الحلقة (15)
شفاء الأسقام بالطب النبوي بين النظرية والتطبيق
تراثنا – التحرير :
في الحلقة الخامسة عشر ، تستكمل تراثنا نشر حلقات ومقتطفات من دراسة (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق) أهدته الباحثة الاستاذة السعودية سلوي صقر حسين المحمد (*) مركز المخطوطات والتراث والوثائق بغرض تعميم الفائدة على الباحثين والمهتمين.
الطب الحديث والحجامة
لا يمكن القول إلا أن الله فتح علينا طباً جديداً ، صار يلوح في الأفق على المستوى العالمي ، بعد أن زادت الأبحاث وكثرت ، وألفت مؤلفات كثيرة في الطب القديم أو الأصيل .
لقد استطاعت الحجامة أن تهز عروش أمراض مستعصية ومستحيلة الشفاء ، وكان النجاح منقطع النظير ، لم يسبق لعلاج طبي أو دواء في العالم أن حققه ، وخصوصاً عندما يتم الحديث عن أمراض مثل السرطانات والشلل والناعور والقلب القاتل ، والشقيقة والسكري والضعف الجنسي وغيرها .
إلى الدرجة التي بدأت المراكز الدولية الاهتمام بهذا الكشف بعد إيام قليلة من إعلان نتائجه الطبية المخبرية ، حتى وصل الأمر إلى أطباء القصر الملكي البريطاني ، الذين أبدوا اهتماماً كبيرا بهذا البحث الطبي ، وجرت اتصالات بينهم والباحثين ، للتحقق من هذا الكلام الذي نشر في مجلات علمية في الأسرة الملكية البريطانية ، نظراً لما تحقق من نتائج باهرة على مستوى هذا المرض .
حضر وفد ياباني إلى سورية من أجل هذا الحدث الطبي العظيم ، كذلك القصر الملكي السعودى أبدى الاهتمام بهذا الفن الطبي ، وأرسل القصر الملكي السعودي مراسل صحيفة الرياض الشهيرة ، لمعرفة ما هو هذا العلاج .
كما تناولت هذا الكشف الطبي الرهيب الأوساط الطبية ،واساطين الطب ووكالات الأنباء والإذاعات العربية والأجنبية ،والفضائيات العالمية بالعرفان بهذا الفضل ، وبثه وإذاعته على كافة أنحاء العالم .
طالع تقرير صحفي : عن تعالج ملكة بريطانيا بالطب البديل
الاحكام الفقهية التي تتعلق بالحجامة
1- الوضوء والاغتسال بعد الحجامة :
عند الحنفية والجنابلة : أن الحجامة من نواقض الوضوء ، فمن احتجم فعليه الوضوء .
وعند الشافعية والمالكية : أن الحجامة لا تنقض الوضوء ، ورجح العلماء عدم نقض الوضوء لعدم ثبوت الأدلة على ذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : “ولم يثبت عنه- اي الرسول عليه الصلاة والسلام – أنه أمر بالوضوء من الحجامة ، ولا أمر بالوضوء إذا جرحوا مع كثرت الجراحات”. وكان يرى الاستحباب لا الوجوب ، جاء في فتاوي اللجنة الدائمة (5/261) .
2- الحجامة للصائم في نهار رمضان :
ذهب الجمهور أن الحجامة في نهار رمضان ليست من المفطرات للصائم ، ويجوز له فعلها ، مع اختيارهم أن الترك أولى ، لعلة أن الحجامة تضعف الصائم ، وخروجاً من خلاف من قال بإفطارها للصائم .
واختيار الحنابلة : أن الحجامة مفطرة للصائم ، حاجماً كان أو محجوماً ، فمن فعلها في نهار رمضان فعليه القضاء دون الكفارة ، والراجح تركها للصائم في رمضان .
طالع دراسة :
حلقات عن الإستشفاء والعلاج بالطب النبوي من الأسقام
3- ماذا نفعل بالدم بعد الحجامة ؟ :
ينبغي أن يوارى الدم ، بدفنه بالتراب بعد الحجامة ، حفاظاً عليه من تلاعب السحرة ، وحتى لا يكون سبباً في انتشار الجراثيم والأمراض المعدية ، لما ورد في بعض الأحاديث – وإن كانت ضعيفة – فعن أم سعد قالت : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بدفن الدم إذا احتجم ” .
وعن عامر بن عبدالله بن الزبير ، يقول إن أباه حدثه ، أنه أتي رسول الله صلى الله عليه وسم وهو يحتجم ، فلما فرغ قال : ” يا عبدالله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد ” ، فلما برز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمد إلى الدم فشربه .
4- أخذ الأجرة على الحجامة :
سئل أنس عن كسب الحجام ، فقال أنس : احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجمه أبو طيبة ، فأمر له بصاعين من طعام ، وكلم أهله فوضع عنه من خراجه ، وقال : ” إن أفضل ما تداويتم به الحجامة ” ، أو :” إن من أمثل دوائكم الحجامة ” .
قال أبوعيسي : حديث أنس حديث حسن صحيح ، وقد رخص أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في كسب الحجام ، وهو قول الشافعي .
يقول أبن قيم الجوزية في زاد المعاد في هدي خير العباد : وأما إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم الحجام أجرة ، فلا يعارض قوله : ” كسب الحجام خبيث ” .
غلاف الدراسة
(*) : الباحثة السعودية الأستاذة .سلوى صقر حسين المحمد ،باحثة في الطب النبوي ، عضو كرسي الشيخ يوسف عبداللطيف جميل – جامعة عبد العزيز ، عضو منظمة الطب الأصيل العالمية ،عضو في الجامعة الطبية الإلكترونية، ومرشحة لجائزة الشيخ زايد في دورتها الثالثة .
الله يجزيكم كل خير