• Post published:13/08/2024

 

الحلقة الخامسة

وثائق منتقاة من الصحف العربية والعالمية القديمة

 

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

تناولت مجلة (المنار) المصرية ، التي يرأسها العلامة محمد رشيد رضا – يرحمه الله – (1282-1354هـ / 1865-1935م) وغيرها ، جوانب مهمة فيما يتعلق بمجريات الأحداث فيما يتعلق بالكويت ومنطقة الخليج في تقاسم المصالح بين بريطانية ودولة الخلافة العثمانية في مطلع القرن العشرين .

في الحلقة الخامسة ، تستكمل تراثنا ما تناقلته المنار من الصحف العالمية والعربية بشأن «الاتفاق الإنكليزي التركي على الخليج العربي وشط العرب» فيما تم التوصل إليه من تفاهمات لتقاسم المصالح بين بريطانية ودولة الخلافة العثمانية وروسية وألمانية في مطلع القرن العشرين ، وتسلط صحيفة الاهرام المصرية في هذه الحلقة التنازلات المهولة التي قدمها الباب العالي العثماني لصالح كل من انكلترة وروسيا وغيرهم .

 

الاتفاق ومغانم الانجليز والألمان منه

 

مقالة افتتاحية الأهرام تصرفنا في عنوانها فقط وهذا نصها :

 

السلطان العثماني عبدالحميد الثاني -يرحمه الله - ومطامع التاج البريطاني
السلطان العثماني عبدالحميد الثاني

عُرف من أخبار المصادر التي يوثق بها ، ومن أقوال الصحف التي يعول على أقوالها ، بل من خطاب السير أدوارد غراى المنشور بين التلغرافات أن الباب العالي رضي في الاتفاق الجديد بينه وبين إنكلترة أن يترك كل دعوى من دعاوي السيادة على الكويت وقطر وجزر البحرين ومسقط وعمان .

 

وأعترف لإنكلترة بالحق المطلق في إنارة الخليج العربي  (1) وخفارته ، وحقق لها كل أمنية ومطلب في شط العرب ،وثبت حقوقها المختصة بالملاحة في دجلة والفرات ، كل هذا وغير هذا مما سبق نقله وبيانه وإيضاحه في هذه الجريدة .

 

نلك الأماني التي أدركتها إنكلترة وتلك الغنائم التي نالتها بدت عظة جدا لأعين الدول الأخرى الكبرى صاحبات المرافق والمصالح في البلاد العثمانية .

 

ورأت تلك الدول أن الحكومة العثمانية نفسها فتحت الباب ،وأوسعت للمطامع والمطامح ومهدت السبيل لعرض المطالب والرغائب ، رأت ذلك فإذا بالمطالب تكاد تغمر الباب العالي ، وإذا ببعض الدول تريد أن تأخذ من الباب العالي ومن إنكلترة أيضاً حصة تعويضاً .

 

سير إدوارد غراي
سير إدوارد غراي

أبدت ألمانية في هذا المجال .. وهي صديقة تركية الصادقة الخاصة .. أنها لا تعرف للعناية والاعتدال والاكتفاء معنى ، وهي التي تطلب التعويض الكبير ملء فيها ، مع أنه إذا كانت انكلترة في الاتفاق الجديد تأخذ من دولتنا كثيراً فهي في الوقت نفسه تعطي ألمانية على حساب دولتنا ما هو أكثر وأوفر وأغلى قيمة وأعظم شأناً .

 

قد يدهش القارئ إذ لم يسمع أن إنكلترة أعطت ألمانية شيئاً ولكن من ينظر إلى مضمون الاتفاق أو ما عرف منه حتى الآن يتبين له أن انكلترة صدّقت بصفة نهائية على سكة حديد بغداد الألمانية وعدلت عن المعارضة والمقاومة والمعاكسة أو إقامة العراقيل في سبيل ذلك المشروع الخطير .

 

وهي بذلك التصديق على سكة بغداد الألمانية قد أعطت ألمانية مالاً تقدر قيمته ولا تحصى فوائده ،وهذه الحقيقة تنجلي عند البحث في مشروع سكة بغداد .

 

يتبع لاحقا …

 

طالع الحلقة الرابعة :

 

الاتفاق الإنكليزي التركي على النفوذ في الخليج بالصحف 

 

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 89 

أنقر للتفاصيل 

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 89 الصادر في مارس 2024 م
صادر في مارس 2024 م

 

 

 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

اترك تعليقاً