• Post published:01/06/2024

 

 

 

الحلقة التاسعة

 قضاء الوقت واللهو عند البدو

 

جمع لابناء عشيرة في البادية ( عربي 21 )
تجمع لأبناء أحدى العشائر في البادية (عربي 21)

 

تراثنا – بقلم المؤرخ صالح هواش المسلط :

 

لأهل البادية فنونهم وتراثهم وآدابهم ، تنوعت وتعددت ، بتنوع المواقع التي سكنوها في الفيافي والصحاري ،وأخذت هذه المظاهر بالتلاشي، بتوقف الغزوات والكر والفر ، والاتجاه إلى الاستقرار في المدن ،فلم يبقى غير التعيش على فنون الماضي وذكرياته( حلقات الدراسة) .

 

 

صالح هواش المسلط
صالح المسلط

المسلط :

  • النزيل عند أهل البادية يعد معززاً مصاناً منذ حلوله بيت مضيفه ويحق له البقاء ثلاثة أيام مكرماً .

  • أهانه كبرى للمضيف لو طلب النزيل تغيير بيته لآخر ، ولا يمكنه قبول أي دعوة إلا بموافقة مضيفه !

 

نقلا عن الدراسة  المنشورة في مجلة تراثنا عن ذكرياته في حقبة الأربعينيات من القرن الماضي حول حياة البداوة وطعامهم ولهوهم ،يسلط الكاتب الضوء في هذه الحلقة على احتفاء البدو بحلول الضيف لديهم والآداب المتبعة في إكرامه ، فيقول:

 

قرى الضيف أمر قد أشتهر به البدو منذ القدم ، وتذكر الرواية أن حاتم الطائي كان يشعل ناراً عظيمة أمام بيته ليستهدي بها المسافرون الجائعون ، ولا تزال آثار هذه العادة جارية في يومنا هذا لدى كثير منهم ، وقد ذكر عن الأمير مجحم بن مهيد رئيس الفدعان (الولد) أنه يأمر مؤذنه أن يصيح عقب آذان العشاء:” العيش يا جوعان ” ! ، وتأخير الطعام بعد العشاء يقصد به انتظار من قد يكون متخلفاً من الزوار والمسافرين .

 

 

 

والواقع أنه لولا عادة قرى الضيف وإكرامه ، لما طيقت البادية المحرومة من الفنادق والمطاعم ، ومن هنا نشأت هذه العادة عندهم ، وصارت من الواجبات التي لا مناص لهم منها .

 

والمسافر أو النزيل يغدو معززاً مصاناً منذ حلوله بيت مضيفه ، وإقراء الضيف من المكانة بحيث لو لجأ المسافر إلى بيت رجل فقير ليس لديه ما يقدمه للضيف ، على هذا الرجل أن يذهب إلى جيرانه البدو ويطلب منهم ما يكفيه للقيام بواجب الضيافة ، وليس له أن يحيل ضيفه إلى بيوت الآخرين .

 

ويقعد الضيوف في الربعة إما متجهين نحو مدخلها أو في جانب المضيف (المعزب) ، أو يجعلون ظهورهم إلى الحواجز القصبية ( القطع ، الساحة) أو الضيف ينام في الربعة ويأكل فيها ويسمر ويسهر ويقيم في الضيافة ثلاثة أيام من سفره .

 

وحينما تزار منازل البدو لا يجوز للضيف أن يغير البيت الذي نزل فيه ، وإذا فعل ذلك يكون قد أهان مضيفه إهانة عظمى ، كما لا يمكنه أن يقبل أي دعوة ما لم يدع إليها مضيفه أيضا ، ومن جاء المثل (الضيف أسير المعزب) .

 

يتبع لاحقا ..

 

 

طالعة الحلقة الثامنة :

الجربوع والقنفذ من وجبات أهل البادية السريعة

 

 

 

نُشرت في مجلة تراثنا – العدد 42

أنقر للتفاصيل

 

 

مجلة تراثنا - العدد 42 سبتمبر / أكتوبر 2010م
 العدد 42 سبتمبر / أكتوبر 2010م

 

 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

تواصل مع تراثنا 

 

اترك تعليقاً