خماسيات (الحلقة الأولى)
الكاتب الإعلامي الباحث منصور الهاجري
تراثنا – التحرير :
تستضيف تراثنا الكاتب والباحث في التراث الكويتي منصور الهاجري ، متحدثا في كل حلقة عن فريد ما لقاه وسمعه وحدث معه في لقاءاته مع ضيوفه ، وذلك في خمسة حلقات تلقي الضوء على خمس شخصيات انتقاها من ذاكرته ومشواره الإعلامي الطويل .
نوادر ما خلف الكواليس :
-
بعد أن استعدينا للقائه وحضرنا إلى بيته ..استنكر مضيفنا وجودنا وقال : كلوا خبزتكم وفي أمان الله !
-
بعد عام من الحادثة فوجئت بالمسن يتصل بي معتذرا عما بدر منه حينها ويطلب إجراء المقابلة من جديد !
دكة في ديوانية !
في ديوانه الكائن في السرة ، رحب الهاجري بحلول (تراثنا ) ضيفاً على ديوانه بالضيافة الكويتية المعهودة ، بالشاي الممزوج بالزعفران ، والعصائر والمكسرات، ومما يلفت النظر تميز ديكور الديوانية استغنائه في بعض ارجائه، عن المقاعد والكنبات الوفيرة ، واستبدالها بما يشبه (الدكة الكويتية) المعروفة في سكة الفريج “الحي” ، بالإضافة إلى قطع تراثية ،ومنها مركب خشبي ، انتصب في وسط الديوان، ليمثل رمز حقبة الغوص قديما في الكويت .
ما خلف الكواليس
بعيدا عن الاطالة ، يبدأ مضيفنا الكاتب والباحث منصور الهاجري حديثه عن أول شخصيات الخماسية ، وهي شخصية يخص تراثنا بما جرى خلف الكواليس قبل نشر اللقاء في احدى الوسائل الإعلامية .
يقول الهاجري : في عام 2014 م ، اجريت ترتيباتي مع أخوين لأجراء مقابلة مع أخيهما الأكبر أبو سليمان البالغ ثمانون عاماً في بيته ، للوقوف على ما لديه من معلومات تاريخية ثرية بعبق الماضي والتاريخ .
فن شعبي
واتجهت بنا المركبة إلى منطقة كيفان مع المصور الصحفي ، يحدونا أمل بأن نحصل على أكبر قدر من المعلومات ، خاصة وان الأسرة تتمتع بشعبية واسعة في الفن الشعبي الكويتي الأصيل مثل السامري ، ولديهم عدة وفرقة تحيي المواسم والمناسبات الوطنية والاحتفالات الشعبية .
منو هذول ؟
واثناء انتظاري لقاء الشخصية ، أخبرنا احد اخويه ، بأنه علينا الانتظار قليلا ريثما يعود أبو سليمان ، من مراجعته المستشفى لعلاج مرض السكر ، وخلال فترة الانتظار ، حضينا بكرم الأسرة الكويتية المعهود ، وتناولنا المرطبات والمكسرات والشاي والحلويات وغيرها.
وبينما كنا منهمكين في تناول ما تم تقديمه لنا ، وتبادل الحديث مع مضيفنا ، إذ أطل الرجل الثمانيني المنتظر عائداً من المستشفى ، فسأل مستنكراً وجود غرباء في بيته مع عدة التصوير : ” منو هذول ” ؟!!
فأجابه أخوه : هؤلاء من وافقت على طلبهم بأجراء مقابلة معاك ! ولكنه انكر اي وعد مسبق أو علم له بالمقابلة المزعومة ، فحاولت تهدئته وملاطفته ، خاصة وأنه رجل مسن ، وقلت : أن أبنك أخبرنا بموافقتك على اجراء اللقاء معك أطال عمرك .
أكلوا خبزتكم
فقال بعصبية شديد : ابني هو من اعطاكم الموافقة ؟ أذن سووا مقابلتكم معه ..!! والتفت إلينا وهو متجه لمغادرة الصالة : ما أبي مقابلات ..اكلوا خبزتكم وفي أمان الله !
وخرجنا واجمين ، واخويه يحاولان مواساتنا والتخفيف من وطء الصدمة علينا ، خاصة وأنني قد استعديت بالأسئلة ، وبذلت مجهودا في الإلمام بما يفي بمتطلبات هذا اللقاء ،واثراءه بكل ما يتعلق بتراثه الفني الشعبي الكويتي والفرق الشعبية القديمة وفنونها بأنواعها .
▪︎طالع احياء مدينة الكويت القديمة والأسر والساحات والاسواق وغيرها⇐ ( هنا )
وبعد مضي نحو من هذه الحادثة ،وقد أصبحت ذكرى طوتها الأيام ، نتذكرها وأمثالها من مواقف من باب الطرافة والمصاعب التي تكتنف الباحث التراثي في مهمته الصعبة .
اتصال مفاجئ
تلقيت اتصال هاتفي ذات صيف غير متوقع مطلقاً … والمفاجأة أن صاحب الاتصال كان هو نفسه الشخص الثمانيني الذي رفض اجراء المقابلة معه آنذاك ، متعذراً بأن عصبيته ونسيانه موعد اللقاء ، هي اعراض تتزامن عادة مع المصابين بمرض السكري .
فما كان مني الا ان قبلت عذره ، خاصة وان مرض السكري حالة تستدعي تفهم وضعية المصابين به ، شافاهم الله وعافاهم .
الشرطي رقم 7
ويختتم الباحث منصور باستعادة ذكرى جانب طريف مما جاء في اللقاء الذي اجراه مع أبو سليمان صاحب الفرقة الشعبية ، فقال: كان يعمل أبو سليمان في بداياته في سلك الشرطة في القصر الأميري ، ويحمل رقم (7) آنذاك ..وعاش نحو ثمانون عاما ونيف ( يرحمه الله ) .
يتبع لاحقا
اقرأ : الحلقة التالية ( الثانية )