توقفوا عن أهانة لغتنا العربية والأسفاف بها واحترموها !!
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
أحرف لغتنا العربية وكلماتها ، حروف وكلمات ، هي لغة القرآن الكريم الذي أنزل على نبينا الأمي عليه الصلاة والسلام .
في شتاء عام 1987 م زارني في مركز المخطوطات والتراث والوثائق العلامة المؤرخ حمد الجاسر رحمه الله ، وكان ذلك اليوم مطيراً شديد البرودة ، وقد لبس لباساً ثقيلاً .
-
العلامة حمد الجاسر ، حَمَدَ اللهَ أن دواسة الأقدام كتبت عليها عبارات الترحيب بالانكليزية .. ولو كانت باللغة العربية لكان له حديث آخر !
-
كتابات إيليا أبو ماضي وجبران خليل وميخائيل نعيمة وغيرهم من النصارى استشهدوا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتعلقهم باللغة العربية !
وبعد الزيارة وأثناء خروجه رأى الدواسة الليف التي توضع عند عتبة الأبواب لتنظيف الأحذية مما يعلق بها من الطين وغيره ، مكتوب عليها أهلا وسهلاً ، ولكن باللغة الإنكليزية ، فدقق النظر فيها ، ولما رآها بتلك اللغة حمد الله أنها لم تكن باللغة العربية.. وإلا لكان حديثه غير !
المشاهدات اليومية في الإعلانات والملصقات والكتابات في العربية جعلت الإنسان منا في حيرة من غلبتها ، ولا بأس لو كانت في العلو أي تلصق أو توضع في الأماكن العالية ، ولكن أن توطأ بالأقدام والأرجل ، فهذا مما يجعلها مُهانة غير محترمة أو مصونة .
النصارى وتقديس العربية
كتبت كثيراً عن علماء اللغة العربية في المهجر وغير المهجر ، نصارى سورية ولبنان وغيرهم ، وكيف كانوا يقدسون اللغة العربية ، ويعتبرونها من الدين والوطنية ، ونظرة سريعة إلى كتابات إيليا أبو ماضي ومي زيادة والدحداح والإخوان صروف وجبران خليل وميخائيل نعيمة وغيرهم ، نعرف مدى محافظتهم عليها ، وحبهم لها مما يجعلهم يستشهدون بالآية القرآنية والرواية النبوية لتعلقهما الصميم والأساس بها .
يحزننا أن نرى لغتنا تُهان من المسلمين بهذه الوسائل الشاذة المستخدمة في توصيل المعلومات للناس .
أسباب كتابة هذه المقالة الوسيلة الجديدة للدعاية والإعلان التي وضعت حديثاً في مساجد الكويت ، وهي عبارة عن ملصق كبير وُضع في المداخل على الأرض باللغات الأربع العربية والإنكليزية والأردية والبنغالية تحذر من وضع الأحذية بطريقة تعرقل مرور المعوقين وغير المبصرين الداخلين للمسجد .
الإعلان المشار إليه على الأرض عند المدخل يوطأ بالنعل والأحذية ، وهذه أكبر مهانة للغتنا العربية ، والمطلوب من المسؤولين تجنبها وتعظيم أحرف وكلمات العربية ورفع مكانتها أن تكون بهذه المهانة والإسفاف ، وأن يوضع تحذير من قبل وزارة الأوقاف وغيرها من الوزارات بضرورة احترام لغتنا ناهيك عن الآيات القرآنية التي تكون فيها .
والله المستعان …
• رحلة :
ضحك الأيام يتبدل ، والصخر باق ، والماء خالد ، والناس عابرون … ( حليم دموس )
(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا