الحلقة الثانية
مذكرات الجندي البريطاني فوجن في الكويت “1928م” موقعة الرقعي
تراثنا – التحرير :
تواصل تراثنا نشر حلقات منتقاة من كتاب “مذكرات الجندي البريطاني فوجن في الكويت (1347هجري – 1928م) تمثل الاعدادات لهجوم مرتقب ما بعد معركة الرقعي التي وقعت بين الكويت وإخوان نجد ، حيث تفرد مركز المخطوطات والتراث بنشر المذكرات والصور الموثقة النادر تمثل تلك الاستعدادات التي التقطها الجندي بكاميرته .
الجدير بالذكر أن تراثنا حصلت على الصور الوثائقية – كما نوهنا في الحلقة السابقة – من القاعدة البحرية البريطانية في غرينيتش عام 1993م ، وطُبع الكتاب عام 2003 م ، ويُعد بصوره ومادته مرجع توثيقي لا غنى عنها لأي مادية بحثية تُنشر لاحقاً .
الجندي البريطاني فوجن :
• كان مشهداً رائعاً أن تجتمع قواتنا مع القوات المحلية وقد تدفق الناس ، وشكلوا صفوفاً متراصة ، في مشهد عظيم .
• كانت السيوف والرماح تبرق وتلمع من انعكاس أشعة الشمس عليها ، كما كان الهواء يحمل صدى رقصات الحرب حول قائدها .
• كان منظراً رائعاً أن ترى العرب يقومون بإداء العبادة في المساء ، كانوا يتركون أماكنهم على السور ويتوجهون بصلاتهم إلى مكة .
• نشرت صحف بريطانية تقارير مضخمة تثير الذعر حول الوضع ، وزعمت إن عشرين ألفاً من العرب يسيرون نحو الكويت .
تناولت تراثنا في الحلقة الأولى جانب من انطباعات الجندي فوجن التي رصدها عند تجواله في مدينة الكويت وأسواقها وبيوتها المتلاصقة .. فيما نقتطف في حلقة اليوم جانب آخر من انطباعات الجندي البريطاني فوجن الذي قدم إلى الكويت مع قوة بريطانية استدعيت لحماية الأمارة في أعقاب تداعيات (موقعة الرقعي في 28 يناير عام 1928 م) في أطار اتفاقية مبرمة بين الطرفين، ومكثت القوة” برية وبحرية وجوية ” قرابة الشهرين ، دخل فيهما شهر رمضان المبارك في فصل الشتاء .
بدء الوصول
يصف الجندي فوجن في سجل ذكرياته لحظة وصولهم إلى شاطئ الكويت حيث يقول : كثير من التحضيرات يجب القيام بها قبل أن تبدأ القوات البحرية بنشر أشرعتها ، فقد كنا في وضع غير عادي ، لكن لحسن الحظ فإن البحار دائما يستطيع أن يكيف نفسه مع الظروف المحيطة به .
في التاسع والعشرين .. يشير فوجن إلى طلب القوات البحرية من الشيخ الحاكم أحمد الجابر الصباح – يرحمه الله – تزويدهم بخيام لإقامة معسكر خاص بهم ، حيث كانت القوات الجوية تمتلك خياماً عسكرية صغيرة ، فأستجاب لهم ، وكان الموقع بالضبط داخل البوابة الشمالية .. قريباً من شاطئ رسو السفينة .. واستمر الجو جميلاً ليومين ثم تحول للبرودة.
وفي جانب آخر من الموضوع ، يشير إلى وصول السفينة كروكس والسفينة لوبين في الثالث من مارس ، أنزلت كل منهما فصيلاً ، وبذلك وصل مجموع القوات إلى حوالي المئتين ، وعرج في ذكرياته الى تفاصيل عسكرية تتعلق بنقص في الذخيرة والبنادق بغرض زيادة الكثافة النارية .
طبول الإشاعات
وتلعب الإشاعات في أجواء الحرب دورا مؤثراً كان الإعلام البريطاني مسرحاً واسعا لها ، حيث يشير فوجن إلى ذلك بالقول : وهناك صحف إنكليزية معنية ، كانت تنشر تقارير مضخمة وتثير الذعر حول الوضع ، وقيل إن عشرين ألفاً من العرب يسيرون نحو الكويت – وزعمت إحدى الرسائل أنه يناشد أتباعه الانضمام إليه للجهاد ضد جميع القبائل الأخرى ، وقيل أنه تم إرسال قوات من الهند لاحتلال القرية (لم يحدد أية قرية أو مدينة) وقد كان الهجوم على البصرة أكثر احتمالاً ولكن إمكان الدفاع عنها كان صعباً ..
الجدير بالذكر أن القوات البريطانية عادت بعد شهرين دون وقوع ما يستدعي الدخول في حرب .
مشهد رائع للقوات
وفي الخامس من شهر مارس ، يقول : أجرينا تمريناً عسكرياً مع القوة العربية “الكويتية ” فقد انتقلت القوات إلى مواقعها قبل الظهيرة ، وكان مشهداً رائعاً أن تجتمع مع القوات المحلية .. وقد تدفق الناس من كل أنحاء المدينة ، وشكلوا صفوفاً متراصة ، في مشهد عظيم ، ونسمات الهواء جعلت الأعلام ترفرف من على سواريها ،على حين كانت السيوف والرماح تبرق وتلمع من انعكاس أشعة الشمس عليها ، كما كان الهواء يحمل صدى رقصات الحرب حول قائدها الذي كان يمتلئ حماسة وهياجاً وتعصباً وحمية ، وذلك مما يذكر بالرقص الخيوني الذي ساد أوربة ابان العصور الوسطى .
صلاة العرب
وفي سط هذه الأجواء الحماسية، ينقل الجندي صورة وصفها بأنها رائعة للجنود الكويتيين إذ يقول: كان منظراً رائعاً أن ترى العرب يقومون بإداء العبادة في المساء ، كانوا يتركون أماكنهم على السور ويتوجهون بصلاتهم إلى مكة ثم يسجدون على وجوههم .
يتبع لاحقاً
طالع الحلقة الأولى :
ذكريات جندي بريطاني عن موقعة الرقعي بالصور .
كاتب وكتاب
انتقاءات من كتاب (مذكرات الجندي البريطاني فوجن في الكويت 1928م موقعة الرقعي) ، من تحقيق : الدكتور محمد بن إبراهيم الشيباني رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا ،عدد الصفحات 76 صفحة ،صدر عام (1423 هجري – 2003م ) مطبوعات مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت .
تواصل مع تراثنا