الحلقة السادسة

علامة الجزيرة المؤرخ حمد الجاسر في سطور 

 

 

تراثنا – التحرير :

 

يُعد علامة الجزيرة الأديب السعودي الشيخ حمد الجاسر(1910- 2000م) من كبار الأدباء في المنطقة ، وله مساهمات كبيرة في إحياء تراث الجزيرة العربية وله معجم عن جغرافية السعودية ومؤلفات عدة في التاريخ  والسير والمخطوطات وكتب في النسابة ومشاركات في مؤتمرات محلية وخارجية وغيرها..

 

وساطة طه حسين

 

 

ترافق تراثنا العلامة الجاسر في رحلته ، منذ نشأته في قرية بسيطة تهتم بالفلاحة، ونتوقف معه في السطور التالية مع ما دوًَنه بنفسه عن شغفه بالعلم وعلاقته ومودته لعلماء مصر، منتقاة من أرشيفها الصحفي في مركز المخطوطات والتراث والوثائق وفي السطور اللاحقة يوضح الجاسر كيفيه ألتحاقه بكلية الآداب في مصر وما واجهه من إشكالات ودور الأديب الكبير طه حسين في إلحاقه بها ، فيقول :

 

التصميم على كلية الآداب

 

كان من أثر إكثاري من قراءة الصحف المصرية أن ارتسمت في ذهني صورة للثقافة في تلك البلاد ، وخاصة في جامعاتها ، وفي كليات الأزهر ،ولم أكن إذ ذاك قد نلت طرفاً من العلم ، يهيئ لي الالتقاء بمشاهير الحركة الأدبية في القاهرة عند وصولي لأول مرة إليها .

 

أما لقائي بالدكتور طه حسين ، فكان ناشئاً عن رغبتي في الالتحاق بكلية الآداب التي لم يلتحق بها طالب من بلادنا قبلي ، ولكن السيد محمد طاهر الدباغ الذي بعثت للتعليم في عهده سهّل لي الالتحاق بها بعد أن كنت موجها للالتحاق بكلية الشريعة في الازهر، إذ كان مؤهلي هذا التخصص في القضاء ، إلا أن رغبتي في الابتعاث ما كانت نحو الالتحاق بلك الكلية ، فلما أبرق إليه السيد ولي الدين أسعد ، مراقب البعثة في مصر برفضي الالتحاق بكلية الشريعة أجابه قائلا : ألحقوه بأية كلية يقبل فيها .

 

ومع أنه – رحمه الله –  صعّب علي الالتحاق بكلية الآداب ، إلا إنني صممت على هذا ، فكان أن ذهب بي صبيحة يوم إلى الجامعة في كلية الآداب ،ثم الالتقاء بعميدها المعين حديثاً في تلك الأيام وهو الأستاذ محمد شفيق غربال ، فأوضح له المراقب رغبتي ، فقال : أنا حديث العهد في إدارة الكلية ،ويحسن أن تستشيروا الدكتور طه حسين العميد ،الذي كان قبله ، وفُصل لما أُشيع عنه من أفكار غير مقبولة .

 

 

كان الالتقاء بالدكتور طه حسين ، وكان يسكن إذ ذاك في محلة الزمالك ، التي تُعد أجمل محلات القاهرة ، وبعد لقاء واستقبال حسن ،وجه إلي بعض الأسئلة في الأدب والتاريخ حول ما قرأ من الكتب الحديثة والقديمة ، فأخبرته بما طالعته ك “الأمالي ” ، و ” الكامل ” للمبرد ، و” الأغاني “. 

 

 

الجاسر والاختبار 

 

ومن الكتب الحديثة مؤلفات مصطفى صادق الرافعي ، ومنها كتابه “معركة بين القديم والحديث” ، وهو هفوة مني ، فالكتاب هو رد على كتاب الدكتور طه حسين في “الشعر الجاهلي “، فابتسم الدكتور ، واستمع لما أكملته من كتب العقاد والمازني على قِلتها ، وقال للمراقب : من السهولة بمكان أن يُقبل هذا الطالب في الكلية ، وهذه بطاقتي تذهبون بها إلى الأستاذ إبراهيم مصطفى ، واخبرنا بعنوانه ، فتمت المقابلة وتحديد يوم لحضوري إلى الكلية .

 

فكان ذلك ، واجري لي اختبار رأسه الأستاذ احمد امين ، ولكنه كان سهلاً ، حيث اقتصر على أسئلة عامة في التاريخ الإسلامي ، ومثلها في اللغة العربية والأدب ، تلك هي أول مقابلة لي بالدكتور طه حسين ، ثم جرت مقابلات أخرى ، حين ضممت إلى أعضاء مجمع اللغة الغربية ، وقد تولى رئاستها .

 

 

( والمزيد من التفاصيل في تراثنا -العدد 91) .

 

 

يتبع لاحقا ..

 

 

طالع الحلقة السادسة :

 

المؤرخ حمد الجاسر ..نهضة مصر العمرانية لم تلفت اهتمامي ولكن

 

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 19

أنقر للتفاصيل 

 

 

 

بادر بحجز نسختك

 

 

تواصل مع تراثنا