من مرثيات الغوص
أبيات مؤثرة لأول شاعرة كويتية
تراثنا – التحرير :
عاشت الشاعرة الشعبية المعروفة موضي العبيدي في زمن الشيخ مبارك الصباح ، وتعد أول شاعرة عٌرفت في تاريخ الكويت، وهي شاعرة مجيدة في شعرها .
،عاشت العبيدي ” يرحمها الله ” حياة بائسة إذ فقدت ابنها الأول ( عبدالعزيز ) في الغوص على اللؤلؤ ، حيث غرق في قاع البحر في عام 1895 م ” مقتطف من كتاب :طبعات السفن والقرصنة عليها في تاريخ الكويت ” .
ذهب ابنها عبدالعزيز إلى الغوص مع النوخذة ( يوسف الفهد ) – يرحمهما الله ، حيث كان غيصاً ، وكانت أمه تخشى عليه من البحر ، ولكن ماذا تفعل ؟ وكانت قد خطبت له إحدى الفتيات ليتزوجها بعد رجوعه ، ولكن قدر الله كان قوياً عليها ، ففقدت ابنها وهو في ريعان شبابه الغض ، فبكته وحزنت عليه كثيرا وقالت هذه القصيدة في رثائه :
يا بو سعد عزي لمن ضاعت أرياه
قلبه حزين ودمع عينـه يهلـي
يسهر طوال الليل والنوم ماجـاه
في مرقـده كنـه بنـاره يملـي
على وليف عذب الحـال فرقـاه
الطيـب اللـي للرفاقـة يهلـي
مدري درادير أزرق المـوج ودّاه
والا كلاه الحـوت ياكبـر غلـي
ياليتنـي دميـت بالهيـر ويـاه
موج البحر فوقي وفوقـه يزلـي
ليتني تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفه حقه وأبي نصفهن لي
أو ليتني حضرته يوم قربت مناياه
ما كان يا مشكاي بالقوع خلي
ويوسف خطف بشراع وأقفى وخلاه
وأنا إموصيته على جبرتن لي
الله يسود وجه يوسف وجـزواه
ماذكر دمعي وسط حوشه يهلـي
جتني هدومه بعد عينه مطـواه
لا وفق الله محمـل جابهـن لـي
ليته ورا سيلان والهنـد مربـاه
وأرجي يجيبه لي شراع معلـي
البندق اللي عندنـا لـه مخبـاه
نقّالهـا عقبـه عينـه يـولـي
وصلاة ربي عد ماحـل طريـاه
وأعداد ما سار القلم بالسجلي
قصيدة مؤثرة للغاية ، تصف كيف أنها ذهبت إلي بيت النوخذة يوسف الفهد – توصيه خيرا بأبنها – قبل السفر للغوص ، وتتمنى أن تكون قد توفيت مع ابنها في البحر وتقاسمته الغرابيل والمصائب معه إلى آخر حديثها في هذا الصدد .
* طالع : أبيات رثاء الأبن الغريق لموضي العبيدي أو سعدى العازمية ؟
كما أنها ذكرت في قصيدتها بعض الألفاظ والتعابير البحرية مثل :
– درادير : تيارات البحر
– دميت : نزلت في قاع البحر
– خطف : رفع الشراع
– جزواه : بحارته
– محمل : سفينة
وتشير الشاعرة موضي العبيدي في آخر القصيدة إلى خطبتها لابنها بقولها : ( والبندق اللي عندنا له إمخباه ) حيث وصفت الخطيبة بأنها البندق المخبأة له ليوم الحاجة إليها ، وصفتها بهذا الوصف لعلو منزلتها ، وإنه لن يحملها أحد غيره مطلقاً ، أي لن تتزوج .(1)
كاتب وكتاب
المادة منتقاة من كتاب ( طبعات السفن والقرصنة عليها في تاريخ الكويت) ، لجامعه د . محمد بن إبراهيم الشيباني رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا، من مشورات المركز .
هامش :
1- تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي للشملان ( 1/442 ) بتصرف
الله يا الكويت واهلها وتراثها وكل ما فيها حلو والله يرحم اهل لوّل في الخليج كله كانوا يعانون الفقر والعوز والمشقة وقلة الرزق وكانوا رجال ونساء ابطال