدواء من البصرة، ودعت إلى تطعيم المواطنين فيما عُرف ب “التيين” للتحصين من الوباء ، حيث لم تلك الارسالية التبشيرية الأمريكية  ( إنشأت عام 1914م) مجهزة بالأمكانيات المناسبة للوباء .

 

سنة هدامة

 

أمطار عام (الهدامة ) حيث دمرت احياء الكويت
أمطار عام (الهدامة ) حيث دمرت احياء الكويت

 

ومن الكوارث التي أصابت الكويت وعاصرتها أسرة الدغيشم أنذاك سنة “الهدامة” الأولى عام 1934م عندما تعرضت البلاد لأمطار عزيرة دمرت بيوتهم الطينية ،وسكنوا في المساجد لعدم توافر ملاجيء سواها في تلك الفترة.

 

وأما عن الهدامة “الهدامة” الثانية عام 1953م ، فقد تعرض نحو 500 بيت طيني للهدم ، وقيل أن نحو 18 ألف نسمة تشردوا وتضرورا من جرائها ، ما اضطر الحكومة إلى توفير ملاجىء لهم في المساجد والمدارس والمباني الحكومية المتوفرة حينها في البلاد  .

ويسنذكر محدثنا ذكرياته عن جده محمد الدغيشم – يرحمه الله – في رمضان ، فيقول  : أعتاد جدي عند دخول رمضان أقامة ما يسمي ب (الجلسات)  القرآنية بديوانه في المرقاب ، وفي تلك الجلسات يقوم روادها، بالتناوب بينهم على قراءة أجزاء من سورالمصحف ،حتى يتم ختمه عدة ختمات خلال الشهر، ابتغاء الثواب والأجر لهم ولأمواتهم وأموات المسلمين .

 

ونوه إلى إن أسرة الدغيشم تناقلت ذلك المصحف ما يزيد على قرن، ثم أهدته في النهاية إلى متحف العثمان بمنطقة النقرة، محفوظ باسم الجد محمد الدغيشم ، ويُعرض بين معروضات ومقتنيات المتحف الأثرية، منوهاً إلى ان المصحف مطبوع بالهند على ورق خفيف ، ومحفوظ بصندوق خشبي صناعة هندية قديمة بعمر المصحف نفسه .

 

لقطات متنوعة

 

من اليمين عبدالعزيز القعود وعيسى القعود وعبدالله الثليث ودغيشم محمد الدغيشم في احدى المناسبات الإحتفالية بمصر منتصف الستينيات - يرحمهم الله
من اليمين عبدالعزيز القعود وعيسى القعود وعبدالله الثليث ودغيشم محمد الدغيشم في احدى المناسبات الإحتفالية بمصر منتصف الستينيات – يرحمهم الله (ذرى البيت).

 

مححمد الدغيشم سعد الدغيشم في لبنان مع اسرة لبنانية في الستينيات
محمد الدغيشم سعد الدغيشم في لبنان مع اسرة لبنانية التقطت في الستينيات

 

من اليمين : السادة سالم أمان ، دغيشم الدغيشم ، عبدالعزيز الغنام ،عبدالرحم الغنيم ، ومصطفى بودي
من اليمين : السادة سالم أمان ، دغيشم الدغيشم ، عبدالعزيز الغنام ،عبدالرحم الغنيم ، ومصطفى بودي

 

من اليمين عبدالله التنيب و دغيشم الدغيشم - يرحمهما الله - في كشتة "رحلة" بريه بصحراء الكويت
من اليمين عبدالله التنيب و دغيشم الدغيشم – يرحمهما الله – في كشتة “رحلة” بريه بصحراء الكويت

 

لقطة أخذت عام 1956 لزيارة قام بها محمد دغيشم الدغيشم - الثالث من اليسار -للمصيف في لبنان مع بعض زملاءه .

لقطة أخذت عام 1956 لزيارة قام بها محمد دغيشم الدغيشم – الثالث من اليسار -للمصيف في لبنان مع بعض زملائه.

 

من اليمين سعد الشريعان ، عبدالله السيد حسون الرفاعي ،عبدالله المترك ، حسن الربيعة ، حمود عبدالعزيز المقهوي ، محمد الدغيشم صاحب الديون ( بالمرقاب) نصار الشريعان ، ملا مزعل الصلال، التقطت عام 1954، إهداء حمود عبدالعزيز المقهوي " يرحمهم الله"
من اليسار سعد الشريعان ، عبدالله السيد حسون الرفاعي ،عبدالله المترك ، حسن الربيعة ، حمود عبدالعزيز المقهوي ، محمد الدغيشم صاحب الديون ( بالمرقاب) ، نصار الشريعان ، ملا مزعل الصلال، التقطت عام 1954، إهداء حمود عبدالعزيز المقهوي ” يرحمهم الله”

 

من اليمين : السادة سالم أمان ، دغيشم الدغيشم ، عبدالعزيز الغنام ،عبدالرحم الغنيم ، ومصطفى بودي
من اليمين : السادة سالم أمان ، دغيشم الدغيشم ، عبدالعزيز الغنام ،عبدالرحم الغنيم ، ومصطفى بودي

 

الوحيه عبدالعزيز الغنام مغادرا ديوان الدغيشم ومن خلفه يسار خالد الدغيشم وعبدالعزيز الدغيشم في وداعه
السيد عبدالعزيز الغنام مغادرا ديوان الدغيشم ومن خلفه “يسار” خالد الدغيشم ” يمين “عبدالعزيز الدغيشم في وداعه وجانب من  ورواد الديوان

 

أحمد باقر وزير الأوقاف الأسبق يصلي أماماً برواد ديوانية الدغيشم
أحمد باقر وزير الأوقاف الأسبق يصلي أماماً برواد ديوانية الدغيشم في الفناء

 

هدية تذكارية مقدمة من السلطان محمد رشاد الخامس لحاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح بمناسبة استبدال العلم العثماني بعلم خاص بالكويت الذي تقرر في مؤتمر الصبيحية عام 1914 م - -مقتنيات أسرة الدغيشم
هدية تذكارية مقدمة من السلطان محمد رشاد الخامس لحاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح بمناسبة استبدال العلم العثماني بعلم خاص بالكويت الذي تقرر في مؤتمر الصبيحية عام 1914 م “مقتنيات الدغيشم”

 

يتبع لاحقاً الحلقة 2..

 

 

تواصل مع تراثنا

 

 

 

اترك تعليقاً