الحلقة الخامسة
من تاريخ الكويت البحري
تراثنا – التحرير :
في الحلقة الخامسة، تسلط تراثنا الضوء على حرفة الغوص في الكويت ، وطاقمها وحجم البحارة ومتاعبها ومخاطرها ، واندثارها الذي لم يندم عليه احد من مزاولي المهنة ..كما يشير التقرير !
-
800 سفينة كويتية مخرت البحار على متنها ما يقارب 20 ألف بحار خلال حكم الشيخ مبارك الصباح للكويت .
-
مهنة الغوص اعتمدت على المخاطرة والحظ ولا ضمانات فيها للعثور على لؤلؤ ثمين يعوض البحارة عن التعب !
الغوص على اللؤلؤ
الغوص على اللؤلؤ أشهر حرفة مارسها أهل الكويت منذ نشأة بلدتهم وحتى نهاية الثلاثينيات من القرن العشرين ، ففي موسم الغوص في بداية الصيف ، كانت المئات من السفن الشراعية المزدحمة بالبحارة تتجه إلى صوب مغاصات اللؤلؤ داخل الخليج .
يقوم بحارتها بالغطس لجمع المحار من قاع البحر ، ثم البحث فيه عن حبات اللؤلؤ لبيعها إلى تجار اللؤلؤ في الكويت وفي خارجها ، لذا ضمت هذه الحرفة الموسمية أغلب رجال الكويت وصبيانها ، حتى بلغ عدد السفن المستخدمة في الغوص على اللؤلؤ في الكويت حوالي 800 سفينة ، وعليها ما يقارب 20 ألف بحار خلال حكم الشيخ مبارك الصباح للكويت – 1896- 1915م – ويستخدم العديد من السفن في هذه الحرفة ، أشهرها :
بوم الغوص ، والسنبوك ، والجالبوت ، والشوعي ،وكذلك البقارة ،والبتيل ،وهي أقدم السفن التي كانت تستخدم في رحلات الغوص على اللؤلؤ في الكويت .
ولقد كان دخل الكويت جراء بيع اللؤلؤ كبيراً في مطلع القرن العشرين ، وكان هذا الدخل أكثر من ثلث الدخل القومي ، كما أن حرفة الغوص وفرت فرص العمل للكثير من رجالات الكويت وشبابها من داخل الكويت أو من باديتها .
طاقم السفينة
فقد جاء من بادية الكويت بعض من أفضل الغاصة ” الغواصين” الكويتيين ، كما جاء آخرون من مناطق مختلفة مجاورة للكويت ، ويتكون طاقم سفينة الغوص من النوخذة ” قائد السفينة” وعدد من الغاصة ، وآخر من “السيوب”،و هم الذين يساعدون الغاصة خلال عملهم لجمع المحار من قاع البحر .
كما يركب عدد قليل من الصبية لمساعدة البحارة ، ويطلق عليهم الرضفاء “جمع رضيف” ولا يحصل بحارة الغوص على طعام خلال عملهم سوي قليل من التمر ، وقليل من الماء ، أما العشاء فعادة ما يكون الأرز المطبوخ ومعه قليل من الأسماك ، ويبدأ العمل من مطلع الشمس حتى غروبها .
المغامرة والحظ
لذا كانت حرفة الغوص مرهقة ، ومصدر أذى كبير للبحارة ، وهي حرفة اعتمدت على المغامرة والحظ اعتماداً كبيراَ ، فليس هناك من ضمان لحصول البحارة على حبات لؤلؤ ثمينة تعوضهم عن التعب الذي يبذلونه في هذه الحرفة الشاقة .
لا ندم على اندثارها !
وقد يعود البحار بعد أربعة أشهر من العمل المضني دون أن يحصل على مبلغ من المال ، فيزداد ما عليه من دين للنوخذة ، لذا لم يندم أحد من البحارة حين اندثرت حرفة الغوص على اللؤلؤ في الكويت .
يتبع لاحقا ..
طالع الحلقة الخامسة :
سفينة “التشالة” اختصت بنقل مواد البناء من الهند للكويت
نقلا عن تراثنا / العدد 43
تواصل مع تراثنا