مما شاع ولم تصح نسبته
لم أر ذلك في شيء من الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه (ابن كثير)
ألا أبلغا عني بجيراً رسالة
على أي شيء غير ذلك دلكما
على خُلق لم ألف أما و أبا
عليه ولم تدرك عليه أخا لكا
سقاك ابو بكر بكأس روية
وانهلك ألمأمون منها وعلكا
تراثنا – د . محمد بن أبراهيم الشيباني *:
هذه أبيات هجاء ، أهدر بها نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم دم كعب بن زهير بن أبي سلمى قبل إسلامه ، وذلك عندما طلب بجير من أخيه كعب أن يبقى في مكانه في أبرق العراف ( مكان قريب من المدينة ) حتي يأتي محمدا صلى الله عليه وسلم ، ويسمع منه ما يقول ، فلما عرض عليه نبينا الإسلام آمن ،وطلب بجير من أخيه ذلك ، رفض وهجا نبينا بتلك الأبيات التي يرفض بها الدخول إلى دين لم يكن عليه أبوه ولا أمه ولا أخوه .
-
مع شهرة القصيدة وتناقلها على مر القرون فإن سندها منقطع غير صحيح، قد أجمع عليها كتاب السير والتاريخ والحديث .
-
اهتم النساخون والوراقون والخطاطون بقصيدة ( بانت سعاد ) وكتبوها بأجمل الخطوط بمبالغ تصل إلى عشرات الألاف الدنانير .
-
تتوفر نسخ أصلية من مخطوطات ( بانت سعاد ) الجميلة في مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
-
يُقال أن معاوية بن أبي سفيان أشترى من ورثة ( كعب) البردة التي ألقاها عليه الرسول عليه السلام ب 20 ألف دينار .
وكعب مشهور بهجاء وأذيه نبينا عليه الصلاة والسلام من قبل ، ولكن عندما كرر أخوه بجير له النصيحة ، وأن عليه أن ينجو بنفسه ، وأعلمه أن رسول الله لا يأتيه أحد مسلماً إلا قبل منه ، أتاه فأسلم ، وأنشده قصيدته المشهورة التي مطلعها :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم عندها ولم يفد مكبول
وقيل أنشد قصيدته هذه في المسجد ( وهي أكثر من خمسين بيتاً ) فلما بلغ قوله :
إن الرسول لنور يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول
في فتية من قريش قال قائلهم
بطن مكة لما اسلموا زولوا
إن رسولنا رمى عليه بردة كانت عليه ، ومنذ ذلك اليوم سُميت ” قصيدة البردة ” أو ” البردة ” أو ” بانت سعاد ” فصارت ناراً على علم ، وتناقلها الرواة والشعراء والمؤرخون ، وقلما تجد كتاباً في القديم في علوم العربية وغيرها لم يذكر هذه القصيدة ، إما تبركاً وإما لقوتها وقوة معانيها .
ومخطوطات هذه القصيدة لا تُعد ولا تُحصى في العالم من كثرتها ، واهتمام النساخ والوراقين والخطاطين بتوزيعها وكتابتها بأنواعه الخطوط العربية وأجملها ، بجانب النقوش والزخارف التي تحيط بهذه المخطوطات ، من أولها إلى آخرها ، مع تجليدها التجليد الفاخر ، وبعضها تصل قيمتها إلى عشرات الآلاف من الدنانير ، إن لم نقل مئاتها ، وتوجد في مركز المخطوطات والتراث والوثائق نسخ مخطوطة أصلية جميلة من هذه المخطوطة .
ولكن مع شهرة هذه القصيدة وتناقلها على مر القرون فإنها غير صحيحة السند ، فإسناد روايتها منقطع ، قد أجمع عليها كتاب السير والتاريخ والحديث .
يقول ابن كثير: ” وهذا من الأمور الشهيرة جداً ، ولكن أم أر ذلك في شيء من الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه ، فالله أعلم ” . (4/373 )
قال أهل العلم : ” إنه عندما رمى نبينا بردته على كعب ، بذل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، فيها عشرة آلاف دينار ، فقال كعب : ما كنت لأوثر بثوب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أحداً ” ، فلما مات كعب ، بعث معاوية إلى ورثته عشرين ألف ، فأخذها منهم ، قال :هي البردة التي عند السلاطين اليوم ” .!
وكعب هذا ، هو كعب بن زهير بن أبى سلمى المزني من الشعراء المخضرمين المرموقين ، وأبوه زهير بن أبى سلمي صاحب إحدى المعلقات السبع المعروفة .
والله المستعان ..
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوائق ومجلة تراثنا
تواصل مع تراثنا