حديث التاريخ من الكتب – الحلقة (3)
كتاب : على طريق الهند – رسائل الأهالي
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني *:
التاريخ لا يحابي أحداً ، فما غاب عنا لم يغب عن غيرنا ، وما لم نعرفه اليوم سنعرفه في الغد ، ولن يستطيع أحد أن يستر الحقيقة ، أو يخفيها ، ولا سيما اليوم في عصر التقنية الجديدة المتجددة المرعبة .
هذه الرسالة تحكي متابعة في الكتب والأوراق المبعثرة والوثائق وغيرها عن تاريخ الكويت وحكامها ورجالاتها من الذين كان لهم دورهم في نهضتها وعمرانها ، دللت فيه على مكانها مع ذكر عناوين مادتها وموضوعها .
أرجو أن يكون معيناً للدارسين والباحثين في هذا الشأن .
-
الشركات البريطانية تنشط في التحري بحثاً عن مكامن النفط في مواقع عدة بالخليج العربي بعد اكتشافه في البحرين .
-
اكتسب موقع الخليج العربي أهمية لممرات طيران الإمبراطورية البريطانية لدوره المستقبلي في المواصلات والحروب !
-
“البريطانية ” تفتتح محطة لها في الطرف الشمالي الشرقي من البحرين ابتاعته من الشيخ عيسى الخليفة 1934م .
في الحلقة السابقة ، استعرضت تراثنا كتاب (على طريق الهند – رسائل الأهالي) لمؤلفه إبراهيم عبدالفتاح حيث جاء على ذكر التنافس المحتدم بين بريطانية وروسية وألمانية بغرض الوصول إلى سواحل والخليج ، حيث تمكن الإنكليز من سد الطريق على إنشاء خط حديدي روسي نهايته في الكويت ، كما تمكنت من فرض سيطرتها على النفط الإيراني عبر شركة بريطانية فارسية ..
تحريات البحث عن النفط
وفي الحلقة (الثالثة) نستكمل الاحداث التي دارت حول الكويت وتأثرها بما يدور من صراعات إقليمية ، حيث يذكر المؤلف انه : قد ازدادت أهمية الخليج من هذه الوجهة باكتشاف معدن النفط في البحرين ،واحتمال اكتشافه في أماكن أخرى في الخليج ، حيث قد نشطت الشركات الإنكليزية في إجراء التحريات عن هذا المعدن الثمين .
الخليج ممر للطيران البريطاني
وقد أصح الخليج في الوقت الحاضر ولا سيما الجهة العربية منه ، ممراً لطائرات شركة طيران الإمبراطورية ، فاكتسب بذلك موقعا جدياً في السياسة الإمبراطورية بالنظر لأهمية الطيران في الوقت الحاضر وما سيكون له من الأهمية في المواصلات والحروب في المستقبل ، وللإنكليز في الخليج الآن ثلاث محطات طيران في الكويت والبحرين والشارقة .
تنازلات بريطانية
وآخر ما جرى من التبدلات في الخليج تنازل بريطانية عن محطتي هنجام وباسندم (الأولى في جزيرة هنجام والثانية في جزيرة قشم)،بناء على الاستياء الذي آثاره وجودهما في أملاك الدولة الإيرانية ، وبالنظر على مرور الخط الجوي البريطاني من سواحل الخليج الشرقية حيث تريد الحكومة البريطانية أن يظهر تمركز قواها .
قاعدة بحرية في البحرين
وقد أخذت البريطانية مكاناً لائقاً في الطرف الشمالي الشرقي من جزيرة البحرين ابتاعته وزارة البحرية الإنكليزية من الشيخ عيسى الخليفة شيخ البحرين في سنة 1934م ، لتجعل منه محطة بحرية عوضاً عن محطتي هنجام وباسندم ، وهو قرب مكان صالح لرسو البواخر ، وفيه مجرى ماء صالح للشرب ، والمسافة بينه وبين عاصمة البحرين لا تزيد عن ثلاثة أميال .
وقد صرح السرجون سمون جوابا على سؤال وجه إليه في هذا الموضوع فقال : لقد توقف استعمال المحطة البحرية في باسندم بجزيرة قشم الإيرانية من قبل سفن صاحب الجلالة منذ سنة 1911م ، وارتأت حكومة صاحب الجلالة مؤخرا أن المصالح البريطانية في الخليج يمكن صيانتها على الوجه المطلوب بنقل هذه المحطة إلى البحرين في الجانب العربي من الخليج ، والمفاوضات جارية الأن مع الحكومة الإيرانية لصيانة المقبرة البريطانية في باسندم (ص 64 ، 62 ، 61) .
يتبع لاحقاً ..
*رئيس مركز المخطوطات والتراث الوثائق ومجلة تراثنا .
طالع الحلقة السابقة (الثانية) :
بريطانية تبسط نفوذها على الكويت وتستأثر بالنفط الإيران
نقلا عن تراثنا العدد 86
تواصل مع تراثنا