جديد مكتبة تراثنا
شخصيات ساهمت في نهضة التطور المعماري في الكويت
تراثنا – التحرير :
يُعد كتاب (خليفة عبدالله البحوه _ أستاد البناء) ،إضافة مرجعية مهمة للمكتبة الكويتية والخليجية على الأخص والعربية عامة، عن شخصية كويتية برزت في التطوير المعماري في حقبة الاربعينيات .
-
عبد الله البحوه سليل أسرة توارثت الاستادية في البناء وخبراته فكان علماً في تشييد وتطوير العمران بالكويت.
-
شيَّد المستشفى الأمبري والصدري ومبنى سكن الممرضات ومنهول الشارع الجديد وأشاد بقدراته خبراء استخراج النفط البريطانيون.
-
في غضون شهر واحد أنجز بناء مسجد قصر دسمان ليكون جاهزا لصلاة التراويح في أول ليالي رمضان بناء على طلب الشيخ أحمد الجابر!
ذائع الصيت
يصف مؤلف الكتاب الباحث الناشط د . سعود عويض سعود الديحاني في تقديمه بالقول : “يعتبر الاستاد خليفة البحوه شاهداً لكويت الماضي ببيئتها وملامحها ، ثم تطورت لبنات بنائها على جميع الصُعد .. ولأنه كان أستاد ذائع الصيت ، لم تقتصر أعماله على إنجار المباني الخاصة بالأفراد ، بل استعانت الجهات الرسمية بخبرته وإتقانه وأستفادت الدولة من ذلك في إنشاء الأدارات التي كانت نواة للوزارات فيما بعد ..”.
إهداء لمركز المخطوطات
تجدر الإشارة ان الباحث د . الديحاني أهدى نسخة كتابه التوثيقي للدكتور محمد بن إبراهيم الشيباني في زيارة قام بها لمقره في مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، معرفاً باصداره الجديد ومعلومات عن شخصية الكتاب.
الجدير بالذكر ان موقع تراثنا نشر لقاءا موسعا مع حفيد عبدالله البحوه – يرحمه الله – الأستاذ فهد خليفة البحوه في الرابط بعنوان : أسرة البحوه ودورهم في تطور الكويت العمراني
ولادته ونشأته
وعن نشأة البحوه ، يشير الباحث إلى ولادته في سنة 1909 م ، في بيت أسرته الكائن في فريج الزهاميل ، أحد فرجان حي (الشرق) في مدينة الكويت القديمة ، حيث تسكن الكثير من الأسر الكويتية .
يُذكر أن ابناء أسرة البحوه توارثوا مهنة البناء حتى أصبحوا مدرسة عريقة أخرجت العديد من البنائين الماهرين ، ومن تلك البيئة خرج خليفة البحوه إلى الدنيا ، حيث تعلم على يد الكتاتيب القراءة والكتابة ،والخط العربي، ومباديء الحساب ، وتلاوة القرآن .ثم التحق بالمدرسة المباركية .
وحرص والده الاستاد عبدالله إبراهيم البحوه – يرحمه الله – على أصطحاب ابنه خليفة إلى العمل معه أثناء العطل الرسمية والإجازات لمزاولة عمله في بناء بيوت الأهالي وبعض المباني الحكومية التي توافر له بناءه في ذلك الزمان ، حيث تعلم الكثير من مراقبته مزاولة والده العمل حتى اتقنه ، فتولى مهام والده مبكراً عندما تقدم به السن .
مدير المشاريع الكبرى
وفي الكتاب ، يوضح الباحث التحاق الإستاد خليفة العمل في دائرة الأشغال التي أصبحت فيما بعد وزارة ، وعمل على إدارة مشاريع الدولة الكبرى، مشرفاً على عشرات المهندسين والفنيين المختصين ، وما زالت تلك المباني شاهداً على تاريخه العريق في البناء القديم والحديث .
انجاراته
ويتوسع الباحث في ذكر انجازات الاستاد البحوه في تلك الفترة ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
1-باشر بناء مسجد في قصر دسمان بناء على طلب الشيخ أحمد الجابر – يرحمه الله – في الثاني من شعبان وبات جاهزاً لصلاة التروايح في أول ليالي رمضان من عام 1931 م !
2- صف حواجز صخرية متلاصقة لمعالجة ارتفاع منسوب مياه البحر المؤثرة على جوانب قصر السيف المحاذية للبحر تلبية لطلب الشيخ أحمد الجابر .
3- ثناء الطاقم البريطاني عليه لسرعة استيعابه لتقنياتهم التي أحضروها معهم ، حيث استخدمها بدقة في انشاء قواعد وأعمدة خرسانية لعمليات استخراج النفط من الآبار .
4- تنفيذ مشروع منهول صرف تحت الارض لتصريف مياه الأمطار يمتد منحدراً حتى يصل إلى ساحل البحر محاذيا قصر السيف ، ويُعد مشروعا ضخماً ، حيث أقيم تحت الشارع الجديد في مدينة الكويت.
5- بدأ العمل في تنفيذ مشروع المستشفى الأميري عام 1945م بإشراف الاستاد خليفة البحوه ، حيث استخدم فيه الاسمنت والطابوق والحديد والاصباغ لأول مرة ، وافتتحه الشيخ أحمد الجابر عام 1949.
إضافة إلى مشاريع عدة اخرى تناولها الباحث د . الديحاني منها : سكن الممرضات عام 1951م، ومبني الحجر الصحي (الكرنتينا) ، ومبني دائرة الأشغال ، وبناء المستشفي الصدري (المصح)، وقصر سمو الشيخ سالم العلي الصباح في العديلية ، وغيرها …
كاتب وكتاب
كتاب (خليفة عبدالله البحوه إستاد البناء ) لمؤلفه د .سعود عويض سعود الديحاني ، الطبعة الأولى (الكويت : 1444هجري – 2022م) يقع في 175 صفحة من الحجم الوسط ، موثق بصور تاريخية ووثائق ، تم إهداء نسخ منه لمكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
هامش :
أستاد : تطلق على معلم (المقاول) البناء ، الذي يقوم بدور المهندس والمنفذ والمصمم والمسؤول عن البنائين .