خواطر كويتية خليجية
تراثنا – د .محمد بن إبراهيم الشيباني * :
الأنسان المنصف .. صاحب القلب الهمام لفعل الخيرات ، وترك المنكرات ، و الذي يجعل بينه وبين البشر وربه ميزان الإنصاف المحفور في داخله ، يقيس به أعماله ،رآها البشر أو لم يروها .
د .الشيباني
-
ينبغي على المواطن الكويتي والوافد عدم الاستعلاء وجحد النعم التي أنعمها الله عليه والاعتراف بهذا الفضل .
-
كثير من الدول العربية والإسلامية تعتاش بفضل الله على المداخيل والسيولة التي يرسلها الوافد لأهله وبلده.
-
الوافدون غادروا بلادهم إثر معاناة الشعوب من الاقتتال والتفجيرات اليومية وعدم الأمن وزوار الفجر !
-
أهل الكويت عبروا عن امتنانهم الكبير لأفضل ضيافة تلقوها في بيوت وافدين عادوا لبلادهم أثر حرب الخليج .
هذا الإحساس ينبغي أن يرافقه أينما كان وحل ، فالمواطن الكويتي مثلاً ، الذي تخرج من الجامعة ، أو من أي معهد من المعاهد التطبيقية أو غيرها ، أو أخذ دورة من الدورات وحصل مع ذلك مكافأة شهرية ، ثم توج بالنجاح ، ثم بالوظيفة ، فهذا عليه شكر الله أولاً ، ثم وطنه ثانياً ، الذي أعطاه كل ذلك ، دراسة ، ومكافأة ، ووظيفة ، ثم راتباً ، بعد أن كان لا يملك من كل ذلك شيئاً ، وهو أمر لا يخص المواطن الكويتي وحده ، بل كل مسلم أينما حل ، وأينما كان ،في بلادنا العربية والإسلامية وغيرها .
الدخل وعجلة الاقتصاد
ومثل ذلك ينبغي أن يكون حال الوافد إلى بلادنا في الكويت وغيرها ، الذي يسّر الله له القدوم إلى البلاد ، ثم بعد ذلك توفرت له فرص العمل في أحدى قطاعات الدولة “العام الحكومي” أو “الخاص الأهلي” ، ثم حصل على دخلاً أياً كان مقداره ، ثم شهراً بعد شهر قام بإرسال جزء منه إلى أهله في بلده ، وهو حال عشرات الألوف من الوافدين ، الذين أدخلوا الأموال إلى أهلهم وذويهم وبالتالي عم الخير بلادهم ، وتحركت عجلة الاقتصاد بالسيولة الداخلة إليهم من الكويت وغيرها ، و مثله شتى بلاد العالم الذي تستجلب العمال الوافدة إليها .
فهذه كلها ميزات وخيرات وبركات أعطيت للمواطن والوافد من ربنا الغني الكريم ، وهي ميزة تميزت بها بلادنا “الكويت” من دون سائر كثير من البشر في البلدان العربية الفقيرة المعدمة ، التي أكلتها الثورات والانقلابات والقتال اليومي والانفجارات، وحل بها الدمار الذي لم يتوقف ساعة من الساعات .
النكد وزوار الفجر
أو تلك البلدان التي يعيش شعوبها حياة القلق والنكد ، خوفاً من زوار الفجر ، وغيرها من الأمثلة التي لا تحصى ولا تعد ، أليست كل تلك النعم تستحق من العبد الكثير من الشكر ، والحمد لربها الذي انعم عليهم بفضله أولاً ، ومن ثم تلك الدول ؟؟
ينبغي على الإنسان ألا يتعالى أو يتكبر ، وألا يحسد غيره على من ما أتاهم الله من فضله ، ويشكره على ما في يده من نعم ، بعد أن كان معدماً بائساً فقيراً ، لا يملك قوت يومه ، وأصبح اليوم يملك كل هذه الخيرات التي تعدته إلى أهله وأقاربه ثم بلاده ؟
ومن النعم الكبيرة التي تميزت بها الكويت ، ولا نجدها في الدول العربية المضطربة ،بل وتكاد تخلو حتى من بعض دول مجلس التعاون الخليجي ،هو ما ينعم به الوافد من طبابة على المستويات كافة ، مع الأدوية مقابل رسوم ميسرة لا تقارن حتى بما في بلاده ، في حين أنها تكلف ميزانية الدولة في الكويت مئات الملايين ، ولكن نعمة الأمن والأمان أهم من كل مردود مالي يعقبه دمار وخراب البيوت والديار.
لا قياس مع الفارق
المطلوب هو القياس .. ومعلوم أن لا قياس مع الفارق ، فكيف تقارن الكويت بدول العالم ، وعلى رأسها الدول العربية والإسلامية ، فهي الأولى والأسبق والأكثر والأشمل تطوراً وتحضرا في كل شيء من بلادنا .. ومع ذلك عطاء الكويت لا يتوقف ، ليس للوافدين إليها فقط ، حتى مع حكومات تلك الدول من خلال المساهمة في دعم مشاريعهم ، ودفع عجلة التطوير .
وكل المطلوب سواء من المواطنين او الوافدين وتلك الحكومات الامتنان لهذه العطاءات الطيبة ، والاعتراف بالفضل لذوي الفضل ، ومن يقل غير ذلك فقد كفر وجحد النعمة وانكر فضل المنعم عليه ..وأولها حمد الله وشكره ، ولا ننسى أن كثير من العمالة الوافدة الكويت قد جسدت معاني الشكر والتقدير بأجمل صورها في استقبال أهل الكويت أثر حرب الخليج في بيوتهم وبلادهم في ضيافة أمدت نحو 6 شهور . . فكانوا ممتنين شاكرين لعظيم فضلهم .
والله المستعان ..
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
تواصل مع تراثنا