هل جهل الشباب التكفيريين بفتاوي شيخ الإسلام ..تجعله داعشيا ؟!
ما مصلحة البعض من دعشنة ابن تيمية و نسبة حركة الدواعش الخارجية إلى فكره ؟
تراثنا – كتب د . محمد الشيباني (*) :
كتبت أكثر من مقالة في شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية وآرائه ومصنفاته ، وقد قلت إنني مع ابن تيمية لأكثر من أربعين سنة ، أنهل من علومه المتنوعة، وكلما قرأت فناً من فنونه زدت علماً جديداً ، وقربت كثيراً من شخصيته ومن الحياة إلى الممات ، حتي توجت ذلك بمؤلفات متعددة عنه من إعداد وتحقيق وتعليق ، وخلصت إلى أن هذا الرجل في عمق علومه وشروحه من أقرب العلماء إلى كتاب ربنا ” القرآن ” وإلى رسالة نبينا “السنة ” وإنه أنصح للأمة وأعمق وأبر بها من غيره من العلماء في عصره وبعد عصره ، مع تقديرنا واعتزازنا وعدم استغنائنا عن علوم علمائنا الباهرة .
-
د .الشيباني : نهلت العلم من مؤلفات ابن تيمية على مدى 40 سنة ولم تجعلني متطرفا تكفيرياً ..!!
-
قوانين مصرية في الزواج والوصية والوقف وشروط الواقفين والوصايا اقتبست أحكامها من أقوال ابن تيمية .
-
حير ابن تيمية علماء الغرب قبل الشرق فيما كتبه في الفلسفة والإلهيات وعلم المنطق والسياسة ..
-
الكثير من الدول الإسلامية تعمل برأي ابن تيمية باعتبار الثلاث تطليقات في المجلس الواحد طلقة واحدة .
ابن تيمية مدرسة وأمة في رجل لا يفهم ما كتبه أي أحد من الناس ، عالماً أو متعلماً ، وآراؤه التي تمسك بها ، ونبذها غيره من علماء الأمة اليوم ، تُطبق وتُدرس في جامعات الدنيا من دون استثناء ، عربية أو غربية ، إسلامية وغير إسلامية .
خير العالم
وقد حير هذا الرجل الإنسان الغربي قبل الشرقي ، وصُنفت فيما كتبه الدراسات الكثيرة المتنوعة ، لا سيما فيما يتعلق بعلوم الفلسفة والإلهيات والمنطق وعلم الكلام والاقتصاد والاجتماع والسياسة وغيرها .
أما علم الفلسفة المخالف للكتاب والسنة فقد نقضه بل نسفه من أصله ، في كتبه المتعددة على رأسها كتاب ” درء تعارض العقل والنقل ” في عشر مجلدات وغيرها من الكتب في الردود المتنوعة .
في جريدة ” الجريدة : 24 فبراير 2016 ” اتهم الشيخ احمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية – جامعة الأزهر – ابن تيمية بقوله : ” مازالت حتي الآن بعض الكتب الأزهرية تُدرس آراء ابن تيمية وغيره من غلاة التطرف الذي بنت عليهم ” داعش ” خلافتها المزعومة ” .
ابن تيمية وقوانين مصر
هذه إشكالية قديمة متأصلة في بعض شيوخ الأزهر بالنسبة لآراء ابن تيمية وعلومه الأخرى التي تدرس ، فهذا الشيخ الأزهري ذم ابن تيمية في جانب وسكت عن الجوانب الأخرى المضيئة من علمه ،
فالقوانين المصرية في الزواج والوصية والوقف وهي في القانون رقم (25لسنة 1929 م ) مأخوذة من آرائه ، مقتبسة من اختياراته ، وشروط الواقفين والوصايا اقتبست أحكامها في قانوني الوقف والوصية من أقواله ، و قائل هذا الكلام هو الشيخ الدكتور محمد ابو زهرة “يرحمه الله”.
طالع مقال :
امام ألأزهر مخلوف في ثناءه على ابن تيمية
الثلاث بواحدة
وآراؤه لم تعمل في مصر وحدها ، بل في الدول العربية والإسلامية ، لا سيما ومسألته في الثلاث تطليقات في المجلس الواحد ، واعتبارها طلقة واحدة و ليست ثلاث ، أي البينونة الكبرى …وعودة إلى ما ذكرته بداية مقالتي بأنني مع ابن تيمية لأكثر من أربع حقب، لم تدفعني قراءتي لمصنفاته إلى التشدد أو تكفير الأمة والظهور على أئمتها وسلاطينها وقتالهم أو التحريض عليهم ، ولم أشعر من خلال قراءاتي بأن ابن تيمية ومن خلال آرائه من غلاة التطرف حتي تبني داعش ومن ورائها فكرها وخلافتها عليه !!
هل جهل شبابكم بفكر و آراء ابن تيمية يبرر للشيخ احمد كريمة أن يرمي عالماً مبرزاً وذا فضل على الأمة من مثل شيخ الاسلام ابن تيمية بهذه التهمة أو الفرية ؟! اليس هذا حسداً وحقداً وقذفاً من دون دراسة أو تأن وعمق بعلم هذا الرجل وشخصيته التي أنارت أذهان وعقول شباب الأمة وشيبتها من العالمين بفكره.
والله المستعان ..
(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا