قضية تريد حلاً …
تراثنا : ازدادت في الآونة الأخيرة في عالمنا العربي بشكل عام ودولنا الخليجية بشكل خاص ، وأصبح ظاهرة تستدعي التفكروالدراسة ، ألا وهي ظاهرة تشغيل الأولاد الصغار في المعامل والكراجات والأماكن المختلفة ، مما يحرم هؤلاء الصغار من التعليم منذ نعومة أظفارهم وهي الفترة التي يكون فيها التعليم كالنقش في الحجر .
كتبت منذ سنوات عن هذا الموضوع ، لما رأيت في تلك الأماكن من تسخير الصغار في أعمال الكبار الشديدة القاسية ، وكانت في بداياتها ، والأعداد كانت قليلة وليست ظاهرة كما هي اليوم بعد سقوط الدول وأنظمتها والحروب
المشتعلة بها ، حيث دخل البلاد جمع كبير من الأطفال مع أهاليهم والأغلب من هؤلاء من لا يقدر على التعلم ، لا في التعليم العام كما هو معروف في القوانين ، ولا في التعليم الخاص ، حيث الرسوم الباهظة الكبيرة التي لا يستطيع عليها من لهم أولاد فيها يدرسون ، فكيف بهؤلاء الذين لا يملكون المال الذي يقدرعليه فضلاً من أن يدرسوا أولادهم .
أصحاب الخير والمعروفة شخوصهم عندنا ، أياديهم ببض منذ أزمان، سار علي نهجهم ذرياتهم بل أحفادهم ، وهم مازالوا في العطاء في الداخل والخارج ، أقترح عليهم أن يبنوا مدارس أو أن يستأجروا مدارس وزارة التربية غير العاملة ، أي المغلقة أو الشاغر أجزاء منها ، فتتحول إلى مدارس التعليم الأولى ، لا أقول على طريقة الكتاتيب ، وإنما التدريس المعمول به في المدارس الابتدائية ، وفق منهج وزارة التربية ، كما هو في التعليم الخاص ، المقصد منه تعليم هؤلاء الصغار ممن حرمتهم الفاقة أو العوز أو الحروب في بلدانهم وتكون الدراسة فيه بعد العصر أو مسائية ، لعلنا بذلك نُرحم عند من في السماء إذا رحمنا من في الأرض .
المهم في ذلك أن يتعلموا على الأقل كتابة أسمائهم والقراءة ، إلى أن يحدث الله بعد ذلك أمراً، ولا أغفل هنا مدرسة النجاة الخيرية حين فتحت المجال لأبناء العرب من السوريين ممن ذكرتهم في مقرها في منطقة حولي ، ممن لا يجدون مكاناً للتعليم من الصف الأول إلى الثاني للبنين والبنات ، ويعمل فيها متطوعون سوريون والأمر ناجح ، ويحتاج فقط إلى اعتراف من التربية لمنحهم شهادات مناسبة ، والله المستعان …
الخير …
من يصنع الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله و الناس
د . محمد بن ابراهيم الشيباني – رئيس تحرير تراثنا
خارج الموضوع لان العنوان هو الحرمان من التعليم ولكن تحدثتم عن تشغيل الأطفال أكثر من تحدثكم عن الحرمان من التعليم