الرجل الذي لم يقبل الأنكليز توظيف عاملاً في النفط إلا بتزكية منه !
تراثنا – التحرير : امير منطقة وارة ..! قصة مسيرة حافلة رافقت صاحبها محمد بن طاحوس بن ناصر آل طاحوس ، تستحق التوقف امامها بالتأمل والتدبر ..انضم إلى مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق حديثاً كتاب اهداء من الاعلامي والباحث التراثي د .سعود عويض سعود الديحاني* بعنوان ( محمد بن طاحوس أمير منطقة وارة ) ليزيد المكتبة اثراء معلوماتي بكل ما يتعلق بأهل الكويت بادية وحاضرة .
ويلقي المؤلف د .الديحاني الضوء على ولادة محمد بن طاحوس بن ناصر آل طاحوس” رحمة الله عليه ويشير إلى أنها ” في أوائل القرن العشرين وعلى وجه التحديد في سنة 1903 ( من فخذ آل هتلان من قبيل العجمان ) أبان حكم الحاكم السابع الشيخ مبارك الصباح ( حكم عام 1896 م ) .
وأما عن مكان ولادته ، فكانت في فريج الشيوخ في منطقة الوسط ..حيث يسكن غالبية أسرة الصباح آنذاك ، وارتبط معهم بالأخوة في الرضاعة فقد ارضعته الفاضلة حصة ابراهيم الغانم حرم الشيخ احمد الجابر الصباح .
درس في الكتاتيب ، و انتقلت اسرته إلى حي شرق في طفولته ، ومن نوادر المعلومات ، ما يرويه المؤلف عن لقاء محمد بن طاحوس بالملك عبدالعزيز آل سعود وهو في سن العاشرة في بر مشرف ما دار بينهما من حوار ، وهو مشهد لم يفارق خياله طول حياته ، دونه المؤلف نقلاً عن ابنيه أحمد ومحمد يمكن قراءه تفاصيله في الكتاب .
محمد بن طاحوس
-
التقى بن طاحوس بالملك عبدالعزيز آل سعود و هو في العاشرة من عمره ولم يفارق المشهد خياله منذاك !
-
سكن واهله في فريج الشيوخ بحي الوسط ورضع من حرم الشيخ احمد الجابر الصباح .
-
ولاه الشيخ عبدالله الأحمد أمارة وارة ليقوم بأعباء المنطقة التي تمثل تجمعا لأبار النفط ، الدخل الاول والاساسي .
-
شارك في بناء سور الكويت الثالث وفي حفظ امن حدود البلاد ومدينة الكويت وحظى بعضوية لجان الجنسية.
-
حفظ الامان في وراة وبنى مسجداً فيها وشيد سوقاً يلبي حاجات الاهالي اغناهم عن التوجه لمدينة الكويت .
تجدر الاشارة ان محمد بن طاحوس شارك في بناء سور الكويت الثالث الذي بني عام 1919 م الذي بناه الكويتيون عقب معركة ” حمض ” .
حفظ الأمن
ويمضي المؤلفد . سعود الديحاني في ذكر تفاصيل مهمة في حياة الطاحوس ” رحمة الله عليه ” اكتسب منها المراس والخبرة والتجربة ، ومنها ما اسند اليه من مهام كلفته بها قيادات البلاد ارتبطت بحفظ الأمن على حدود الكويت في حقبة الشيخ سالم المبارك الصباح ، كما كان له دوره في حفظ أمن مدينة الكويت واستقرارها فترة تولي الشيخ صباح بن دعيج ” صباح السوق ” باعتباره ممن تولي هذه المهمة ضمن القوة الأمنية المكلفة بها .
وسجل المؤلف مشاركة الطاحوس في معركة الجهراء عام 1920 م ومشاركته ضمن القوة التي تولت حراسة بوابات السور ضمن تفاصيل يمكن الاطلاع عليها بتوسع اكبر في الكتاب .
الاكتشافات النفطية
ويمر المؤلف على تلك الحقبة الثرية والحبلى بالأحداث ، موثقاً الاكتشافات النفطية في الكويت وآثار اندلاع الحرب العالمية الثانية عليها وتوقفها ، ثم خروج اول شحنة نفطية في 1946 م ، مدعمة بالصور الناطقة باسم الحدث ، مما يكسب الكتاب اهمية توثيقية مقرونة بالمتعة البصرية لحقب مضت .
الحفاظ على الممتلكات النفطية
ولم يكن محمد بن طاحوس بعيداً عن تلك الاحداث والتطورات التي أحاطت بالكويت ، بل كان له دوره فيها، ويكشف المؤلف دور الطاحوس في حفظ الأستقرار الأمني لمتعلقات بئر برقان النفطي الضخم في ظروف صعبة وسط الصحراء ، حيث عادت الشركة ” نفط الكويت ” بعد انقطاع لتستأنف عملها ووجدت معداتها مصونة محفوظة بمبانيها .
تزكية بن طاحوس للعمال
وينقل د . الديحاني عن كتاب ” الأحمدي بين الماضي والحاضر ” ما يدل على ثقة الشركة النفطية بالطاحوس قائلا : ” كان يتحتم على كل من يريد العمل مع الانكليز من أهل البادية أن يحصل على شهادة تزكية من ابن طاحوس وهو بدوره لا يمنحها إلا لمن تتوفر فيه صفات الأمانة والصدق ” .
أمير وارة
وفي توطئة الحديث عن تولية محمد بن طاحوس امارة وارة ، قدم المؤلف شرحاً وافياً لجغرافية المنطقة وطبيعتها وسكانها ، وازدياد النشاط فيها على مرور السنين ، فجاء تعيين محمد بن طاحوس أميراً عليها عام 1939 م من قبل الشيخ عبدالله الأحمد ليقوم بأعباء المنطقة التي تمثل تجمعا لأبار النفط ، الدخل الاول والاساسي في البلاد وما يزال حتى اليوم .
اصلاحات وتعمير
ويتواصل المؤلف في ذكر الاصلاحات والإعمار التي ادخلها بن طاحوس في منطقة وارة أبان أمارته عليها ، بتفاصيل موسعة نذكر منها على سبيل المثال انشاء مسجد ، عُين له الملا عمر بن منصور إماماً له ، فعمد إلى إنشاء مدرسة في هذا المسجد متولياً التدريس فيها ، ، وأنشأ أول سوق يقضي حوائج الاهالي ، وأقام نقطة أمنية لبسط الامن ونشر الاستقرارفي الاسواق والمنطقة .
لجان الجنسية
وبعد الغاء نظام الأمارة في المناطق ، اسند إلى بن طاحوس العديد من المهام منها عضوية لجان الجنسية لتزكية المستحقين لها وفقا لقانون الجنسية الكويتية عام 1959 م .
كما غطى الكتاب الكثير من الجوانب الاجتماعية والمناسبات والمواقف الطيبة التي دونها لتبقى ذكرى طيبة عن محمد بن طاحوس رحمة الله عليه ( ت 1989 م ) .
النسخ متوفرة
نسخ كتاب ( محمد بن طاحوس أمير منطقة وراة ) متوفرة في مركز المخطوطات والتراث والوثائق للباحثين والراغبين في التوسع في البحث والاطلاع على المزيد من المعلومات .
*المؤلف الباحث د .سعود عويض الديحاني ( مؤلف عدة كتب تراثية )
( حاصل شهادة دكتوارة في الشريعة الإسلامية بامتياز مع مرتبة الشرف)
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا )
حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر
مجلة ( تراثنا ) الورقية
الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق
• لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..
التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه
هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +