أوراق من التاريخ
منشور فلسطيني يحذر مصر من صهاينة فارين!
تراثنا – التحرير :
عملية التوثيق التاريخي لا تترك شاردة و لا واردة في مجريات التاريخ إلا واعتمدتها وثيقة لقراءة تطورات حدث ما ، سواء كانت مادة التوثيق بردية أو مخطوط او كتابة على حائط أو قطعة فخارية مطمورة بين الوحل ، بل حتى الطرفة السياسية ، تُعد توثيقاً للمزاج العام ولحقبة معينة وملابساتها.
-
تراثنا ترصد تغير المزاج العام السياسي العربي بين الأمس واليوم عبر قراءة في منشور للشرطة الفلسطينية !
-
الثوابت الإسلامية والقومية والإنسانية تساقطت عند قيادات عربية تحقيقاً لنفعيات مؤقتة على حساب الشعب الفلسطيني.
ومن التوثيقات التي انتقتها تراثنا من مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق، باعتبارها وثيقة لبدايات تأسيس الكيان الصهيوني ، تمهيداً للإحتلال الإسرائيلي ، (المنشور) الذي وزعته ادارة الأمن العام من البوليس الفلسطيني ، حمل عنوان (صهيونيون خطرون في مصر) !!.
المفارقة أن النشرة وصفت الصهانية بأنهم (إرهابيين) !! تسللوا إلى الأراضي الفلسطينية في اطار حملة شنها البوليس للتعرف عليهم والبحث عنهم في الفنادق والبنسيونات ، التي يشتبه لجوئهم إليها ، مرفقا معها صور ( الارهابيين) ..!!
ما أشبه اليوم بالبارحة ..وانقلبت المعايير واصبح أصحاب الارض هم الأرهابيين المطاردين دولياًوعربياً , فيما المحتل (الإرهابي المطارد سابقا) هو المظلوم في أرض يحتلها بقوة السلاح ويطرد أهلها منها !
الجدير بالذكر ، ان الملصق وزع في عموم مصر ( صادر عن قوة الشرطة الفلسطينية) تطالب بالقبض على عشرة من عصابة شتيرن الصهيونية .
أسماء الإرهابيين
تضمن المنشور أسماء الإرهابيين الفارين من العدالة إلى الأراضي المصرية وهم : مناحيم بيغين ، اريه بن اليعيزر ، ليب بوبكو ،روبين فرانكو، ماريك كاهان ، اسحق روبنسين ، حايم ساكس ، عمانويل ستراسبرج ، يعقوب فينيارسكي ، هرزل ،رهافتيك .
ولا يخفي ان بعض أفراد العصابة الارهابية المذكورة أسماءهم قد تقلد مناصب وزارية ومناصب قيادية رفيعة في الكيان الصهيوني الغاصب ، وجرت علي أيديهم مجازر ومذابح بحق الشعب الفلسيطييني المناضل، وكان على رأسهم مناحيم بيغين الذي تولي لاحقا منصب رئاسة الوزراء.
المنشور على قلة سطوره وخلوه من المصدر وتاريخ الحدث ،إلا أنه يغلب على الظن صدوره في صحف قاهرية بأربعينيات القرن العشرين ، حيث نشطت عصابات الصهاينة الارهابية آنذاك ، إلا إن المنشور يعد وثيقة تكشف مدى تحول المزاج العام بين حقبة وحقبة ، من النقيض إلى النقيض، عند أهل السياسة والمصالح النفعية لدى القيادات العربية، حيث تتساقط الثوابت والقيم سواء كانت إسلامية أو قومية بل وحتى إنسانية، فيما ثبت الكيان الصهيوني على قيمه ومبادئه الداعية إلى تحقيق أرض أسرائيل الكبرى تبعاً للنبوءة التوراتية : (أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل) !